سلم القيادي البارز في حركة "الشباب المجاهدين" شيخ محمد سعيد أتم، نفسه إلى السلطات الصومالية...
ففي مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم السبت (7 يونيو/ حزيران 2014) بالعاصمة مقديشو، وسط حراسة مشددة من القوات الأمنية الخاصة، قال الشيخ أتم إنه انشق عن حركة الشباب، واختار أن يسلم نفسه للحكومة.
وأضاف أنه قرر التخلي عن حركة الشباب بعد أن لاحظ ممارسات زعيم حركة الشباب، أحمد غودني أبو الزبير، التي "لا تمت للإسلام بصلة"، على حد قوله.
ومضى موضحا أن زعيم الحركة، "استباح دماء المسلمين والعلماء بذريعة أنهم ضد الإسلام لمجرد اختلافهم في الرأي معه".
كما اتهم القيادي المنشق، زعيم حركة الشباب بـ"الدكتاتورية والقضاء على خصومه"، وأنه "لن يسمح لأحد غير بأن يطبق شريعة الله".
وتابع: "تخليت عن حمل السلاح وقررت الانخراط في العمل السلمي.. ما تمارسه الحركة ليس جهادا".
وخلال المؤتمر، قال وزير الإعلام الصومالي، مصطفى طحلو، إن الحكومة ترحب بقرار الشيخ "أتم"، واصفا إياه بـ"الموقف الشجاع".
ومضى قائلا إن "الشيخ أتم كشف عن الأفعال القبيحة لحركة الشباب التي لا تمثل الإسلام الحنيف".
وأضاف طحلو أن "الحكومة ملتزمة بوعودها بأن ترحب بالمنشقين عن جسد حركة الشباب.. وعلى المقاتلين في صفوف الحركة أن يراجعوا أنفسهم ويتخلون عن حمل السلاح".
وحتى الساعة 16:36 (ت.غ) لم يصدر عن حركة الشباب المجاهدين أي تعقيب عما جاء في هذا المؤتمر الصحفي.
وأعلنت الحكومة الصومالية في أغسطس/آب 2012 عن مشروع بالتعاون مع القوة الأفريقية لحفظ السلام (أميصوم) لتوجيه وإرشاد الشباب المنشقين عن حركة الشباب.
والقيادي المنشق، شيخ محمد سعيد، المعروف بشيخ "أتم"، ينتمي إلى مناطق شرقي الصومال، التي تحكمها سلطة بونت لاند (حكم داتي)، واختبأ عام 2010 هو وعدد من مقاتليه في جبال غلغالا الوعرة شمال شرقي البلاد، حيث خاض معارك ضد حكومة "بونت لاند"، بدعوى العمل على فرض الشريعة الإسلامية في هذه المناطق، وأعلن فيما بعد انضمامه إلى حركة "الشباب المجاهدين".
والشيخ "أتم" هو ثاني قيادي في الحركة يسلم نفسه للحكومة الصومالية، حيث سبق وأن أعلن الشيخ حسن ظاهر انشقاقه عن الحركة في أغسطس/آب الماضي، ولايزال حتى الآن في قبضة الحكومة.
وتأسست حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين "حركة الشباب الإسلامية"، و"حزب الشباب"، و"الشباب الجهادي" و"الشباب الإسلامي"، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.