وسط ضجيج الجيل الحالي المهووس بالتكنولوجيا واقتناء الأجهزة الحديثة، يجلس الحاج عيسى العرادي بداخل مجلسه الصغير بمنطقة عراد، حيث لايزال العرادي مواظباً على اقتناء الأشياء القديمة والنادرة، ويعتبر أن هذه الهواية هي الأقرب إلى قلبه كما وصفها خلال حواره القصير مع «الوسط» وكان كالآتي:

لنبدأ مع بدايتك باقتناء الأشياء القديمة، كيف كانت؟

- أنا مؤمن بأن لكل شخص هواية متعلق بها أكثر من غيرها، كما هو حالي مع عشقي لاقتناء الأشياء القديمة منذ أيام شبابي، وازداد شغفي بها بالآونة الأخيرة، على رغم التطور التكنولوجي وهوس الجيل الحالي بالأجهزة والمقتنيات الحديثة.

هل يقتصر حبك لاقتناء الأشياء القديمة على ما هو موجود لديك؟

- لا أبداً فالأمر لا يتوقف على ما لدي من مقتنيات قديمة ونادرة بل إنني أسعى جاهداً للبحث عمّا هو أقدم لأقوم باقتنائه وأضعه بين المجموعة التي لديّ.

كيف تصف تجربتك مع مثل هذه الهواية؟

- هذه الهواية قبل أن تكون كذلك هي تاريخ، هي أصل وفصل، فتصور أنك تملك وثيقة تاريخية قديمة عن البحرين، هذا بمثابة كنز لا يقدر بثمن، كما أن لكل جهاز أو وثيقة أو عملة حكاية وهذا ما أقصده بالكنز الحقيقي والتاريخ المتجذر، وهي بالنسبة لي مثل العشق الذي لا ينضب أبداً.

كيف تمضي يومك؟

- على جزءين أحدهما لعائلتي والآخر لهوايتي مع اقتناء الأشياء القديمة والنادرة، وذلك بمجلسي بمنطقة عراد والذي يزخر بشكل شبه يومي بنخبة رجالات عراد، لذلك أحرص على التواجد بكل يوم بالمجلس.

اقتناء الأشياء القديمة، ماذا يعني لك ذلك، وماذا قدمت لك هذه الهواية بالمقابل؟

- اقتناء الأشياء القديمة تعني لي الكثير والمثل يقول «اللي ما له أول ما له تالي»، وأنا بخبرتي التي اكتسبتها مع مرور الوقت تمكنت من تغذية هذه الموهبة لدي، وذلك عبر اقتناء المزيد من الأشياء التاريخية والنادرة عن البحرين، وفي فترة من الفترات تحولت هذه الهواية لحرفة بسيطة أستفيد منها بعض المردود المالي.

كلمة أخيرة توجهها عبر «الوسط»؟

- أقول إن الجميع مرحّب به في مجلسي المتواضع بمنطقة عراد، كما إنني ممتنٌّ لصحيفة «الوسط» لإجراء هذا الحوار، وأنتهز هذه الفرصة لأوجه الدعوة للناس جميعاً بأن يكون لهم الحضور والاهتمام بالتاريخ والمقتنيات القديمة الخاصة بالبحرين وعادتها.