اجتمعوا من أجل هدفٍ واحد، خططوا، نفذوا وانطلقوا، وفي قلوبهم أملٌ بأن ما يخططون له هو مشروعٌ مفيدٌ وسيحقق مبتغاه، وفي أنفسهم إصرار على المضيِّ لتحقيقه.
كان هؤلاء هم فريق متطوعي فعالية «معاً لنهزم السرطان»، التي أقيمت احتفالاً بيوم الناجين من السرطان الذي تحتفي به دول العالم، في حين لم نجد في البحرين له ذكراً إلا بعد أن سنّ الطبيب نبيل تمام وهو أحد الناجين من المرض ذاته، فعالية المشي منذ العام الماضي .
في العام الماضي استطاع جهد الدكتور تمّّام وحده أن يجعل من الفعالية واقعاً، فدعا إليها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها في هذا العام كانت أكثر تنظيماً بفضل فريقٍ كوّنه من ثمانية عشر فرداً نصفهم من الناجين من المرض، ونصفه الآخر ممن سمعوا بحاجتهم لمتطوعين فهبّوا لتلبية النداء، واستطاعوا استقطاب عددٍ أكبر من المشاركين من مرضى السرطان والمتعافين منه والمتضامنين معهم. وما جعل الفعالية تبدو أكثر زهواً هو مشاركة مختلف الفئات العمرية والثقافية والمهنية، وخصوصاً وجود بعض الأطباء الذين حضروا وتضامنوا وشاركوا.
استطاعت الفعالية أن توصل رسالةً جميلةً للمجتمع، وهي أن كلمة «سرطان» لا ترادف أبداً كلمة «موت»، وأن باستطاعة مريض السرطان أن يعيش كغيره، من غير أن يكون السواد هو الغالب على حياته، وبإمكانه أن يكون أكثر سعادةً ونشاطاً ، فينتج ويبدع؛ يعمل ويجني ثمار عمله؛ لأن الحياة مستمرة ولا يمكن لشيء أن ينهيها مادام الله عز وجلّ لم يقدر ذلك بعد.
استطاعت أن تبث الأمل في قلوب المصابين تواً بالمرض، خصوصاً وهم يجدون أمامهم أمثلةً عانت محطات التشخيص والعلاج والتعافي، بكل ما تحمله من صفعات وألم وأمل وإصرار، ومضت في حياتها من غير منغص يقعدها عاجزةً عن الابتسام، فتأكدوا أن الإصابة بالمرض لا تعني بالضرورة اليأس والاستسلام له.
واستطاعت الفعالية أن تقول لكل مريضٍ ومتعاف إن المجتمع معهم، ولم يعد كالسابق جاهلاً بما يعانونه ولا جاهلاً بقدرتهم - كغيرهم - على هزيمة خلايا أرادت أن تفتك بأجسادهم فاستطاعوا تحجيمها والفتك بها بإرادتهم وقوة إيمانهم بالله وبأنفسهم، وأنهم مالبثوا يبثون الأمل في قلوب من حولهم لأنهم استطاعوا أن يكونوا أكثر وعياً بأهمية السعي في الحياة لتحقيق الهدف الأكبر لأنفسهم، فيما يقبع بعض الأصحاء بدنياً في شرنقة اليأس والعجز والكسل.
بقي أن نقول إن الفعالية كانت بحاجةٍ لعرض تجارب الناجين من السرطان، إما من خلال تصوير فيديو أو بشكل مباشر من خلال كلمات وعروض؛ لنعرف ويعرف المصابون تواً بالمرض كيف استطاع هؤلاء هزيمته، وعدم الاقتصار على نشر هذه التجارب في الصحافة فقط، كما من الضروري أن يكون هنالك عرض لتجارب أهالي المرضى والناجين في كيفية تلقي الخبر ودورهم في حياة هؤلاء؛ لأنه جانبٌ غائبٌ إلا قليلاً، وهو أمر بحاجة لمزيد من المتطوعين والداعمين مادياً ومعنوياً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4293 - الأحد 08 يونيو 2014م الموافق 10 شعبان 1435هـ
الفعالية ممتازة
انا كنت من الحضور في الفعالية كانت جدا ممتازة وتحتاج قليلا من لفته من الجهات اخرى لتعاون وتكاتف مع هذه الفئة ويحتاجون الى فعاليات اكثر فقد دخلت الفرحة الى قلوبهم . اللهم شافي كل مريض يالله
البحرينيون و الأمل ..
إذا كان للأمل و العطاء موطن فهو في وطني البحرين .. رغم كل الصعاب و المآسي و الويلات إلا أنه يبدع و يكون منتجاً للأمل في الحياة و عدم الإستسلام لمرض ..
و لمن يظن أنه بإستطاعته كسر إرادة البحرينين فهو واهم ، فالبحرينيون هم كتل إبداع و أمل ..
اللهم شافي جميع المرضى و الجرحى بحق محمدٍ و آله الطاهرين ..