تولي إمارة الشارقة اهتماماً كبيراً بإحياء التراث الإماراتي، لذا شيَّدت الإمارة قرية تراثية تجسِّد الماضي المميز للإمارات، وتبرز أهم العادات والتقاليد والسكن والحرف التي كانت تستعمل في تلك الفترة الزمنية الماضية... من هذه القرية الجميلة كان لـ «مناهل الوسط» جولة مسائية ممتعة ومفيدة، حيث أقيمت القرية هذا العام في جوٍّ من الأصالة التقليدية والإسلامية، وذلك تزامناً مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2014.
ربما يكون مسمَّى قرية التراث تصغيراً من ضخامة ذلك المكان الذي كان أشبه بمدينة عالمية، حيث ضمت تلك المساحة الصغيرة البيئات المتوافرة في الإمارات (الجبلية والزراعية والبدوية)، مستعرضة المعيشة المختلفة في تلك البيئات، من سكن وحرف وملبوسات ومأكولات، وعادات وتقاليد. أضف إلى ذلك أنها ضمت هذا العام، واحتفالاً باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، تراث عدد من الدول الإسلامية منها: البحرين، المغرب، تونس، الجزائر، كازاخستان، إيران، موريتانيا، فلسطين، سلطنة عمان، أفغانستان، وغيرها، فخصصت لكل دولة ركن في مرافق القرية التراثية، فيما أعطت التراث الإفريقي السواحلي رقعة أكبر، إذ خصص له قرية مصغرة أطلق عليها «القرية السواحلية»، تزين مدخلها بمجسمات لحيوانات من البيئة الإفريقية، إضافة إلى الأكلات والمنتجات الأخرى.
تشعب الثقافات يتطلب منك أكثر من ليلة واحدة في ربوع هذه القرية الضخمة في مساحتها ومحتوياتها، إلا أن الوقت كان حكماً، لذا لم نستطع الغوص في التراث الإماراتي والاندماج مع العادات والتقاليد القديمة طويلاً، ولكن على رغم ذلك ولضيق الوقت تذوق المأكولات الإماراتية اللذيذة، وأن نحفل بالقهوة الإماراتية الطيبة الطعم والزكية الرائحة ذكريات جميلة لن ننساها.
وللذكريات الجميلة صور أحببت أن أشارككم بها اليوم، لتشجعكم على زيارة الشارقة والتعرف على تراثها وثقافتها.
العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ