رغم رفع موازنة الاتحادات الرياضية قبل نحو 3 سنوات ورفع موازنة الأندية الوطنية قبل عام، يبقى ما يقدم للرياضة في البحرين أقل مما يقدم لبقية الدول الخليجية، ذلك لا يختلف عن واقع المواطن البحريني وما هو موفر إليه على مستوى الدخل والسكن، وعلى هذا الأساس لم تتقدم الرياضة الخطوات المرجوة مع التغيير في الموازنات ومازالت تتموضع في المربع الأول.

وسط الظروف التي تعيشها الرياضة في البحرين على مستوى الدعم المادي والمعنوي من قبل الدولة، ومع التأكيد على أن قاعدة الاعتماد الكلي على الدعم الحكومي لتطوير الرياضة خاطئة، فإن التركيز والسعي والعمل على استقطاب الشخصيات الرياضية المقتدرة ماديا أو معنويا للتواجد على رأس إدارات الأندية أو يمكن الاتحادات ضرورة.

كما أن المنطقي أن يكون هناك توجها لتسويق المسابقات والبطولات ومشاركات المنتخبات الخارجية وهناك مطالبات بإيجاد لجنة أو وحدة أو قسم لدى المؤسسة الحكومية المعنية بالرياضة، من المنطقي جدا أن تسوق المناصب القيادية في الأندية والاتحادات الرياضية لتمكينها بحيث تحقق فائدة من جانب آخر على الرياضة، وهي «بحاجة لمن يدعمها، ولا يمكن أن تستوعب الذي يسترزق منها».

الشخصيات المقتدرة، هي التي تمتلك القدرة المالية على تقديم الدعم المادي للنادي أو الاتحاد من جيبها الخاص ومن خلال العلاقات التي تمتلكها مع الشركات والمؤسسات للحصول على رعاة للمسابقات والاستضافات والمشاركات الخارجية، وهي التي تمتلك الأدوات والمكانة التي تجعلها قادرة على حل الأمور غير مرتبطة بالمادة منها مشاكل اللاعبين في التوظيف أو أي تسهيلات أخرى.

المفارقة التي ينبغي الوقوف عندها والتدقيق فيها، أن المؤسسة الحكومية والأهلية المعنية بتسيير الرياضة في البحرين تفشل أو تجد صعوبات في إنهاء ملف توظيف لاعبين دوليين في القطاع الحكومي، بينما شخصيات مقتدرة في بعض الأندية تستطيع القيام بذلك بكل سهولة ويسر ومن دون ضجيج ومطالبة ومناشدة.

إن كانت هذه الشخصيات المقتدرة تمتلك الإمكانات المالية والفنية (أي لها علاقة بالرياضة أساسا) فخير، وإن كانت تبحث عن الواجهة الإعلامية مقابل التمويل والتسهيلات فأهلا بها ولكن حتى تنجح تحتاج لإدارة فنية تستطيع تسيير الأمور حتى تنجح، المال وحده لا يكفي للنجاح، وفي المقابل كفاءة الإدارة من دون مال لا مستقبل له.

رئيس نادي الحد أحمد المسلم واحد من الشخصيات المقتدرة التي من الممكن أن تعتبر أنموذجا حيا ومثالا يمكن وضعه كمرجع، مثل المسلم لابد أن يبقى في الرياضة، ولابد أن تبذل الجهود من أجل بقائه وتمكين أمثاله من التواجد في المواقع القيادية، فمن يعرف الحد أين كان وإلى أين وصل اليوم يستطيع الوصول إلى هذه القناعة.

بعيدا عن أندية المدن أو الأندية المعروفة، لا يوجد قرية أو فريج من فرجان البحرين إلا وفيها شخصيات مقتدرة على الأقل من الناحية المادية، يجب أن يستفاد منها في دعم الشباب من خلال الرياضة، الفائدة بين هذه الشخصيات والرياضة متبادلة بلا أدنى شك، المسألة بحاجة لتسويق سليم ورغبة جادة من قبل القيادات الرياضية للتوضيح والترغيب.

آخر السطور

فيما يخص ملف حسين الصياد وجاسم السلاطنة. الشباب يبحث عن مصلحته، والأندية الأخرى تبحث عن مصلحتها، المصلحتان لا تلتقيان في نقطة واحدة، ولكن من يفكر في المصلحة العامة؟ بالتأكيد الاتحاد. في الوقت الذي أجزم بأن مشاركة الصياد والسلاطنة ستضيف الكثير للبطولة إلا أن احترام اللائحة ضرورة. وعلى الاتحاد أن يسعى للدفع بكل ما هو في صالح اللعبة، في تصريح ميرزا أحمد لـ «الوسط الرياضي» بشأن المحترف والانتقالات من أجل بطولة الكأس جوانب هامة، كما أن إعادة اللائحة السابقة التي تسمح بمشاركة العائدين من الاحتراف قبل الكأس بالمشاركة من المفترض النظر فيه بعين الاعتبار حتى يكون الصياد والسلاطنة وغيرهما الموسم المقبل قادرين على المشاركة بحكم اللائحة و(للحديث بقية في هذه الأمور).