وجه رئيس أوكرانيا الجديد بيترو بوروشينكو رسالة تحد إلى روسيا في خطاب تنصيبه اليوم السبت (7 يونيو / حزيران 2014) قائلا إن بلاده لن تتنازل أبدا عن شبه جزيرة القرم ولن تتهاون في السعي لعلاقات أقوى مع أوروبا.
وأدى بوروشينكو (48 عاما) اليمين الدستورية أمام البرلمان ويحظى بدعم الغرب لكنه يواجه أزمة في علاقات بلاده بروسيا في الوقت الذي تستعر فيه انتفاضة انفصالية في شرق البلاد.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها في مارس آذار بعد أسابيع من الاطاحة برئيس أوكرانيا السابق فيكتور يانوكوفيتش في خطوة أثارت أسوأ أزمة في علاقات موسكو بالغرب منذ الحرب الباردة.
وقال بوروشينكو "لن ينعم مواطنو أوكرانيا أبدا بحلاوة السلام ما لم نرتب علاقاتنا مع روسيا. احتلت روسيا القرم التي كانت وستظل أرضا أوكرانية."
وأضاف أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا عندما التقى به أمس الجمعة في مراسم ذكرى الانزال في نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال إنه يعتزم توقيع الشق الاقتصادي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي قريبا جدا مما يعد أول خطوة على طريق العضوية الكاملة في الاتحاد.
وأكد بوروشينكو في كلمته على الحاجة لأوكرانيا موحدة وأهمية إنهاء الصراع الذي يهدد بتقسيم أكبر للبلاد. وقال إن أوكرانيا لن تصبح دولة اتحادية رخوة مثلما تقول موسكو.
وقال "لا يمكن أن تكون هناك مساومة على القرم والخيار الأوروبي ونظام الحكومة.. كل الأمور الأخرى يمكن التفاوض بشأنها وطرحها على طاولة التفاوض. ستقابل كل محاولات استعباد أوكرانيا داخليا أو خارجيا بمقاومة شديدة."
وقوبلت كلمة الرئيس الأوكراني الجديد في البرلمان بتصفيق حاد من الحضور ومن بينهم شخصيات مهمة مثل رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي وجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ومسؤولين أوروبيين كبار.
ومنذ انتخاب بوروشينكو ليصبح خامس رئيس أوكراني منذ الاستقلال بدأت القوات الحكومية الأوكرانية في تكثيف حملة على الانفصاليين المقاتلين في الشرق والذين يؤيدون الانفصال عن كييف والانضمام إلى روسيا. وحقق بوروشينكو فوزا ساحقا في الانتخابات يوم 25 مايو أيار ووعد برأب الصدع بين الشرق والغرب في أوكرانيا.
وتصدى المتمردون للحملة وحولوا أجزاء من شرق أوكرانيا إلى منطقة حرب. وأسقط المتمردون طائرة تابعة للجيش الأوكراني أمس الجمعة وقتلوا فردا من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في مدينة سلافيانسك معقل الانفصاليين كما قال سكان إن القصف استمر طول اليوم.
وحث بوروشينكو الانفصاليين على إلقاء سلاحهم وقال إنه سيضمن توفير ممر آمن حتى يعود المقاتلون الروس إلى وطنهم.
وقال "لا أريد حربا. لا أريد ثأرا. أريد السلام وأريده أن يتحقق.
"رجاء القوا السلاح وسأكفل الحصانة لكل من لم تتلوث يداه بالدماء."
وتحدث بوروشينكو بالروسية موجها حديثه للناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا وقال لهم إن الأوهام المتعلقة بالقيادة في كييف خدعتهم وأن الدعاية الروسية أججتها.
ووعد بزيارة المناطق الشرقية قريبا وتقديم ضمانات تتعلق بالحقوق واقتراحات خاصة بالسلطة اللامركزية مما سيمنح هذه المناطق دورا أكبر في إدارة شؤونها.
وقال فيودور بيريزين وهو مسؤول انفصالي كبير عبر الهاتف من مدينة دونيتسك التي احتل المتمردون مناطق استراتيجية فيها "ما يريده (زعماء كييف) بالفعل هو نزع السلاح من جانب واحد ويريدون أن نستسلم. لن يحدث هذا أبدا في جمهورية دونيتسك الشعبية.
"طالما بقيت قوات أوكرانية على أرضنا فإنني أرى أن كل ما يريده بوروشينكو هو الخضوع. سيستمر القتال."
وعشية التنصيب عقد بوروشينكو اجتماعا قصيرا مع بوتين في فرنسا.
وقال مسؤولون فرنسيون إن الرئيسين تصافحا واتفقا على إجراء محادثات مفصلة بشأن وقف لإطلاق النار بين حكومة كييف وانفصاليين موالين لروسيا في غضون أيام قليلة.
واستنكرت روسيا الاطاحة بيانوكوفيتش واتهمت السلطات الأوكرانية بتأجيج الازمة في الشرق عن طريق اللجوء إلى القوة العسكرية بدلا من الحوار.
وتنفي موسكو اتهامات توجهها لها كييف وحكومات غربية بأنها تدعم المتمردين.
وقال بوتين للصحفيين إنه يرحب باقتراحات بوروشينكو لانهاء الصراع لكنه لم يكشف عنها وقال إن أوكرانيا يجب ان تكف عما أسماه بالعمليات العسكرية "العقابية" ضد الانفصاليين الموالين لروسيا.