العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ

القطان يدعو المعلمين إلى الرأفة بالطلبة والعدل في توزيع درجات الامتحانات

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، المعلمين والمعلمات إلى الرأفة بالطلبة والطالبات، وخصوصاً في وضع الاختبارات، والعدل في توزيع درجات الامتحانات، معتبراً أن ذلك «أمانة» يجب الحرص عليه.

وأكد القطان، في خطبته أمس الجمعة (6 يونيو/ حزيران 2014)، والتي عنونها بـ «الامتحانات ووصايا للطلاب وأولياء الأمور والمعلمين»، أكد أن على الوالدين (الآباء والأمهات) زرع حب التفوق في نفوس أبنائهم، في حين يجب على الأبناء الأخذ بأسباب النجاح والصلاح، والتوفيق والفلاح.

وقال القطان مخاطباً الطلاب والطالبات: «إياكم والغش والتزوير فإنه خيانة وبئس البطانة، من كانت حياته على الغش، سلبه الله الخير في دنياه وأخراه، قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (من خادع الله، يخدعه الله)... فمن نجح بالتزوير والغش والتدليس فإن الله يمكر به ويعاقبه في دنياه قبل أخراه، إلا من تاب فيتوب الله عليه».

وأضاف «ها هي أيامُ الاختبارات قد أقبلت عليكم، فاستعينوا بالله وتراحموا وتعاضدوا، وإياكم والشحناء والبغضاء والحسد، ليكن كل إنسان كما أمره الله أن يكون، يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فتعاونوا وتراحموا وتعاطفوا، فإن احتاج إليك أخوك في حاجة أو في مسألة فأعنه أعانك الله على أمورك، فمن نفّس عن مؤمن كربة نفّس الله عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة، ومن أعان أخاه أعانه الله في دنياه وأخراه».

ودعا الآباء والأمهات إلى الرفق بأبنائهم وبناتهم، وأخذهم بالعطف والحنان، وشملهم بالمودة والإحسان، وإعانتهم على هموم الاختبار والامتحان.

ودعا القطان المعلمين والمعلمات والمربين والمربيات إلى مواصلة المسيرة التعليمية، مشدداً على أن «الامتحانات مسئوليات وأمانات وتبعات، فالله الله في فلذات أكباد المؤمنين، اتقوا الله عز وجل فيهم، كونوا معهم حازمين بدون عنف، ورحماء بدون ضعف، وأعطوا كل ذي حق حقه، وكل ذي قدر قدره، وزنوا بالقسطاس المستقيم، واعدلوا بين أبنائكم وبناتكم فإنهم أمانة في أعناقكم. واعلموا أن الاختبار لا يقصد به التعجيز والأذية والإضرار، فهؤلاء أبناءٌ وبناتٌ ضعفاءُ بين أيديكم، إياكم وأن تشقوا عليهم فتكلفوهم ما لا يستطيعون، أو تحمّلوهم ما لا يطيقون.

وأردف قائلاً: «الله الله أن تشقوا عليهم، اتقوا الله فيهم، وأحسنوا إليهم، إن الله يحب المحسنين، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء، قدّروا ضعفهم، واشملوهم بالعطف والحنان، إن الطلاب والطالبات يدخلون إلى الامتحان والاختبار بنفوس مهمومة، وقلوب مغمومة، فيها من الأكدار، وفيها من الأشجان والأحزان ما الله به عليم، فامسحوا على رؤوسهم عطفاً وحناناً، وأكرموهم لطفاً وإحساناً، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

وأشار إلى أن «درجات الاختبار أمانة، فاتقوا الله في أبنائكم الطلاب، وبناتكم الطالبات، أعطوا كل ذي حق حقه، وكل ذي قدر قدره، وزنوا بالعدل والقسط فإن الله يحب من عدل، وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين».

وبيّن أن «في هذه الأيام يعيش أبناؤنا وفلذات أكبادنا من الطلبة والطالبات في زحمة الاختبارات، وخضم الامتحانات، ويعيشون أياماً لو سألتهم عنها لزعموا أنها أبغض أيامهم إليهم، ولصارحوك بأنهم ودّوا لو لم تكن من أعمارهم! وإنهم ليستبطئون أيامها، ويستطيلون ساعاتها، حتى لكأن ساعتها يوم، ولكأن يومها شهر! ولهم في ذلك شيء من العذر، فإن ما يقاسيه الطالب ويجده من شدة المذاكرة والاعتكاف على الكتب والانهماك وسط الأوراق ليس بالشيء القليل، فكيف إذا أضفت إلى ذلك النفسية القلقة، والخوف الدائم من ألا يوفق الإنسان في إجابته؟ فنسأل الله أن يعينهم، ويسدد على طريق الخير خطاهم ويحقق آمالهم».

وذكر أن الاختبارات برغم عنائها وجهدها مدرسة حقيقية لو تأملنا فيها، وفهمنا ما ترشدنا إليه بلسان صامت يفوق فصاحة المتكلمين. فهل لنا في وقفات عاجلات مع دروس الاختبارات والامتحانات؟ لنأخذ منها الدروس والعبر في حياتنا».

وتحدث القطان عما وصفها بـ «وقفات»، مبيناً في الوقفة الأولى أن: «ما منا أحدٌ إلا مرت به مواقف رأى فيها عجزه أو ادعى عدم مقدرته، واستحالة قيامه بعمل من الأعمال، وأن ذلك فوق طاقته وقدرته، فهو لا يستطيع تدارس كتاب ولا تعلم علم، وهو لا يقدر على قيام ليل ولا نصب عمل، وهو لا يمكنه حفظ علم ولا حضور درس أو محاضرة، والسبب أنه يرى أن ذلك مستحيلاً لا يستطيعه؛ في ظل ظروف الحياة. وفي أيامنا هذه تفجرت الطاقات وظهرت الاستطاعة، ففي اليوم يقرأ الطالب عشرات الصفحات، ويسهر الليل يستذكر ويتعلم، وينتج علمياً ما يُبهر. والحقيقة أنه ما تغير ولا تبدل، ولكنه أيقظ الطاقة الكامنة في نفسه، واستثار الهمة التي دفنها ركام العجز والكسل والفتور»، مشيراً إلى أن «هناك طاقات وملكات وقدرات عظيمة ولكنها كامنة، لديك أيها الإنسان ما تستطيع به لو استثمرته أن تحقق أقصى درجات النجاح، ولكن المشكلة أننا نكسل ونتوانى ونفتر».

وأوضح في الوقفة الثانية أن «العلم تاج وقار، ومفتاح سعادة في الدنيا، وطريق نجاة وفوز في الأخرى، ومادام هذا حاله، فهو صعب ويحتاج لصبر وتحمل وعمل، وقديماً قالوا: العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك. فكم من الناس من يتمنى أن يكون عالماً، ولكنه ينسى حاجة العلم للهمة والعزيمة، فالمشقة التي يقاسيها الطلاب والطالبات في هذه الأيام، تشعرنا بهذه الحقيقة، مشقة ونصب وهم وقلق؛ لتحصيل قدر محدود من العلم ولمدة محدودة لا تتجاوز الاختبار، فطلب العلم ليس أماني وأحلاماً وإنما هو بذل واجتهاد، والراغب فيه لا بد له أن يتنازل عن كثير من مرغوباته ومحبوباته.

فيما تساءل في الوقفة الثالثة: «أين بركة تعلمنا؟ نربط الأحزمة ونجد ونسهر، ثم بعد الامتحان كأننا ما قرأنا ولا تعبنا، فما سبب النسيان السريع للعلم؟ إنه ما يكاد الطالب أو الطالبة يخرج من قاعة الدرس حتى يكون حاله نسيان تام لما قرأه، فلماذا؟ إن ما تعلمناه بسرعة يذهب بسرعة، والعلم يبقى بالمذاكرة والمراجعة والتكرار».

وتساءل أيضاً في الوقفة الرابعة: «نبنيها في قلوب أبنائنا وبناتنا، نلقيه سؤالاً ونعمّر قلوبهم بإجابته، لماذا الجد والمذاكرة، لماذا العناء والتعب؟ ما الهدف من الدراسة؟ أهو مقرر في النفس بالمعنى المراد والمقصد المطلوب حقيقة؟ أم أن ماديات الحياة شغلتنا».

وأكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، أن «الواجب على كل أب وأم أن يزرعا في ابنهما حب التفوق لأنه لبنة بناء في مجد الأمة، لأنه مصدر إنتاج في الوطن الإسلامي، لأنه مشعل تستضيء به الأمة في هذا الظلام الدامس الذي انتابها في هذه العهود.نعم، كيف نبني؟ وكيف نصنع؟ وكيف نخطط وننتج؟ نعم، علينا أن نحيي في نفوس أبنائنا وبناتنا أنهم بناة المجد والوطن، وقادة الأمة للعلياء، أنهم القوة التي ننتظرها، والحصن الحصين الذي تتحصن به الأمة».

وأفاد في الوقفة الخامسة أنها «مهمة وعظيمة: الكل قد همّ واهتم واستعد وترقب، الجميع من الآباء والأمهات والأبناء والبنات، الجميع من وسائل الإعلام ودور التعليم، الجميع يتأهب ويتحدث ويوجه وينبه، الأب والأم يلزمان أبناءهما بالمذاكرة، ويشددان عليهم في ذلك، وتضبط الساعات حتى لا تأخذ الطالب نومة فيفوته الامتحان، فتكون الطامة. حرص عجيب وجميل ومطلوب».

وتابع «سؤال يتسلل من أطياف الذاكرة ينبهنا: ماذا عن صلاة الفجر، ألا تستحق صلاة الفجر مثلاً أن نضبط لها الساعة ونتواصى بالاستيقاظ لها؟ ألا يستحق امتحان الآخرة أن يهتم له بأكثر من امتحان الدنيا؟ سؤال للأب: هل سعيت لإنقاذ ابنك وابنتك من فشل امتحان الآخرة، كما تسعى الآن لإنقاذه من فشل امتحان الدنيا؟ هل بذلت جهدك المتواصل في تعليمه وتفهيمه ما يعينه على امتحان الآخرة، كما تفعل ذلك لامتحان الدنيا؟ اسأل نفسك، هل توقظ ولدك لصلاة الفجر وهو شاب بالغ عاقل، بنفس الحرص الذي توقظه به لحضور الامتحان؟ هل تعتني بتوجيهه وإرشاده إذا أخطأ في أمر شرعي، كما تعتني بتوجيهه وتصحيح خطئه في مذاكرته؟ بل اسأل نفسك، هل أنت حريص على أن ينال ابنك الفوز في الآخرة، بنفس الحرص والحماس الذي تسعى له في نجاحه في الامتحانات الدراسية بتفوق؟».

وتحدث في الوقفة السادسة عن الصلاة في بيوت الله أيام الامتحانات، فيما حذر في الوقفة السابعة من يوم الامتحان الأكبر، يوم السؤال عن الصغيرة والكبيرة.

العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 10:34 ص

      نشكر الشيخ على الاهنمام

      التظلم يوجد في كثير من الاحيان للاولاد والبنات الطلبه امانه في اعناقكم

    • زائر 5 | 2:46 ص

      الله يهديك يا شيخ

      الله يهديك يا شيخ هديت كل الفساد اللي في المجتمع وجيت لها المعلمين والمعلمات المساكين اللي يكرفونهم في التصحيح كراف من الصبح الى الليل وحتى ريوق وغدا عدل ما يعطونهم كأنهم ماكينات تصحيح غير عن المراقبات ولجان الرصد والكنترول واللي كل وحدة اسوأ من الثانية وفوق كل هذا لا احترام ولا تقدير من الطلبة.....لازم اتقول لوزارة التربية اتقواا الله فيهم ...مو العكس... الله يهديك بس

    • زائر 4 | 2:41 ص

      خوش

      لا يكون تبينه انوزع عليهم درجات ببلاش. اللي يشتغل ويتعب ايحصل. وليش ما يكون توجيهك للطلبة بالجد والمثابرة بدل اللعب واللف في المجمعات؟

    • زائر 3 | 12:53 ص

      إلا المعلمين يا شيخ

      كنت اعتقد ستوجه كلامك لوزارة التربية لاعادة فتح الروضة التي اغلقت جورا وتوظيف المواطنين كنت اتوقع ستوجه للاسكان لتوزيع مساكن على المواطنين بشكل عادل كنت اعتقد سوف توجه كلامك للجامعة كنت اتوقع ستوجه كلام للداخلية لتوظيف ابناء الوطن واحلالهم بدل الاجانب كنت اعتقد ... اصلح فوق سيصلح تحت

    • زائر 2 | 11:12 م

      ترى

      الثانوية العامة الدرجات اتجي مقسمة وموزعة من الوزارة يعنى ابمعلم ماله خص واحنا نمشي على اجابة نمودجية من الوزارة
      فخل الوزارة يتقون ربهم في المعلمين لي امكسرين ظهورهم وهم يصححون لتوالي الليل ...............

    • زائر 1 | 9:51 م

      الأهم توزيع البعثات والمنع بعد اعلان النتائج بعدل وانصاف

      أرجو منكم نبذ التوزيع الطائفي للبعثات فتحصل طالبة حاصلة على 99% على رغبتها التاسعة والكثير من النماذج بعد توجيه اسئلة طائفية لهم في مقابلة وزارة التربية التي لا تتعدى 15 دقيقة ونسبتها 30% بينما معدل الطالب له 70% فقط. للأسف الـ 30% يتم اعطائها للطالب بعد توجيه أسئلة طائفية عن مذهب الطالب ومنطقته.

اقرأ ايضاً