العدد 4290 - الخميس 05 يونيو 2014م الموافق 07 شعبان 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

زنوبيا الإعدادية للبنات مثال للمدرسة المتميِّزة

بمناسبة نهاية العام الدراسي، اسمحوا لي بتوجيه الشكر الجزيل للهيئة الإدارية والتعليمية بمدرسة زنوبيا الإعدادية للبنات، وعلى رأسهم مديرة المدرسة، حيث تعتبر من المدارس المتميزة على جميع الأصعدة، وخصوصاً في تهيئة الطالب من جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية التي تلعب دوراً فاعلاً في دعم رؤية ورسالة وزارة التربية والتعليم.

فأنا كوليِّ أمر، لاحظت تقدُّم ابنتي، ليس فقط على المستوى العلمي، بل على المستوى التربوي في بناء الشخصية، وكان لها الدور في تثبيت السلوكيات الإيجابية في تصرفات ابنتي منذ الأسبوع الأول من التحاقها بهذه المدرسة.

فنحن كأولياء أمور، واجب علينا أن تقديم الشكرعلى الجهود الجبارة التي يبذلونها من أجل إيصال كل كبيرة وصغيرة لتطوير المستوى الدراسي لأبنائنا، الأمر الذي عكس تحسن مستوى ابنتي، والطلبة، بإيجاد البيئة الآمنة والجاذبة، من أجل تذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجه أبناءنا الطلاب، وحرصهم الدائم على تطوير المعلم، وتسخير التقنيات الحديثة في مجال التعليم.

ولي أمر الطالبة

عائشة عيسى العوضي


مَفْهُومُ الشُّكْرِ

الشُّكْرُ هو عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه، قال الأَخفش: الحمد لله الشكر لله، قال: والحمد لله الثناء، وقال ابن منظور في معنى الشُّكْرُ من الله: أي المجازاة والثناء الجميل، وأَما الشَّكُورُ من عباد الله فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأَدائه ما وَظَّفَ عليه من عبادته.

وقال صاحب المفردات: الشكر تصور النعمة وإظهارها، قيل وهو مقلوب عن الكشر أي الكشف، ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها، ويضيف في معناه بقوله:هو «الامْتِلاَءُ مِنْ ذِكْرِ الْمُنْعِمِ عَلَيْهِ‏»، وصاغ المرحوم الميرزا الأصفهاني تعريفاً رائعاً وجميلاً لتعريف الشكر فقال: «اعلم أن الشكر هو مقابلة الإحسان بالإحسان والكفر هو مقابلة الإحسان بالإساءة».

الشُّكْرُ فِي الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ

تضمنت الكثير من آيات القرآن مادة الشكر مفهوماً واشتقاقاً فقال تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ» (البقرة: 152)، وقال سبحانه: «وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ» (آل عمران: 144)، وفي سورة إبراهيم: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ»(5)، وفيها «لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» (إبراهيم: 7).

الشُّكْرُ وَحُدُودُهُ

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): «هَلْ لِلشُّكْرِ حَدٌّ إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ كَانَ شَاكِراً؟ قَالَ:نَعَمْ؛ قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ عَلَيْهِ فِي أَهْلٍ وَمَالٍ، وَإِنْ كَانَ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ حَقٌّ أَدَّاهُ».

وروي عن الصادق (ع) أيضاً قوله: «فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلٍ إِلَى مُوسى (ع) قَالَ: يَا مُوسَى أُشَكَرَنِي حَقَّ شُكْرِي، فَقَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَلَيْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلَّا وَأَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ؟ قَالَ: يَا مُوسَى الْآنَ شَكَرْتَنِي حِينَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّي».

حَقِيقَةُ الشُّكْرِ

إن معرفة النعم تستوجب معرفة المنعم، وهذا مما يتوقف عليه واقع الشكر وحقيقته التي تعود بالنتيجة على الإنسان نفسه، قال عزَّ اسمه: «وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ» (لقمان: 12). وبالتالي فإن هذه المعرفة والواقع محركان نحو إيقاع فعل الشكر، وهو ما يعبر عنه فضلاء الأخلاق بصرف النعمة في مقصود الحكمة، ومقصودهم في ذلك «فعل الطاعة وترك المعصية».

أَقْسَامُ الشُّكْرِ

يقرر العلماء في كلماتهم أنَّ الإنسان إذا ما امتلأت نفسه وعياً بنعم الله، وإدراكاً بعطاياه، لَهِجَ اللسان بحمد الخال المنعم جلَّ وعلا، وهذا ما تقتضيه قاعدة «النعم تستوجب شكر المنعم»، وعليه فقد قسَّم العلماء الشكر إلى ثلاثة أنواع:

أولاً: شكر القلب، وهو تصور النعمة.

ثانياً: شكر اللسان، وهو الثناء على المنعم.

ثالثاً: شكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه.

فمتى أدركت النفس نِعَمَ المُنْعِمِ، لهِجَ اللسان بشكره، لتنقاد سائر الجوارح في حركة تسليم واستجابة لشكر مولاها والمنعم عليها، عملاً بما أمره من طاعات، ونهى عنه من محرمات، ففي الحديث:»شُكْرُ النِّعْمَةِ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ».

حِكْمَةٌ بِالِغَةٌ

بإسناده عن أبي عبدالله (ع) قال: «مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ اشْكُرْ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنَّعْمَاءِ إِذَا شُكِرَتْ، وَلَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَتْ، الشُّكْرُ زِيَادَةُ النِّعَمِ وَأَمَانٌ مِنَ الْغِيَرِ». وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

أحمد عبدالله


الحرب على الإرهاب في سورية

بعد مضي أكثر من 3 سنوات على الأزمة الدموية في سورية نجد أن الدول المؤثرة دولياً وإقليمياً اتجهت نحو إعلان الحرب على الإرهاب المنتشر في سورية خوفاً على مصالحها ومنعاً لارتداد هذا الإرهاب عليها، ما يضعهم في موقف محرج للغاية ويضطرهم لمواجهته داخلياً. هذه الدول التي سعت جاهدة خلال الثلاث السنوات الماضية لإسقاط النظام السوري واستعانت بالمجموعات الإرهابية التكفيرية من أجل تحقيق هذا الهدف، تفاجأت أنها اليوم تفقد السيطرة عليهم وغير قادرة على جرهم للتراجع في أوقات تحتاج فيها هذه الدول لتتخذ مواقف تراجعية، لأنه بالأساس هذه المجاميع الإرهابية لا عقل سياسياً لديها مثل عقل الدول وساستها، وهذا نراه ماثلاً أمامنا في النزاع والتقاتل فيما بين هذه الجماعات الإرهابية الدموية، وكيف أنهم يقصون الآخر عندما يجدونه لا يسير وفق ما يريدون، والآخر كذلك يقصي الطرف الثاني عندما يجده لا يسير وفق ما يخطط له هو، وهكذا تجري الأمور بين هذه العصابات الإجرامية.

وبالإضافة إلى ذلك، رأينا أيضاً تأثير هؤلاء الإرهابيين على البلد الصغير المجاور لسورية وهنا أقصد لبنان، الذي يحتضن قرابة 18 طائفة ومحافظ نوعاً ما على هذا التماسك والتنوع الطائفي والمذهبي الموجودِ فيه، وأن هذه الجماعات التكفيرية بدأت في إفراغ فشلها في قتالها مع النظام السوري وتحويل هذا الفشل إلى جحيم على لبنان وطوائفه المتعددة، وانتشرت العمليات التفجيرية والانتحارية في أغلب مناطق لبنان واستهدفت مختلف الطوائف والمذاهب.

وفي المقابل، وعلى الصعيد الدولي هناك قرار بعزل لبنان عمّا يجري في الساحة السورية وسد طريق الإرهاب ومنعه من الوصول إليه لكي لا يتحول هذا البلد إلى عراق آخر، فتم التأكيد على محاربة الإرهاب في سورية وعدم السماح له بالحصول على القدرات المالية والعسكرية التي تساهم في تقويته وجعله إخطبوطاً قاتلاً قد يصل أذاه وشره إلى عدة دول محيطة بالأرض السورية.

وعلى الصعيد الإقليمي، نجد أيضاً أن هناك دولاً وضعت لائحة بالجماعات الإرهابية وأصدرت أوامر وتعليمات على معاقبة من ينظم لهذه الجماعات.

إذاً فالواقع الدولي والإقليمي يشير إلى أن هناك توجهاً كبيراً لمحاربة الإرهاب في سورية ومنع انتشاره إلى دول الجوار، حفاظاً على تنوعها الطائفي وكذلك حفاظاً على مصالح هذه الدول.

حسين علي عاشور

العدد 4290 - الخميس 05 يونيو 2014م الموافق 07 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً