ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، على موقعها الإلكتروني أمس السبت (7 يونيو/ حزيران 2014)، نقلا عن وكالة «أسوشييتد برس»، أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون قالت في كتابها الجديد «خيارات صعبة»، الذي يصدر الثلاثاء المقبل، إنها نأت بنفسها عن توجهات إدارة الرئيس باراك أوباما أثناء ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، قائلة إنها ناشدت الرئيس الأسبق حسني مبارك آنذاك البدء في عملية انتقال منظم للسلطة في مصر، مشيرة إلى أن تلك المناشدة أجهضت بعد مطالبة أوباما لمبارك بالتنحي عن منصبه فورا.
وحسب نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (8 يونيو/ حزيران 2014) أن هيلاري كلينتون سلطت في كتابها الجديد الضوء على الانقسام الذي شهدته الإدارة الأميركية خلال الأيام المحمومة من الاحتجاجات الشعبية (الربيع العربي) في عام 2011، والمسار المضطرب الذي عاشته مصر منذ الإطاحة بمبارك وفترة حكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران). وتضع نفسها مع الحرس القديم من الواقعيين، مثل نائب الرئيس جو بايدن ومستشار الأمن القومي توم دونيلون ووزير الدفاع روبرت غيتس، الذي كان على خلاف مع جيل الشباب من مساعدي البيت الأبيض.
وقالت كلينتون التي ينظر إليها بشكل كبير على أنها ستتصدر مرشحي الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2016 إنها كانت حريصة على التمسك بحليف قوي - مثل مبارك - وعدم دخول مصر وإسرائيل والأردن والمنطقة في مستقبل مجهول.
وقالت المرشحة الرئاسية المحتملة هيلاري كلينتون إنها طالبت الإدارة بتوخي الحذر، موضحة أن أوباما لم يكن مستريحا من حجم العنف الذي كان يشاهده. وقالت إن بعض مستشاريه تضايقوا من طلبها علنا من مبارك انتقالا منظما للسلطة إلى خليفة له.
وأكدت هيلاري كلينتون أن من أهم أسباب سعيها للحفاظ على علاقات قوية مع الرئيس المصري الأسبق هو الحاجة لعزل النظام الإيراني، واستمرار الملاحة في قناة السويس، ومكافحة الإرهاب في المنطقة، وحماية إسرائيل، وإفشال مخططات «القاعدة».
وتحدثت هيلاري كلينتون في كتابها كذلك عن التحديات السياسية الخارجية الأخرى التي واجهتها أثناء توليها الخارجية مدة أربع سنوات. وقالت كلينتون إنها كانت تضغط من أجل تجميد بناء منازل إسرائيلية جديدة في الأراضي المتنازع عليها، وإنها كانت تلقي اللوم على محمود عباس ونتنياهو بشأن انهيار المحادثات والمفاوضات التي كانت ترعاها بين الجانبين.
من جانبها، ذكرت شبكة سي بي إس نيوز الإخبارية الأميركية أن المرشحة المحتملة في انتخابات الرئاسة ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون قالت في كتابها الجديد بأنها عندما كانت وزيرة خارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما اختلفت مع قراره عدم تسليح مقاتلي المعارضة السورية.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط أمس السبت (7 يونيو/ حزيران 2014) إن سي بي إس نيوز حصلت على نسخة من مذكراتها (خيارات صعبة) قبل نشرها يوم الثلاثاء القادم. وينظر إلى كلينتون على نطاق واسع على أنها ستتصدر مرشحي الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة إذا خاضت المعترك الانتخابي إلى البيت الأبيض عام 2016.
وتقول دعاية الكتاب بأنه يتضمن تفاصيل عدة من الكواليس ودور كلينتون في وزارة الخارجية. ومن المفترض أن تقوم كلينتون بعدة مقابلات في نهاية الأسبوع الحالي ومطلع الأسبوع المقبل قبل صدور الكتاب رسميا الثلاثاء.
إلا أن «سي بي إس نيوز» أكدت أنها حصلت على نسخة من الكتاب لأن دار النشر «سايمون أند شوستر» تابعة لـ«سي بي إس كوربوريشن». ومن المفترض أن يصدر الكتاب بالفرنسية الأربعاء لدى دار «فايار» الفرنسية.
وحول النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات والذي أوقع أكثر من 162 ألف قتيل، قالت كلينتون في المذكرات «من النادر التوصل إلى الحل الصحيح للقضايا الشائكة. وإذا كانت هذه المشاكل شائكة فذلك لأن كل الخيارات تبدو أسوأ من بعضها البعض».
وأضافت أنها كانت مقتنعة منذ بدء النزاع في سوريا بأن تسليح وتدريب المعارضة السورية هما الوسيلة الأفضل لمواجهة قوات بشار الأسد. وتابعت: «إن التدخل أو عدم التدخل كلاهما ينطوي على مخاطر عالية (لكن) الرئيس (أوباما) كان يميل إلى إبقاء الأمور على حالها وعدم المضي قدما في تسليح المعارضة».
وكتبت في مذكراتها «لا أحد يحب أن يخسر نقاشا وأنا منهم. لكنه قرار الرئيس واحترمت تحليله وقراره».
وهذا الفصل غني بالمعلومات لأنه يكشف مدى الاختلاف بين كلينتون التي يثار ترشحها إلى الانتخابات الرئاسية في 2016 بإلحاح وبين أوباما الذي لم يعد يثير الحماس.
وكان أوباما فاز على كلينتون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية تحضيرا للانتخابات الرئاسية في 2008. وتناولت كلينتون بالتفصيل لقاءها الأول مع أوباما قبل المؤتمر الديمقراطي في 2008 وقالت: إنهما «تأملا بعضهما البعض بصمت». وقالت: إن «الوقت حان لتصفية الأجواء بعد أن كان لها ولأوباما عدة مآخذ على بعضهما البعض».
وتشمل المذكرات السنوات الأربع التي أمضتها على رأس وزارة الخارجية قبل أن يتولى كيري المنصب في 2013.
وأشارت كلينتون في مذكراتها أيضا إلى الحرب في العراق والاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا في 2012 والربيع العربي وضم القرم إلى روسيا مؤخرا. وعادت كلينتون أيضا إلى الدعم الذي قدمته للحرب على العراق عندما كانت لا تزال تشغل مقعدا في مجلس الشيوخ في 2002.
وقالت: «اعتقدت أنني أتصرف عن حسن نية وأنني اتخذت أفضل قرار ممكن انطلاقا من المعلومات المتوفرة لدي. لكنني أخطأت بكل بساطة». وأضافت: «لم أكن الوحيدة التي ارتكبت خطأ».
كما تطرقت كلينتون إلى حدث مهم آخر عندما ذكرت بأنها سعت عندما كانت وزيرة للخارجية إلى إطلاق سراح السرجنت بو برغدال الذي أسرته حركة طالبان في أفغانستان لخمس سنوات قبل أن تتم مبادلته بخمسة من قيادييها كانوا معتقلين في غوانتانامو.
وقالت كلينتون «أقر كما قلت في الماضي بأن فتح الباب أمام المفاوضات مع طالبان أمر من الصعب تقبله بالنسبة إلى الكثير من الأميركيين بعد كل هذه السنوات من الحرب». وكشف الكتاب عن أن مناقشات كثيرة بشأنه دارت في السابق بين كبار مستشاري السياسة الخارجية ومن بينهم كلينتون.
وأثارت صفقة التبادل التي تمت بوساطة من قطر جدلا كبيرا. وقد قال أعضاء سابقون في الإدارة الأميركية لصحيفة «واشنطن بوست» بأن كلينتون كانت تعارض مثل هذه الصفقة في 2011 لأنها لا تتضمن حظرا على سفر عناصر الطالبان بعد الإفراج عنهم.
ويأتي نشر هذه المقتطفات من الكتاب مع الجدل الذي اقترن بقرار أوباما مبادلة خمسة من متشددي طالبان محتجزين في المعتقل الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا بالسرجنت الأميركي بو برغدال.
وتعترف كلينتون بأنها خلال فترة توليها وزارة الخارجية في الفترة من 2009 إلى 2013 ارتكبت زلة لسان بإعلان إعادة ضبط العلاقات الأميركية مع روسيا. وأثار ضم روسيا شبه جزيرة القرم في مارس (آذار) تساؤلات بشأن ما أطلق عليه إعادة ضبط العلاقات.
وتصف كلينتون في كتابها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه شديد الحساسية واستبدادي لا يقبل النقد.
هههههه
عقرب رمل.