العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ

مسئول يمني: 20 ألف نازح جراء اشتباكات الجيش والحوثيين في عمران

بعد أيام من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين

قال وكيل محافظة عمران، شمالي اليمن، أحمد البكري، اليوم الأحد، إن أعداد النازحين من المناطق التي دارت فيها المواجهات بين الجيش ومسلحي الحوثي بالمحافظة، بلغ 20 ألف شخص، مشيرا إلى أن هؤلاء بحاجة لمساعدات عاجلة.

وفي تصريحات لوكالة للأناضول، أوضح البكري، أن "الوضع الإنساني صعب للغاية في ظل عدم وجود أي دعم من أي جهة حكومية أو غير حكومية للنازحين المتوزعين في أماكن مختلفة (لم يحددها)عند أقاربهم".
وتشهد محافظة عمران، أوضاعا إنسانية متدهورة في ظل نزوح السكان، الذين غادروا منازلهم جراء الاشتباكات التي دارت بين قوات الجيش، وجماعة الحوثيين الشيعية، قبل أن تتوقف إثر توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار الأربعاء الماضي بعد أكثر من أسبوعين من المواجهات العنيفة.
من جهته، أعرب مكتب الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية عن قلقه إزاء موجة جديدة من النزوح، ضمت 20 ألف شخص فروا شمال محافظة عمران في اليمن.
وقال المتحدث باسم المكتب، يانس ليرك، إنه "على الرغم من بدء وقف إطلاق النار في عمران، فإن إغلاق الطريق الرئيس المؤدي من صنعاء إلى عمران يحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى النازحين".
وأوضح أن بعض منظمات الإغاثة الإنسانية، تواصل عملها داخل مدينة عمران، لكن جميع العمليات خارج المدينة توقفت، ويبقي السكان في حاجة ملحة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وأضاف "ليرك": "تنتظر تلك المنظمات تحسن الأوضاع الأمنية لتقييم الاحتياجات، ومواصلة عملها، وإمداد المستشفى الوحيد الموجود هناك بالمعدات الطبية والجراحية وموظفي الخدمات الصحية".
ورغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ونشر مراقبين للإشراف على تنفيذه، لكن مخاوف السكان لا تزال قائمة خشية تفجّر الأوضاع في أي وقت، لا سيما وأن الحوثيين لم ينسحبوا من مواقعهم التي سيطروا عليها قبل اندلاع المواجهات الأخيرة.
وكان مصدر قبلي قال، إن "مسلحي جماعة الحوثيين عادوا للتمركز في عدد من المواقع والنقاط الجديدة في محافظة عمران شمالي اليمن بعد ثلاثة أيام من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بينهم وبين الجيش".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة الأناضول، أن "الحوثيين استحدثوا نقطة في منطقة بيت الضلعي، وأخرى بجوار السجن المركزي في منطقة سحب، مع استمرار التوتر وعمليات النزوح في عمران".
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من جماعة الحوثيين بشأن ما ذكره المصدر القبلي.
وتشتكي عدد من المنظمات الإنسانية المحلية كالهلال الأحمر اليمني، والخارجية كالصليب الأحمر من صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة وأماكن تواجد النازحين، لتقديم الاحتياجات اللازمة لهم بسبب الأوضاع الأمنية التي تسمح لهم بالتحرك.
وفي تعليقه على هذا، أشار "البكري"، إلى أن هناك اجتماع مشترك سيعقد في غضون الأيام القادمة بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وعدد من المنظمات الإنسانية المحلية، والخارجية للاتفاق على خطة لتأمين عمل هذه المنظمات من أجل تمكينها من أداء عملها دون عوائق أمنية على الأرض.
ووجه "البكري" الدعوة للمنظمات الإنسانية إلى الهبّة والتحرك السريع لمساعدة النازحين وتسهيل عودتهم إلى مناطقهم.
بدوره، قال رئيس مركز الشباب للتنمية وحقوق الانسان (غير حكومي)، عبد اللطيف المرهبي، إن الأوضاع الإنسانية صعبة، والناس لا يجدون أي مساعدات.
وأشار في تصريحات لوكالة الأناضول إلى أن عودة النازحين إلى مناطقهم تتطلب جهودا رسمية وغير رسمية تشمل ترتيب الأوضاع أمنياً وتقديم المساعدات الغذائية والطبية والمستلزمات الأخرى.
وأدت المواجهات إلى موجة نزوح كبيرة لسكان مدينة عمران (عاصمة المحافظة)، والمديريات المجاورة لها التي كانت مسرحا للمواجهات وتوزع هؤلاء النازحين على أقارب لهم في مديريات أخرى وبعضهم استقر في العاصمة صنعاء التي لا تبعد عن عمران سوى 50 كم.
وتكمن إشكالية تعقيد الوضع الإنساني في عدم وجود ثقة لدى طرفي الصراع، وهما الجيش والحوثيين في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار لمدة طويلة في ظل عدم وجود نص في الاتفاق، يلزم الحوثيين بسحب مسلحيهم من الجبال والمواقع المسيطرين عليها وإعادتهم إلى خارج المدينة.
وأعلن الجيش اليمني وجماعة الحوثي (شيعية)، الأربعاء الماضي، وقف إطلاق النار في عمران، التي تشهد مواجهات دموية بين الجيش ومسلحي الجماعة منذ أسابيع.
وتضمن اتفاق وقف طلاق النار: وقف الحشود والتعزيزات والاستحداثات (التمركز في مواقع جديدة للمسلحين الحوثيين أو قوات الجيش) من قبل كل الأطراف، ونشر مراقبين عسكريين محايدين للإشراف على وقف إطلاق النار، والتأكد من التزام كافة الأطراف بالتنفيذ.
وتدور مواجهات منذ أسابيع بين مسلحي الحوثي وقوات اللواء 310، التابع، للجيش في عمران، على خلفية اتهام الجيش للحوثيين بمحاولة التوسع والسيطرة على مناطق في المحافظة بقوة السلاح، وأسفرت الاشتباكات عن عشرات القتلى من الجانبين.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً