عرض أحد المواقع الإلكترونية دراسة أجراها موقع “Psychology Today” على مئة شاب: خمسين منهم قضوا إجازاتهم بالكامل في التنزُّه مع الأصدقاء، بينما قام الخمسون الآخرون بتقسيم إجازاتهم بين الترفيه والعمل التطوعي، وبعد انتهاء الإجازة أجروا اختبارات نفسية وصحية على المئة شاب، وقد كشفت نتائج هذه الدراسات عن الآتي: مستوى الضغط العصبي لدى المجموعة الثانية أقل من الأولى، كما أظهرت الدراسة أن حماس المجموعة الثانية لاستئناف الدراسة يفوق الأولى. وقد أرجع المحللون النفسيون ذلك إلى أن أفراد المجموعة الثانية خرجوا عن أنفسهم، ورأوا أناساً أقل منهم بكثير، فأصبحوا أكثر رضا عن حالهم.
بدأت بعرض ملخص هذه الدراسة، إذ إن الكثيرين من أولياء الأمور هذه الأيام، باتوا يعتقدون بأن العمل التطوعي هو مجرد مضيعة لوقت أبنائهم الثمين، فيما هو بخلاف ذلك، فالعمل التطوعي يسهم، بل ويساعد في بناء شخصية الأبناء، كما يساعدهم على اكتشاف أنفسهم وتوظيف مواهبهم وتنميتها، هذا إضافة إلى أنه يساهم في إشباع احتياجاتهم النفسية كالتقدير والحب والانتماء.
إضافة إلى ذلك فالأطفال الذين يشاركون في الأعمال التطوعية يكتسبون مهارات كثيرة كالعمل الجماعي، التعامل مع الناس، وإدارة الخلافات، كما أن العمل التطوعي يثري سيرتهم الذاتية عندما يكبرون ويتقدمون للوظائف، وذلك على اعتبار أنهم أشخاص إيجابيون، مستعدون للتعلم والعمل الجماعي.
من ملخص ما سردناه لكم في الدراسة السابقة والنقاط التي تلت ذلك، يتبيَّن لنا أن العمل التطوعي من العوامل المهمة التي تساعد على تكوين شخصية الطفل، حيث تنمِّي فيه مبادئ وقيماً تجعله عضواً نافعاً لنفسه ولمجتمعه.
وعليه فإننا ننصح أولياء الأمور، وخصوصاً أننا مقبلون على إجازة صيفية طويلة يدخل فيها شهر العطاء والخيرات، شهر رمضان المبارك، بأن يحفزوا ويشجعوا أبناءهم على حب العمل التطوعي، وأن يشركوهم في تلك الأعمال، ليكسب الطفل أجراً وحسنات يسجل في ميزان أعماله، ومنها ليطور من مهاراته وقدراته ويبني شخصيته لمستقبل مليء بالعطاء والخيرات إن شاء الله.
مناهل
العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ