العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ

مونديال 2014: ايران والانجاز المستحيل

يدخل المنتخب الايراني الى نهائيات مونديال البرازيل 2014 وهو يبحث عن "الانجاز المستحيل"، اي محاولة تجاوز دور المجموعات للمرة الاولى في تاريخه.

"اي من المباريات لن تكون سهلة علينا"، هذا ما اعترف به لاعب الوسط انترانيك تيموريان من معسكر المنتخب في شرق النمسا، مضيفا "لكن اللعب ضد ايران لن يكون سهلا لاي من منافسينا".

ووقع ممثل اسيا في مشاركته المونديالية الرابعة في مجموعة صعبة للغاية تضم الارجنتين ونجمها ليونيل ميسي ونيجيريا بطلة افريقيا والبوسنة والهرسك التي بدأت تفرض نفسها من المنتخبات القوية في القارة العجوز.

وغابت ايران عن نهائيات جنوب افريقيا 2010 وحصلت على نقطة واحدة من مشاركتها الاخيرة في المانيا 2006 ولم تحقق سوى فوز واحد في اربع مشاركات (الاولى كانت عام 1978) وكانت في فرنسا 1998 على حساب "عدوتها" الولايات المتحدة (2-1).

لكنها تدخل هذه المرة الى العرس الكروي العالمي بعد ان حلت اولى في مجموعتها في الدور النهائي من التصفيات الاسيوية امام كوريا الجنوبية، وهو انجاز يحفز لاعبي المدرب البرتغالي كارلوس كيروش.

"ما حصل (في التصفيات) يظهر الروح القتالية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعبون وقد اثبتوا ذلك في هذه التصفيات، وواقع اننا تمكنا من التأهل فهذا انجاز مذهل لفريقنا وانا امل شخصيا ان نكون من المنتخبات المرشحة (للتأهل الى الدور الثاني) ايضا"، هذا ما اضافه تيموريان.

لكن كيروش قد لا يوافق تيموريان الرأي اذ اعتبر المدرب البرتغالي ان فريقه يواجه مهمة مستحيلة في نهائيات البرازيل 2014، لكنه يسعى للتأكيد بان "اللعبة في دماء الايرانيين وقلوبهم".

وتحدث كيروش الذي استلم مهام الاشراف على المنتخب الايراني في نيسان/ابريل 2011، لوكالة فرانس برس عن مهمة فريقه في النهائيات العالمية، قائلا: "انها المهمة المستحيلة (في اشارة الى الفيلم الاميركي ميشن ايمباسيبل) بكل الاجزاء 1، 2 و3، لكنها ايضا التحدي الذي وضعناه لانفسنا وهذا ما يجعل البطولة جذابة".

ورأى كيروش ان مشاركة ايران في العرس الكروي العالمي تعتبر مكافأة بالنسبة لفريق "لا يملك افضل اللاعبين ولا الكثير من الخبرة"، مضيفا "انت بحاجة لدفع ملايين الدولارات لخوض مباراة ودية ضد الارجنتين، لكن لاعبي فريقه استحقوا هذه المباراة بعرقهم".

وفي ما يخص حظوظ فريقه بالتأهل الى الدور الثاني، قال كيروش: "يجب ان نختبر حظوظنا. هذا الامر (التأهل) غير واقعي، انه حلم! لكن في كافة الاحوال هذا هو هدفنا".

وعلى كيروش ان يقاتل يوميا من اجل تنظيم تحضيراته مع المنتخب في بلد واقع تحت مظلة العقوبات الدولية بسبب برنامجه النووي، ما تسبب باستبعاده عن النظام المصرفي العالمي وهو الامر الذي قيد مسألة الحصول على العملات الاجنبية من اجل الموردين والمنتخب الذي تأهل الى النهائيات في 18 حزيران/يونيو بعد فوزه على كوريا الجنوبية، تأخر في الدخول بمعسكر تدريبي بسبب الافتقاد الى الاموال اللازمة لتمويل معسكرات التدريب.

ورغم الصعوبات التي تعترضه، اكد كيروش ان بامكان فريقه ان يحقق المفاجأة بعد التقدم الذي حققه بقيادته، مشيرا الى انه وجد لدى وصوله في نيسان/ابريل 2011 اتحادا "في سبات عميق، في الروتين ودون طموح. المجتمع متحفظ جدا، وفي ايران، كما الحال في امكنة اخرى، ليس من السهل التحدث عن الاصلاح، عن تغيير العادات". وذلك دون اهمال مسألة "الصورة السيئة لايران في العالم" خلال تلك الحقبة.

لقد اضاف كيروش دماء جديدة من بلدان الشتات: الحارس دانيال دافاري (اينتراخت براونشفيغ الالماني) واشكان ديجاغاه (فولهام الانكليزي) ورضا قوجان نجاد (تشارلتون الانكليزي) ومؤخرا ستيفن بيت آشور (فانكوفر الكندي).

"لا يمكننا ان نكون منافسين دون خبرة دولية"، هذا ما قاله كيروش، مضيفا "يجب ان نكون جاهزين من اجل الارتقاء بمستوانا، لمعرفة مدى صعوبة اللعب في اوروبا، لانه هنا، وبعيدا عن مسألة الرواتب، لا يوجد اي شيء مشترك مع الكرة الاحترافية".

وواصل "رغم الموارد والقدرات الضعيفة، حققت الكرة الايرانية النتائج"، متحدثا عن كرة الصالات والكرة الشاطئية وفرق الشبان. "تخيلوا لو كنا نملك امكانيات قطر" الجار الخليجي الذي انفق اموالا طائلة لاستضافة مونديال 2022.

ورأى كيروش ان مونديال البرازيل سيظهر للعالم بان ايران "بلد كروي حقيقي، بأن كرة القدم في دماء الايرانيين وفي قلبهم".

المدرب: البرتغالي كارلوس كيروش

رفع كارلوس كيروش شعار اثبات جدارته من خلال قيادة منتخب البرتغال الى الدور نصف النهائي لمونديال جنوب افريقيا 2010 على اقل تقدير، وقرر ان يحقق مبتغاه عبر اللجوء الى اسلوب ال"كاتيناتشيو" الايطالي لكنه حرق هذه الورقة ونفسه ايضا لانه مني بالفشل بعدما اصطدم "سيليساو داس كويناش" بعقبة الاداء الشمولي الرائع للمنتخب الاسباني الذي اطاح به من الدور الثاني في طريقه الى اللقب العالمي الاول.

دفع كيروش (61 عاما) ثمن خروج منتخب بلاده من الدور الثاني لانه خالف بوعد التخلي عن الاسلوب الدفاعي البحت، لكن احدا من الايرانيين لن يلوم مدرب ريال مدريد الاسباني السابق في حال قرر تطبيق الـ"كاتيناتشو" في مباريات ممثل اسيا في دور المجموعات ضد الارجنتين والبوسنة ونيجيريا في حال كان ذلك الامر مفتاح تأهله الى الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخه.

من المؤكد ان مشوار كيروش مع المنتخب الايراني نحو كأس العالم كان مخالفا تماما لمشواره مع بلاده نحو جنوب افريقيا اذ واجه حينها ومنذ الجولة الثانية من التصفيات الكثير من الانتقادات عندما خسرت البرتغال على ارضها امام الدنمارك 2-3، وسخرت صحيفة "آ بولا" حينها من كيروش مشيرة الى ان اخر هزيمة لمنتخب بلادها على ارضه ضمن تصفيات كأس العالم تعود الى 15 عاما عندما كان حينها...بقيادة كيروش.

وكان كيروش اشرف على منتخب بلاده بين 1991 و1993 وفشل في تأهيله الى مونديال 1994 في الولايات المتحدة، الا انه نجح في 2010 في تجنب الاحراج والاقالة من منصبه بعد ان تجاوز رجاله الصعوبة التي واجهتهم في الجولات الاولى حين حققوا فوزا وحيدا في أول 5 مباريات، ليحتلوا المركز الثاني في المجموعة الاولى خلف الدنمارك، متقدمين على السويد الثالثة بفارق نقطة واحدة، فخاضوا الملحق وتخطوا البوسنة 2-صفر بمجموع المباراتين رغم غياب قائدهم كريستيانو رونالدو بسبب الاصابة.

ورأت وسائل الاعلام المحلية بان البرتغال قدمت افضل العروض بقيادة البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي انتقل الى تشلسي الانكليزي بعد قيادة "برازيل اوروبا" الى نهائي كأس اوروبا 2004، تاركا مكانه لكيروش الذي كان يشغل منصب مساعد مدرب مانشستر يونايتد الانكليزي اليكس فيرغوسون، لان الاول عرف كيف يدير المباريات وينهيها بالفوز "وهذا ما سيبقى عالقا في الاذهان".

لكن كيروش الذي اشرف على كل المنتخبات البرتغالية (الاول والاولمبي والشباب) رغم ان تجربته كمدرب لم تكن ناجحة خصوصا مع ريال مدريد الاسباني (2003-2004) ومنتخب الامارات (1997-1999) ومنتخب جنوب افريقيا (2000-2002) اضافة الى منتخب بلاده الاول، وضع لنفسه هدفا بان يسكت هذه الانتقادات وان يكرر ما حققه سكولاري في 2006 لكنه عجز عن فعل ذلك فدفع الثمن واقيل من منصبه بعد النهائيات.

وفي الرابع من نيسان/ابريل 2011 قرر الاتحاد الايراني المراهنة على المدرب الموزمبيقي الاصل بعد تجربة غير ناجحة مع المدرب الوطني افشين قطبي الذي اشرف على المنتخب من 2009 حتى 2011 وفشل في قيادته الى نهائيات جنوب افريقيا وودع منافسات كأس اسيا 2011 من ربع النهائي امام كوريا الجنوبية.

وقد نجح كيروش في اختباره الايراني اذ قاد فريقه الجديد للعودة الى العرس العالمي اضافة الى ضمان تأهله الى نهائيات كأس اسيا المقررة في استراليا مطلع 2015.

لم يكن كيروش لاعبا ناجحا خلال مسيرته الكروية القصيرة جدا فتحول الى التدريب باكرا مع منتخب بلاده لدون 20 عاما، قبل ان يستلم المنتخب الاول من 1991 حتى 1993.

انتقل لتدريب سبورتينغ لشبونة من 1994 الى 1996 ثم سافر الى الولايات المتحدة لتدريب نيويورك-نيوجرزي متروستارز (1996) ثم الى اليابان موسم 1996-1997 لتدريب ناغويا غرامبوس ايت.

حط كيروش في الخليج لتدريب منتخب الامارات عام 1999 فاخفق تماما لتتم اقالته بعد النتائج الكارثية في الدورة الرياضية العربية في الأردن.

انتقل بعدها للاشراف على منتخب جنوب افريقيا بين 2000 و2002 ثم اصبح مساعدا للسير اليكس فيرغوسون في مانشستر يونايتد خلال موسم 2002-2003.

حصل كيروش في الموسم التالي على عرض لم يكن يحلم به على الاطلاق وهو الاشراف على ريال مدريد الاسباني الذي كان يضم في صفوفه حينها الفرنسي زين الدين زيدان والانكليزي ديفيد بيكهام والبرازيلي رونالدو ومواطنه روبرتو كارلوس لكن النتائج المخيبة التي حققها اجبرت النادي الملكي على التخلي عن خدماته، فعاد ليجلس الى جانب فيرغوسون في مقاعد احتياط "الشياطين الحمر" لمدة اربعة اعوام قبل ان يلبي نداء البرتغال مجددا عام 2008.

ويعتبر جواد نيكونام القائد والمدرب في ارضية الملعب بفضل خبرته الكبيرة وموهبته التي فتحت الباب امامه للدفاع عن الوان اوساسونا الاسباني لستة اعوام من 2006 حتى 2012 قبل ان يقرر العودة بعدها الى بلاده.

برع نيكونام (33 عاما) الذي يدافع حاليا عن الوان الكويت الكويتي، في شغل مركز لاعب الوسط المحوري مباشرة امام خط الدفاع، وفي ان يكون صلة الوصل مع خط الهجوم مع تمتعه بالقدرة على الوصول الى الشباك ايضا بفضل تسديداته الصاروخية وتميزه بالكرات الهوائية وفي تنفيذ الركلت الحرة، ما سمح له في ان يكون افضل هداف لبلاده في التصفيات المؤهلة الى البرازيل (6 اهداف).

ولد نيكونام في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 1980 في منطقة شهر راي جنوب العاصمة طهران وبدأ مسيرته مع كرة القدم في صفوف الناشئين لناديي نفط طهران وباس همدان ثم لعب للفريق الأول في باس عام 1998 ولمدة سبع سنوات قبل أن يخوض تجربته الاحترافية الاولى خارج بلاده خلال موسم 2005-2006 حين دافع عن الوان الوحدة والشارقة الاماراتيين.

وفي 2006، حقق نيكونام خطوة نوعية في مسيرته بالانتقال الى الدوري الاسباني للدفاع عن الوان اوساسونا حيث امضى ستة اعوام، خاض خلالها 175 مباراة (سجل 26 هدفا)، قبل العودة الى بلاده للدفاع عن قميص الاستقلال لمدة موسمين توج حلالهما بلقب الدوري المحلي عام 2013 ليضيفه الى اللقب الذي احرزه عام 2004 مع باس، ثم شد الرحال مجددا بالانضمام الى الكويت الذي احرز معه هذا الموسم كأس الامير.

على الصعيد الدولي، بدأ نيكونام مشواره مع منتخب إيران للشباب عام 1998 ثم دافع عن الوان المنتخب الاولمبي عام 2002 قبل ان يبدأ مشواره مع المنتخب الاول عام 2000 مسيرته مع المنتخب الأول عام 2000 وشارك معه في 138 مباراة دولية سجل خلالها 37 هدفا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً