العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ

250 مشاركاً بفعالية المشي: «لنهزم مرض السرطان»

المشاركون في الفعالية - تصوير : محمد المخرق
المشاركون في الفعالية - تصوير : محمد المخرق

أكد 250 مشاركاً في فعالية المشي عصر أمس السبت (7 يونيو / حزيران 2014) أن مرض السرطان مرض قابل للشفاء، وأنهم قادرون على مواجهة «شبح الموت» المحيط به كما يظن الكثيرون فضلاً عن إحساسهم بما يمر به مرضى السرطان ورغبتهم في دعمهم نفسيّاً ومعنويّاً، الأمر الذي جعل منهم مشاركين في فعالية المشي الثانية التي نظمها فريق الناجين من السرطان عصر أمس تحت شعار:« لنهزم مرض السرطان»، احتفاء بيوم الناجين من السرطان والذي يصادف الأحد (الأول من شهر يونيو من كل عام).


متطوعون: لم يعد شبح الموت يمشي خلف المصابين بالمرض

250 مشاركاً يرفعون شعار «لنهزم السرطان» في فعالية المشي الثانية

سار - زينب التاجر

رأوا أنه مرض قابل للشفاء، وأنهم قادرون على مواجهة «شبح الموت» المحيط به كما يظن البعض، فضلاً عن إحساسهم بما يمر به مرضى السرطان ورغبتهم في دعمهم نفسياً ومعنوياً، الأمر الذي جعل منهم مشاركين في فعالية المشي الثانية التي نظمها فريق الناجين من السرطان، عصر أمس السبت (7 يونيو / حزيران 2014)، تحت شعار «لنهزم مرض السرطان»، وذلك احتفاء بيوم الناجين من السرطان الذي صادف يوم الأحد الأول من الشهر الجاري من كل عام.

وفي ذلك، قدر استشاري الأنف والأذن والحنجرة نبيل تمام الحضور الذي هرول مسافة كيلوين بـ 250 مشاركاً من المرضى، الناجين والمتطوعين، تمام الذي جمع فريقاً تطوعياً بلغ أعضاؤه 18 فرداً يعنى بهذه الفعاليات، أشار إلى عزم الفريق رفع الفعالية وصورها على موقع إلكتروني دولي على غرار العام الماضي بجانب عدد من الولايات في أميركا وبعض الدول كإيطاليا، هولندا، الهند وماليزيا، أستراليا، إفريقيا الجنوبية، غوام، جزر الكايمن، أنتيفا، تربنيداد وتوباغو.

وقال: «في العام السابق شارك 50 مشاركاً وهذا العام تضاعف العدد ليصل إلى 250 وهو ما أعتبره مؤشراً على زيادة وعي الناس وتلمسهم لوضع مرضى السرطان ومدى حاجتهم للدعم النفسي قبل العلاج».

وأشار إلى أن الفريق عمل على الترتيب للفعالية من 6 شهور والتي تتضمن مشاركة مرضى وناجين من المرضى ومتطوعين في فعالية المشي وعلى هامشها العديد من الفقرات كأنشودة تمنح معاني الأمل ودفتر لتسجيل المواقف المؤلمة والمفرحة لتكون ملهمة للمرضى لمواجهة المرض.

وبين أن أهم أهداف الفعالية تدور حول نشر الوعي بين مرضى السرطان والناجين منه ومن يقدمون العناية لهم، نشر الوعي لدى مقدمي الخدمات الصحية لمرضى السرطان في البحرين، نشر الوعي لدى مؤسسات المجتمع المدني الصحية لأجل خدمة المجتمع ومرضى السرطان في البحرين إلى جانب نشر الوعي لدى الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من أجل تسليط الضوء على مثل هذه الفعاليات وتقديم الدعم اللازم باستمرار من أجل الدعم النفسي لمرضى السرطان والناجين منه ومقدمي الرعاية لهم، فيما أضاف أن من الأهداف المهمة الأخرى هي نشر الوعي لدى المجتمع حول طبيعة المرض وأنه لم يعد ذلك المرضى الذي يصعب نطق اسمه أو من يجري خلفه شبح الموت كما يعتقد الكثيرون.

هذا وقامت «الوسط» بلقاء عدد من أعضاء فريق الناجين من السرطان، والتي كان أولها مع رحاب علي الحداد، التي ذكرت أنها ناشطة في العمل التطوعي وفي عائلتها عدد من الإصابات بالمرض وباتت من أهم الأسباب لمشاركتها في الفريق.

وقالت: «مجال التطوع مع المجموعات الإنسانية سواء مصابين أو ناجين عبارة عن سمة حضارية ووعي مجتمعي للارتقاء ووجودنا كأفراد في مجتمع كبير لابد من أن نتعاضد ونتعايش الهم، ونرى أن كثيراً من مرضى السرطان يمثلونهم بصورة جداً حزينة وأن الحديث عن مصاب بالسرطان لابد أن يضع المتحدث يده على قلبه مشفقاً عليه وهذا الخطأ يجب تغييره».

وأضافت أن تشكيل فريق مبني على ناجين ومتطوعين يؤكد الفكرة التي يرنو لتحقيقها أعضاء الفريق ويحاولون بثها للمجتمع.

وتحدثت عن أبرز ما يواجهه المرضى، إذ أشارت إلى مدى حاجة المرض للدعم المعنوي، لمواجهة مرحلة العلاج، فضلاً عن دعم لمواجهة الخوف من المرض ومضاعفاته إلى جانب حاجته لتحسين الخدمات الصحية التي يتلقاها المريض ولاسيما إذا ما قورنت بتلك المقدمة في الخارج.

وتابعت أنه هناك حاجة لتغيير مفهوم أن المرض قاتل، منوهة إلى أن ذلك يمكن أن يتم من خلال وجود مواد إثرائية في المناهج الدراسية الحكومية، فضلاً عن تكثيف الحملات التوعوية في وسائل الإعلام.

أما المتطوعة ليالي الصالح، فقد قالت إن تطوعها بمثابة وقفة إنسانية مع الناجين من المرضى، مشيرة إلى أن انتشار المرض جعل الكثيرين يتعايشون مع المرضى ويتلمسون ما يمرون به بشكل كبير.

وقالت: «أختي أصابها السرطان وهي حالياً ناجية من السرطان ووقع الخبر علينا لم يكن سهلاً ودخلنا في صدمة كبيرة إلا أننا سرعان ما حاولنا مواجهتها فلم يعد السرطان ذلك المرض المرتبط بالموت فلابد أن نزرع الأمل».

وأضافت أنها عاشت مع أختها المصابة بالسرطان في الغدة الدرقية مرحلة العلاج والعملية وما بعد ذلك، ومن خلال تلك التجربة رأت أن المرضى يحتاجون وقفة كبيرة إبان سماعهم الخبر ومن ثم وقفة أخرى لمواجهة خوفهم من المرض وعلاجه.

ورأت أن المريض يحتاج وقفة أخرى مهمة جداً لما بعد العلاج تكسبه الثقة بأنه قادر على مواصلة حياته من دون الخوف من عودة السرطان.

من جانبها، قالت ضوية السلمان إنها رأت تجربة في دولة الكويت مشابهة لهذه التجربة فقامت بالاتصال بنبيل تمام الذي أخبرها أن هناك فعالية مقبلة، مشيرة إلى أن في محيطها بعض المرضى المصابين بالمرض.

وقالت: «قبل شهرين راودتني شكوك بأني مصابة بسرطان الثدي وعشت 13 يوماً كئيبة، ولم تكن هناك لقاءات وفعاليات مع مجموعة دعم السرطان، إلا أني اليوم بعد ما شهدته من أمل وإصرار من المرضى أستطيع القول إني قادرة على مواجهة المرض لو لا سمح الله كنت مصابة به».

وأشارت إلى أن الكثير مازال حتى اليوم يخشى نطق اسم المرض ويشير له بالقول «ذلك المرض»، منوهة إلى ضرورة الحاجة لتغيير ذلك المفهوم.

أما عضو جمعية ملتقى الشباب البحريني والمتطوع في الفريق حسين الإسكافي، أشار إلى أن سبب تطوعه هو المشي على فلسفة ضرورة إعانة الناس لكي يقوموا بمعاونتك في يوم من الأيام، بالإضافة إلى أنها فعالية تندرج ضمن النشاط الاجتماعي والإنساني، فضلاً عن تلمسه لحياة عدد من المحيطين به أصابهم المرض.

وتابع أن الهدف هو نشر فكرة أن المرض يمكن مواجهته والتغلب عليه، لافتاً إلى أن العامل النفسي من أهم الصعوبات التي تواجه المريض وتغيير فكرة نشر الجانب السلبي للمرض والخوف منه ومحاولة منح المرضى طاقة إيجابية وتذكيره بالتجارب الإيجابية وعدم ربط المرض بالموت.

أفراد يخشون نطق اسم السرطان ومصابون يخفون إصابتهم

وقال: «للأسف أن البعض يخشى نطق اسم المرض، ومصابون يخفون إصابتهم خوفاً من نظرة الشفقة من المجتمع، وآخرون يرون أن المرض قاتل، إلا أن فعالية اليوم هي خطوة لتغيير كل ذلك، ففي الفعالية كبار وصغار ورجال ونساء مرضى وناجون ومتطوعون وجميعهم يرفعون شعار أنهم قادرون على مواجهة المرض وهزيمته».

وللجانب الصحي دور في الفعالية، عبرت عنه مسئولة في قسم أمراض الدم والأورام بمجمع السلمانية الطبي نجاة رستم، إذ أشارت أن عملها في القسم لزهاء الـ 20 عاماً جعلها تؤمن بقضيتهم ومدى حاجتهم للدعم المعنوي قبل العلاج لذا كان تطوعها في الفريق، وقالت: «في القسم تختلط المشاعر فترى الألم مصحوباً بالأمل بشكل كبير وأكون سعيدة جداً حينما يتشافى أمامي أي مريض».

وتابعت أن مشاركتها في الفريق والفعالية بهدف تغيير الفكرة السائدة حول المرض بأنه مميت، منوهة إلى وجود الكثير من المرضى الناجين منه والذين يعيشون حياة طبيعة أسوة بأقرانهم، في الوقت الذي لفتت فيه إلى ضرورة تزويد المريض بالإرشادات الصحية لما بعد مرحلة العلاج والمتعلقة بالجانب التمريضي والتغذية وغيرها.

هذا واستغلت الفرصة لتدعو وزارة التربية والتعليم إلى التعاون مع وزارة الصحة أو مجموعات دعم السرطان للكشف المبكر على سرطان الثدي بالنسبة لطالبات المدارس، فيما وجهت دعوة للطالبات أيضاً لفحص أنفسهن بشكل مستمر، منوهة إلى أن معظم حالات الإصابة بسرطان الثدي هي من اكتشاف المصابات به.

بدوره، كان لاستشاري طب الأطفال والمواليد والربو نادر ديواني مشاركة في الفعالية، إذ بين أنه متضامن ومتعاون وداعم للمرضى والمتعافين وأنه سعيد بمشاركتهم لحظات قوتهم وضعفهم.

وقال: «الفعالية للتأكيد أن المرض له علاج وأنه لا يحتاج فقط لأدوية وإنما لدعم مجتمعي وعائلي»، لافتاً إلى ضرورة تدشين مثل هذه الفعاليات بشكل مستمر طوال العام تشمل محاضرات وزيارات المدارس والأندية وغيرها وذلك للتأكيد على إمكانية العلاج والمضي قدماً.

أما استشاري جراحة المخ والأعصاب طه الدرازي فأوضح أن مشاركته تأتي من منطلق تضامنه التام مع المرضى والناجين وعوائلهم، إذ قال: «أتمنى أن يمن الله على الجميع بالصحة والعافية والمشاركة البسيطة في هذه الفعاليات أتصور تعني الكثير للمرضى لكونهم يشعرون أن المجتمع لم يتخلَ عنهم».

وبين أن مرضى السرطان لا يختلفون عن سواهم إلا في إصابتهم بعارض صحي من الممكن أن يتخلصوا منه مع الوقت، فيما أشار إلى أنه حان الوقت لتغيير نظرة المجتمع للمرض والمرضى بعين الريبة والشك والخوف بأن حياتهم قصيرة ووصفها بالقناعة القديمة التي لابد أن تتغير يوماً.

وأكد أن هناك كثيراً من الأمراض أخطر من مرض السرطان مرت بها الإنسانية وتعافت منها، مستشهداً بمرحلة مرض السل الرئوي الذي أودى بحياة الكثيرين واليوم هو مرض تمت مواجهته وعلاجه بالأدوية، فيما أشار أيضاً إلى مرض الايدز، وبين أن المرض كان يقتل المريض في فترة قصيرة أقصر من كثير من أنواع السرطانات ومع تطور العلم تم اختراع أدوية تساهم في علاج المريض وتجعله قادراً على التعايش مع المرض لسنوات طويلة.

وأضاف أن هناك كثيراً من أنواع السرطانات أيضاً كان من الصعب علاجها ومع تطور العلم والتقنيات الحديثة أصبح ذلك ممكناً، فيما لفت إلى أن اليوم أمكن إحداث تغييرات في بعض الجينات لمنع الإصابة بالمرض.

وقال: «لابد أن تتغير نظرة المجتمع لهذا المرض خدمة للمرضى، فالعامل النفسي جداً مهم ليتمكنوا هم أنفسهم من التخلص من حالة الرعب التي قد تعتريهم بمجرد تشخيص المرض».

المشاركون في فعالية المشي الثانية التي نظمها فريق الناجين من السرطان احتفاء بيوم الناجين من المرض - تصوير : محمد المخرق
المشاركون في فعالية المشي الثانية التي نظمها فريق الناجين من السرطان احتفاء بيوم الناجين من المرض - تصوير : محمد المخرق

العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:28 ص

      فعالية ممتازه لهذا العام

      في العام الماضي كان العدد قليل باالمقارنة الى هذا العام من حيث الترتيب والابداع والحظور المميز مما اطفى البهجة والسروار الى من تخلص او في طور العلاج ..اخير اتمنى الى الجميع الشفاء العاجل وسنكون معاكم حيثما كنتم احبتي

اقرأ ايضاً