العدد 4294 - الإثنين 09 يونيو 2014م الموافق 11 شعبان 1435هـ

الفرج: كمٌّ هائلٌ من اللقى الآثارية في مخازن متحف البحرين

غلوب يقدم فأساً تعود للعصر الحجري في الدنمارك لسمو الشيخ سلمان في قصر الرفاع في العام 1957 م
غلوب يقدم فأساً تعود للعصر الحجري في الدنمارك لسمو الشيخ سلمان في قصر الرفاع في العام 1957 م

على مدى أكثر من أربعة قرون عمل قطاع الآثار في البحرين، متمثلاً في متحف البحرين الوطني، على حفظ الآثار والتراث الوطني في البحرين. يذكر أن متحف البحرين ارتبط اسمه بثلاث وزارات مختلفة منذ تأسيسه في العام 1970 حيث ألحق بوزارة التربية والتعليم في بادئ الأمر، وفي العام 1982 ألحق بوزارة الإعلام، وحالياً، ومنذ العام 2010، أصبح جزءاً من وزارة الثقافة.

واحتفاءً بيوم المتاحف العالمي، كان لنا هذا اللقاء مع رشاد الفرج من متحف البحرين الوطني، ليحدثنا عن أهم الإنجازات والخطط المستقبلية للمتحف:

متى بدأت فكرة إنشاء متحف أو مكان خاص يضم اللقى الآثارية التي عثرت عليها بعثات التنقيب المختلفة في البحرين؟

- يعود الاهتمام بجمع اللقى الآثارية وتخزينها وعرضها لما قبل عام 1970، حيث بدأ التفكير بصورة جدية في إيجاد مكان خاص لهذه الآثار التي أخذت تتراكم يوماً بعد يوم، إلا أن أول متحف افتتح كان في عام 1970.

نعلم أن بعثات التنقيب الآثارية في البحرين بدأت منذ نهاية القرن التاسع عشر، واستمرت حتى يومنا هذا. فأين كانت تحفظ اللقى الآثارية التي جمعت قبل عام 1970؟ هل كانت تؤخذ إلى خارج البحرين؟

- قبل عام 1970، ونظراً لعدم وجود أماكن تخزين متخصصة للقى الآثارية في البحرين، وكذلك، لعدم توافر تقنيات مناسبة للتعامل مع اللقى الآثارية (من تنظيف وترميم وتحليل) فإن هذه الآثار كانت تؤخذ للخارج؛ فالبعثة الدنماركية أخذت تلك الآثار لمتحف موزكارت، حيث تم تنظيفها وترميم ما يمكن ترميمه وتحليلها ودراستها بصورة علمية مفصلة، وقد أرجعت للبحرين لاحقاً.

قضى متحف موزكارت 25 عاماً في أعمال التنقيب في البحرين وجمع المادة الحقلية، ثم عشرين عاماً أخرى في دراسة هذه المادة وتحليلها، قبل نشر النتائج والتحليلات في سلسلة كتب. فأين هذه الإصدارات؟ وهل هي متوافرة للجميع؟

- بالفعل كانت هناك سلسلة إصدارات، منها ما نشر بالتعاون بين متحف البحرين ومتحف موزكارت، ويضاف لهذه الإصدارات سلسلة كتب أخرى عن تاريخ البحرين معظمها ترجمة لكتب لأفراد من بعثات التنقيب المختلفة التي زارت البحرين، وكل هذه الكتب، وغيرها من المراجع المختلفة عن تاريخ وتراث البحرين، جمعت في مكتبة واحدة متخصصة وهي متاحة للمهتمين والباحثين.

وهل لاتزال المكتبة مفعّلة في الوقت الراهن؟

- حالياً، ونظراً لفصل وزارتي الثقافة والإعلام، فإن هذه المكتبة خاضعة للتطوير، فهناك حاجة لتطوير مكان مناسب لها، وهناك حاجة لجرد الكتب وإعداد برامج إلكترونية لتسهيل جدولة عناوين هذه الكتب وترقيمها وتسهيل البحث عنها، كل ذلك لتصبح المكتبة جاهزة لتخدم الباحثين والمهتمين بشأن تاريخ وتراث البحرين.

هل هناك خطة مستقبلية لتنظيم عملية استعارة الكتب من المكتبة أو بيع إصدارات المتحف فيها؟

- في الوقت الراهن، نحاول توفير مكتبة تخدم المهتمين والباحثين بحيث تتم القراءة وتصوير أجزاء من الكتب داخل المكتبة بدون استعارة، أما بالنسبة لبيع الكتب، فالمتحف، عادة، يقوم بتوزيع الكتب بصورة مجانية على المهتمين والباحثين، وربما تكون هناك خطة مستقبلية لآلية معينة لبيع الكتب.

من الملاحظ كثرة البحوث والدراسات الأجنبية عن تاريخ البحرين القديم، في المقابل هناك قلة في الدراسات لباحثين بحرينيين، ما أسباب ذلك؟

- في السابق نعم، كانت أعداد المؤهلين أقل، ولكن وضعت خطة لإعداد كوادر بحرينية متخصصة؛ حيث تم إرسال عدد من المنتسبين للمتحف في بعثات دراسية ودورات تدريبية، ما أدى لزيادة في الكوادر البحرينية، ونأمل أن يكون هناك إنتاج محلي أكثر في المستقبل.

مع الزيادة في الكوادر المحلية، هل نأمل إصدار دورية متخصصة في آثار البحرين، تعرض دراسات متخصصة، مع أهم نتائج التنقيبات المستجدة؟ على الأخص مع تواجد مثل هذه الدوريات في دول الجوار.

- الوضع في البحرين يختلف عنه في دول الجوار ففي تلك الدول يوجد ضمن جامعاتهم أقسام متخصصة في الآثار، فيحدث تعاون بين تلك الجامعات والمتاحف، ومثل هذا التعاون يثري الإنتاج المحلي فتصبح هناك حاجة لمثل هذه الدوريات. ما أريد قوله، إن جميع مؤسسات المجتمع المدني في البحرين مسئولة عن قلة الإنتاج المحلي، يجب أن تكون هناك جهات مختلفة داعمة.

هناك عدد من الباحثين الأجانب في تاريخ البحرين القديم الذين تعاونوا مع متحف البحرين الوطني وزاروا مخازن المتحف، من هؤلاء من يزعم أن في مخازن متحف البحرين الوطني كنوزاً أي كمًّا ضخماً من اللقى الآثارية، لن ترى النور أبداً. ما مدى صحة هذا القول؟

- هذا الكلام صحيح لحد ما. فهناك كم هائل من اللقى الآثارية في المخازن، وهي نتاج لسلسلة من التنقيبات لعدد من البعثات المختلفة منها الدنماركية والبريطانية والفرنسية والألمانية والبلجيكية والأسترالية والهندية وغيرها الكثير. كل هذه التنقيبات أدت لتراكم اللقى الآثارية التي لا يوجد مكان لعرضها. لكن هذا لا يعني أنها لن ترى النور أبداً؛ حيث إن هذه المواد تعرض في المتاحف المتنقلة التي أقيمت في عدد من الدول خارج البحرين، كفرنسا وبريطانية. وبالإضافة إلى ذلك فهناك خطة مستقبلية لزيادة الأماكن التي يعرض فيها التاريخ والتراث الوطني. حالياً يوجد، بالإضافة لمتحف البحرين الوطني، متحف ثانٍ في موقع قلعة البحرين، وهناك خطة لإنشاء ثلاثة متاحف أخرى، منها متحف خاص بآثار موقع سار الأثري بالإضافة لمتحفين أحدهما للأطفال والآخر خاص بالفنون التشكيلية.

افتتح سمو الشيخ سلمان أول معرض للمقتنيات الأثرية في العام 1956 م
افتتح سمو الشيخ سلمان أول معرض للمقتنيات الأثرية في العام 1956 م
رشاد الفرج
رشاد الفرج

العدد 4294 - الإثنين 09 يونيو 2014م الموافق 11 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً