اعتبرت البحرين من ضمن العشر الدول أكبر زيادة في معدلات السمنة بين النساء والرجال. في حين قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها: «هناك قلق من تزايد بشكل مثير وكبير بين البالغين في إقليم شرق المتوسط؛ فالبيانات عن البالغين بأعمار 15 سنة فما فوق من 16 بلداً في الإقليم تُظهِر أعلى مستويات فرط الوزن والسمنة في مصر والبحرين والأردن والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة».

وفي هذا الصدد، كشفت رئيسة التغذية بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة نادية غريب، أن قسم التغذية وبالتعاون مع الرعاية الصحية الأولية، لديها خمس عيادات للوقاية من السمنة وزيادة الوزن تضم 2800 مريض من فئة البالغين. وسيتم فتح عيادة سادسة وقائية للتغدية السليمة».

وقالت: «إن مؤشر السمنة في البحرين يعتبر خطراً، وإنها منتشرة في فئات عمرية مختلفة، وبحسب الإحصائيات فإن مستوى الفئة العمرية الناشئة يوجد فيها سمنه للاسف بنسبة مرتفعه، فحسب إحصائيات سابقة لعامي 2005-2006 فإن نسبة السمنة لاتقل عن 24 في المئة، اما آخر نسبة في الوقت الحالي فقد زادت النسبة لتصل إلى 30 في المئة وهي منتشرة بين الاطفال والمراهقين وهم الفئة الناشئة».

اما عن فئة سن البالغين، فقالت «النسبة عالية جدا وتشكل خطورة، وتصل معدلات السمنة إلى 35 في المئة بين الرجال وللنساء إلى 39 بالمائة، بينما تصل نسبة زيادة الوزن ما بين 35 و36 في المئة وهي المرحلة التي تسبق البدانة».

واضافت غريب «هناك سمنة في البحرين، وإن الجينات تسبب 20 في المئة للسمنة وزيادة الوزن، وتعول النسب الأخرى في أنماط الحياة ممثلة في التغذية، وكم يستهلك الشخص من الغذاء من حيث النوع والكم والنشاط الحركي الذي يقوم به».

وذكرت «نطمح إلى الغذاء المتوازن، وهناك للأسف زيادة في الوزن بتناول الغذاء غير الصحي وغير المتوازن». موضحة «لو أخذنا معادلة تناول الناس للغذاء فإن جزءاً كبيراً منه يتم استهلاكه في العمليات الحيوية داخل الجسم، وهناك سعرات حرارية فائضة بالجسم اذا لم تستغل بفعل الحركة سيتناوله الجسم بشكل أكبر من الاستهلاك الطبيعي لهذه السعرات، فيسبب اختلالاً وتتراكم بشكل دهون في مناطق مختلفة بالجسم يخضع على حسب الجسم، فاذا كانت لديه قابلية للسمنة في منطقة البطن والأرداف فستحصل السمنة، كما أن غالبية النساء تصاب بالسمنة في الأرداف، بينما يصاب الرجال بالبطن والخصر».

وشرحت الغريب «العامل الغذائي يشكل بحسب الدراسات 70 في المئة كعامل قوي جدا في زيادة الوزن والسمنة، وان سوء التغذية وقلة النشاط البدني يشكلان عنصراً خطراً على الصحة ما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة مثل امراض القلب وانسداد الشرايين المغذية للقلب والمخ المسببة للجلطات، والأورام السرطانية والسكر والجهاز الدوري وهشاشة العظام بالاضافة إلى الأمراض المزمنة».

ودعت إلى «تجنب الجلوس بأوقات طويلة خلف التلفار، واستخدام وسائل التكنولوجيا لفترات طويلة ما يؤدي إلى حالة من قلة الحركة البدنية على المستويات كافة».

ونوهت إلى أن «العلاج يبدأ من الشخص نفسه، فإذا قام بتناول اغذية صحية ومارس النشاط البدني فسيقيه من الدخول في متاهات العلاج التي تستدعي تنول أدوية، وربما يصل العلاج إلى التدخلات الجراحية».

وأضافت «يتم ذلك العلاج وفق الثقافة الصحية للناس، فهناك عزوف عن تناول الخضراوات والسلطات والفواكه، وعزوف عن قلة الحركة، في المقابل كثرة في تناول الدهون والنشويات ما يجعلهم معرضين للسمنة وكثير من الأمراض، وإن البدانة مسألة معقدة تحتاج إلى العمل بتكاتف الجميع، وكل شخص لديه دور للقيام به في مجال تحسين الصحة».

إلى ذلك، أوضح الباحثون أنهم أجروا ما يصفونه بأكثر التقييمات شمولاً حتى الآن عن واحدة من أكثر المشاكل الصحية الحاحاً في وقتنا الحاضر مستخدمين بيانات تغطي 188 دولة في الفترة من العام 1980 وحتى العام 2013.

قصة نجاح إنقاص الوزن

محمد مكي: كان وزني 168 كيلوغراماً والآن 106 وهدفي الوزن الطبيعي

محمد مكي قبل إنقاص الوزن - محمد مكي بعد إنقاص الوزن

تكلم بثقة بالغة، محمد مكي (34 عاماً)، هكذا كان وزني 168 قبل سنتين، فحاولت مراراً في انقاص وزني. والفكرة ليست جديدة علي وانما راودتني منذ الصغر، لكن الفكرة كانت بين شد وجذب؛ لأن 168 كيلوّاً ليس من السهولة في انقاصها كما يقول.

وأضاف: «لقد قمت بمحاولات عدة، وإن الثقافة الموجودة لدينا تفتقر إلى المراقبة الذاتية في الوزن، وإن ما في المجتمع لا يشجع على انقاص الوزن بسبب وجود المحبطات من الناس إضافة إلى الأغذية الموجودة المشبعة بالدهون وعدم القدرة على ممارسة الرياضة».

وأضاف «لقد قمت بعمل برنامج لي، وقد حاولت عندما كنت في المرحلة الثانوية إنقاص وزني لكن كل محاولاتي مجرد هي أمنيات لم تحقق أية نتيجة». مضيفاً «قبل سنتين ونصف تقريباً، قمت بالاطلاع على تقارير ومواقع صحية من خلال الانترنت، والاطلاع على آراء أطباء ومنظمات صحية وأخصائيي تغذية للاطلاع على تجارب انقاص الوزن بشكل صحيح حتى وصل وزني الآن إلى 106 كيلوغرامات وهدفي الوصول إلى الوزن الطبيعي».

وذكر «نحتاج إلى دهون ونشويات لكن بشكل صحيح، فالعدو الكبير للجسم هو تناول غذاء غير صحي الأمر الذي يجعل الدهون تتراكم مع النشويات مسببة أمراضاً عديدة».

ودعا مكي إلى تجنب الأكل المفرط من خلال التجمعات الأسرية وغيرها، وقال: «أدعو إلى ممارسة الرياضة بمعدل يومي، واذا تطلب الأمر استخدام المشي بدل السيارة في بعض التنقلات القريبة».

وتحدث عن تجربته، فقال: «لقد تحولت من شخص عديم الحركة إلى مزاولة الحركة، وكان هذا هدف من أهدافي التي حاولت تجربتها»، منوها إلى أن المدربين المحترفين لا يحبذون وضع هدف كبير لإنقاص الوزن وانما هدف معقول».

وأضاف «حاولت التدرج في التدريب العضلي للجسم ،واذا كان لا يناسبني أتوقف عنه مع الاستمرار في التدريبات التي أشعر أنها لا تسبب لي أية مشكلة صحية. كما اقوم بمتابعة الوزن وقياس الدهون، وأقوم بالفحص الدائم لأخذ صورة مبدئية عن أن ما أخسره من نقص في الوزن هو الوزن الزائد وليس الوزن الذي احتاج إليه».

كما شدد على أن تكون هناك عوامل يحدد فيها الشخص كيف يتناول غذاءه بطريقة صحية. وقال: «هناك توازن بين العمر والطول والوزن ومدى الحركة اليومية يتم تحديد الاكل يوميا». مضيفا «انا ضد عملية تكميم المعدة؛ لأن الجسم يتكيف مع الغذاء الذي تتناوله، وبالتالي عندما تقوم بهذه العملية؛ فان جدار المعدة يتمدد بحسب الأكل الذي يوصل اليها وربما تتمدد كل فترة، مما يجعله بالبداية يتناقص وزنه بشكل كبير، لكن بعد ذلك سيكون له الاثر السلبي حيث يتكيف الجسم مع الوزن وسيضطره إلى تناول غذاء أكثر».

واختتم مكي حديثه بأن «يتناول الناس الغذاء الصحي الجيد، والممارسة الرياضية باستمرار مع مراقبة للزيادة في الوزن، هذا سيجعلهم يعيشون حياة أفضل وبعيدة عن الأمراض».

عدد مفرطي السمنة في العالم يرتفع إلى 2.1 مليار شخص

شملت الدراسة 180 دولة وأظهرت أن أعلى معدلات البدانة موجودة في الولايات المتحدة و الصين. واحتلت بريطانيا المركز الثالث في البدانة على مستوى اوروبا الغربية.

وذكر موقع «بي بي سي الإلكتروني» إن الخبراء يقولون إن السبب في ذلك هو التحول الى انماط عصرية جديدة في حياتنا مما يؤدي الى قلة الحركة و النشاط في مختلف المجالات.

وشارك باحثون حول العالم في دراسة نظمها معهد (مقاييس وتقييم الصحة) في واشنطن، تعد هي الأكثر شمولية حتى الآن.

وقام العلماء في هذه الدراسة بتحليل بيانات كثيرة كتلك المتوفرة في منظمة الصحة العالمية ومواقع الانترنت التابعة لبعض الحكومات، كما قاموا بمراجعة كل المقالات التي تتناول اعداد مفرطي السمنة في العالم.

وتوصلت الدراسة إلى أن معدلات البدانة تزداد حول العالم، وتبلغ البدانة اعلى معدلاتها في الدول المتقدمة.

و تشير الدراسة إلى أن بريطانيا تحتل المركز الثالث في اوروبا الغربية و تصل نسبة البدانة الى 67 في المئة بين الرجال و 57 في المئة بين النساء.

و دعت الدراسة الى «قيادة عالمية عاجلة» لمقاومة العوامل التي ترفع عنصر الخطورة مثل زيادة تناول السعرات الحرارية، وقلة الحركة، و»الدعاية النشطة لاستهلاك الاطعمة».

ويقول على مقداد من معهد مقاييس الصحة في واشنطن، إنه لم تتمكن دولة حتى الآن من القضاء على البدانة نظرا لأنها مشكلة حديثة نسبيا.

وقال «يتطلب الأمر بعض الوقت حتى نرى قصص نجاح».

واشارت الدراسة الى زيادة عدد النساء اللائي يعانين من البدانة عن الرجال في الدول المتقدمة.

و يقول مقداد إن معدلات البدانة بين النساء تزداد عنها بين الرجال في الدول النامية بسبب قيامهن بمهام متعددة مثل رعاية الاسرة والعمل، مما يمنعهن من تخصيص الوقت اللازم للاهتمام بأوزانهن.

أما في الدول المتقدمة فتزداد البدانة بين الرجال عنها بين النساء.

ويقول مقداد إن زيادة معدلات البدانة بين الرجال في الدول المتقدمة تعود الى استخدام المواصلات لمسافات طويلة التي ساعد عليها الانتقال للسكن في الضواحي، بالإضافة إلى الجلوس لفترات طويلة، دون نشاط، أمام أجهزة الكمبيوتر.

ويقول هرمان من جامعة جريز في النمسا «خلال العقود الأخيرة زادت اساليب الحياة العصرية و التكنولوجيا من حولنا مما أدى إلى حالة من قلة الحركة البدنية على كافة المستويات».

وقال إن الاطفال والبالغين لا يتكون لديهم كتلة عضلية كافية في اجسامهم، كما أن «الأطعمة التقليدية» قد تراجعت ليحل محلها «تناول للأطعمة بشكل غير محسوب» طوال اليوم.

ويقول رئيس ادارة المعلومات في هيئة الصحة العامة في انجلترا جون نيوتن إن سوء التغذية و قلة التدريب البدني يشكلان عنصرا خطرا على الصحة في المناطق الاكثر فقرا في انجلترا.

وقال إن «الهيئة قامت بحملة لمساعدة الأسر على تحسين صحتها وجعلها أكثر نشاطا وعلى الاقلال من الدهون والسكريات».

وقال إن «البدانة مسألة معقدة تحتاج إلى العمل على المستوى القومي والمحلي والاسري و الفردي. كل شخص لديه دور للقيام به في مجال تحسين الصحة خاصة بالنسبة للأطفال».