العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ

السيسي: أتطلع إلى التصالح مع أبناء وطننا باستثناء من أجرموا في حقه

الإخوان: الحراك الثوري السلمي مستمر حتى استراد الحرية

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الأحد (8 يونيو / حزيران 2014)، إنه يتطلع إلى "التسامح والتصالح مع أبناء وطننا باستثناء من أجرموا في حقه واتخذوا العنف منهجا".

وفي خطاب له ألقاه خلال احتفالية بقصر القبة الرئاسي، شرقي القاهرة، بمناسبة تنصيبه اليوم، رئيسا للبلاد، أضاف السيسي أن "من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر ليس لهم مكان في تلك المسيرة".
ومضى قائلا: " لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل .. مع من يريدون دولة بلا هيبة".
ولم يحدد السيسي من قال إنهم، أجرموا وأراقوا الدماء وقتلوا المخلصين‎، غير أن السلطات المصرية التي حكمت البلاد عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو/تموز الماضي، كثيرا ما اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بارتكاب "العنف"، وأدرجتها نهاية العام الماضي "جماعة إرهابية"، وهي الاتهامات التي ترفضها الجماعة وتقول إن مظاهراتها سلمية، وأنها بعيدة تماما عن العنف.
ويشارك في تلك الاحتفالية نحو 1200 من الشخصيات العامة وممثلين عن مختلف طوائف الشعب المصري، بالإضافة إلة وفود أجنبية، بحسب ما ذكره التليفزيون الرسمي. بموازاة ذلك يحتفل مصريون في ميدان التحرير (وسط القاهرة)، ومحيط قصر الاتحادية (شرقي العاصمة)، وعدد من المحافظات، بتسليم السلطة رسمياً للسيسي، وسط تشديدات أمنية مكثفة لتأمينهم، بحسب مراسلي الأناضول.
في المقابل تظاهر عدد من أنصار مرسي، في عدد من المدن، رفضا لتنصيب السيسي وللمطالبة بعودة مرسي للحكم، معتبرين الإطاحة به يوم 3 يوليو/ تموز الماضي "انقلابا عسكريا". فيما يراه الرافضون لمرسي "ثورة شعبية".
وأدى السيسي، صباح اليوم، اليمين الدستورية، رئيسا لمصر، أمام أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورية (أعلى سلطة قضائية) في ضاحية المعادي، جنوبي القاهرة، بحضور عدد من الشخصيات العامة المصرية، وحراسة أمنية مشددة.
بعدها انتقل السيسي إلى قصر الاتحادية الرئاسي، شرقي القاهرة، حيث تسلم السلطة رسميا، عقب توقيعه علي وثيقة استلام السلطة، من الرئيس المؤقت المنتهية ولايته، عدلي منصور، وسط حضور عربي ودولي متفاوت التمثيل، وصفه مراقبون إجمالا بالمنخفض.
وقبيل التوقيع على الوثيقة، وجه السيسي كلمة مرر خلالها رسائل إلى العالم الخارجي، قال فيها إن "اللحظة التي تمر بها مصر لحظة تاريخية فريدة وفارقة في عمر هذا الوطن، فعلى مدار تاريخنا لم يشهد وطننا تسليما لها في السابق، فللمرة الأولى يصافح الرئيس المنتهية ولايته الرئيس المنتخب".
وتقدم السيسي بالشكر إلى كل الشركاء الدوليين الذين وقفوا بجوار بلاده، مطالبا الجميع بالمشاركة في مؤتمر "أشقاء وأصدقاء مصر" الذي دعا إليه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، لدعم الاقتصاد المصري.
والثلاثاء الماضي، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر فوز السيسي برئاسة البلاد، بعد حصوله على 96.91% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة في انتخابات أجريت نهاية الشهر الماضي، وبلغت نسبة المشاركة فيها 47.45%، وهي النسبة التي شككت بصحتها المعارضة والمرشح الخاسر حمدين صباحي.
ومن جهة أخرى، وجهت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، رسالة إلى وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، الذي أدى، اليوم الأحد، اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، قائلة له إن "الشعب المصري سيظل في حراكه الثوري السلمي ليسترد حريته وكرامته".
جاء ذلك في بيان للجماعة تعقيبا على أحكام الإعدام الجديدة الصادرة بحق عدد من المعارضين للسيسي، بينهم قيادات إخوانية، بالتزامن مع تنصيب وزير الدفاع السابق، الذي فاز في انتخابات الرئاسة الشهر الماضي بنسبة 96.9% من أصوات المقترعين الصحيحة.
وقالت جماعة الإخوان، في بيانها، إن تلك الأحكام "لن ترهب الشعب المصري الذي قدم آلاف الشهداء والمصابين والمعتقلين".

وقررت محكمة جنايات شبرا الخيمة (شمال القاهرة)، أمس السبت، إحالة أوراق 10 "هاربين" من قيادات جماعة الإخوان (التي صنفتها السلطات الحالية جماعية إرهابية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي)، إلى المفتي تمهيدا لإعدامهم، في قضية قطع طريق "قليوب"، شمالي العاصمة، ومقتل متظاهرين اثنين، وحددت جلسة 5 يوليو/ تموز المقبل، للنطق بالحكم على باقي المتهمين (38 محبوسين)، بحسب مصادر قضائية.
والإحالة للمفتي في القانون المصري هي خطوة تمهد للحكم بالإعدام، ورأي المفتي يكون استشاريًا، وغير ملزم للقاضي الذي قد يقضي بالإعدام بحق المتهمين حتى لو رفض المفتي.
وبحسب مصادر قضائية، فإنه في حال صدور حكم بالإعدام على أي من الهاربين، تكون غير نهائية، حيث تعاد محاكمتهم عقب القبض عليهم، نظرا لصدور الحكم عليهم غيابيا.
ومنذ أن أطاح قادة الجيش بمشاركة، قوى شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، تنظم الجماعة وقوى معارضة أخرى مظاهرات شبه يومية اعتراضا على هذا الإجراء الذي يعتبرونه "انقلابا عسكريا"، بينما يراه الرافضون لمرسي "ثورة شعبية".
وفي خطاب له خلال احتفالية بقصر القبة الرئاسي، شرقي القاهرة، قال السيسي، بمناسبة تنصيبه، إنه يتطلع إلى "التسامح والتصالح مع أبناء وطننا باستثناء من أجرموا في حقه واتخذوا العنف منهجا".
ومضى قائلا إن "من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر ليس لهم مكان في تلك المسيرة (...) لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل.. مع من يريدون دولة بلا هيبة".
ولم يحدد السيسي من يرى أنهم "أجرموا وأراقوا الدماء وقتلوا المخلصين"‎، غير أن السلطات المصرية الحالية تتهم جماعة الإخوان بممارسة العنف، وهو ما ترفضه الجماعة، وتقول إن مظاهراتها سلمية، وفي المقابل، تتهم أجهزة الأمن بقتل المئات من أنصار الجماعة واعتقال الآلاف.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً