العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ

امهات شيبوك يبكين بناتهن اللواتي ما زلن مخطوفات في نيجيريا

تحاول روث بيتروس ان تتحدث، لكنها تئن وتنهار منتحبة. فقد خطفت ابنتيها مجموعة بوكو حرام الاسلامية المسلحة منذ حوالى الشهرين، على غرار اكثر من 200 تلميذة اخرى في شمال شرق نيجيريا.

وفي الاطار المزخرف لفندق كبير في لاغوس، اتت 21 والدة ليتحدثن الخميس امام العالم عن الجحيم الذي يعشن فيه منذ خطف الاسلاميون بناتهن في شيبوك في 14 نيسان/ابريل، خلال عملية اثارت استياء غير مسبوق في البلاد وفي الخارج.

وفيما كان شخص يساعدها على الجلوس، قالت السيدة بيتروس "صمت 15 يوما ولم اشرب الا الماء".

وقد احتاجت الامهات الى تسع ساعات بالسيارة على طرق الشمال الشرقي التي ينتشر عليها المتمردون، للوصول الى مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو. ثم ركبن طائرة للمجيء الى لاغوس ليتحدثن امام الصحافة عن المعاناة التي يواجهنها، وذلك في فندق فخم يؤمن خدمة الانترنت وتتولى حراسته قوة امنية، خلافا لقراهن البائسة.

وفي اطار حملة دعم ل 219 تلميذة ما زلن في الاسر، يرافق الامهات الى العاصمة الاقتصادية النيجيرية، ثلاث من 57 تلميذة تمكن من الفرار من الخاطفين.

وقالت بيتروس "في البداية، طيب زوجي خاطري عندما كنت ابكي. ثم اخذ يبكي هو ايضا عندما لم يعد في وسعه مواجهة الالم والصدمة. اضطررنا الى مغادرة شيبوك لأنه لم يعد ممكنا العيش فيها".

واضافت "اعاني من كل انواع الامراض الغريبة منذ خطف التلميذات. وكل ما نطلبه هو ان تساعدنا الحكومة والجميع لاستعادة بناتنا".

وقربها، وقفت الاسيرات السابقات اللواتي كن يغطين انفسهن، حتى لا تنكشف هوياتهن لاسباب امنية. وقد لزمن الصمت.

وتفيد المعلومات التي كشف عنها الاشخاص الاخرون الموجودون، ان الفتيات الثلاث تمكن من الفرار من خاطفيهن لدى نقلهن الى غابة سامبيسا في ولاية بورنو، المعروفة بأنها تضم معسكرات لبوكو حرام حيث لا يزال الجيش يطارد زملاءهم.

وما زال مصير المخطوفات مجهولا. وفي شريط فيديو بث الشهر الماضي، هدد زعيم بوكو حرام ابو بكر شيكو ببيع التلميذات سبايا او تزويجهن بالقوة. ثم ظهر اكثر من مئة بينهن في شريط فيديو للمجموعة وقلن انهن اعتنقن الاسلام.

وروت والدة اخرى اتت الى لاغوس المعاناة التي تواجهها.

وقالت استير ياكوبو التي لا تزال ابنتها دوركاس (16 عاما) مخطوفة، "قالوا لي انهم اخذوا بناتنا. وقلت ان ذلك لا يمكن ان يكون صحيحا، لاني كنت اظن انهم لا يمكن ان يفعلوا اي شيء لبنات.

واضافت "لكن عندما وصلت الى المدرسة، رأيت ان النار كانت مندلعة فيها. كانت المدرسة الداخلية والادارة تحترقان. ولم نر بناتنا".

واوضحت ياكوبو انها "في حالة يرثى لها وتعاني الاما شديدة منذ 14 نيسان/ابريل". وما تزال تتساءل "لماذا يا رب؟"

واضافت ان "هذه المدرسة كانت تختصر كل امالنا، انها الشيء الوحيد الذي افادتنا الحكومة به، نتوسل اليهم ان يعيدوا لنا بناتنا".

وقالت مونيكا ستروفور، الوالدة الاخرى، انها لجأت الى الأدغال عندما وجدت المدرسة خرابا وعلمت ان ابنتها قد اختفت.

وتعرب عن ارتياحها للمساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واسرائيل للعثور على التلميذات.

وقالت "نشكر البيض الذين يساعدوننا للعثور على بناتنا".

وتساند امهات البنات المخطوفات منظمة نيجيرية غير حكومية ومنظمة "انلاكلي هيروس" الاميركية الخيرية التي تتصدى للاتجار بالبشر.

ودعا لادي ثومبسون المتحدث باسم شبكة لومولوابي، احد منظمي الاجتماع، الى بذل جهود منسقة للمساعدة في الافراج عن التلميذات. واعتبر عملية الخطف الجماعية في شيبوك "واحدة من اشد الاحداث سوادا في تاريخ نيجيريا".

وطلب النائب الاميركي لوي غوميرت الذي جاء للمشاركة في اجتماع لاغوس من "المسلمين المسالمين التنديد بعملية الخطف وادانة هذا التصرف المشين" الذي "لا يمكن ان يكون اقوى من الحب الذي تكنه هذه الامهات لبناتهن"، كما قال.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً