العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ

وداعاً نواب 2010 و2011

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

يعز علينا كبحرينيين أن نودع خلال أيام قلائل نواب الشعب الذين وصلوا إلى البرلمان في انتخابات 2010 والانتخابات التكميلية التي تلتها في العام 2011، إذ من المؤمل أن ينتهي هذا الدور في (20 يونيو/حزيران الجاري)، وهو الدور الأخير للمجلس النيابي الحالي حيث ستتلوه انتخابات ستعقد في (نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل).

يعز علينا أن نودّع هؤلاء الأسود الذين كانوا يزمجرون في كل جلساتهم دفاعاً عن البحرينيين بسنَّتهم وشيعتهم ويهودهم ومسيحييهم، ولم يفرقوا في كلمة أو موقف بين أبناء هذا الشعب، وكانوا جميعهم لا يخشون في الله لومة لائم، نواب باعوا أنفسهم لربهم وشعبهم وضميرهم، فوقفوا بنياناً مرصوصاً في وجه كل من كان يكيد لهذا الشعب أو يبغي به شرّاً.

يعز علينا أن نصحو بعد أيام، ونرى كراسيكم خالية منكم، كيف لا، وأنتم من كنتم ترفضون أن تداروا بالريموت كنترول، وكنتم عصاة على المغريات التي تقدم من أراضٍ وعقارات و«أنواط» حمر، فكانت ذممكم أغلى من كل هذه المغريات، وستخرجون كما دخلتم بيض الجيوب والذمم.

يعز علينا أن نفارق هذه الثلة التي طالما آمنت بأن حقوق الشعب البحريني خطٌّ أحمر، لا يمكن التهاون ولا التفريط فيها ولا بيعها، هذه الثلة التي هدّت أركان الفساد هدّاً، فكان الوزراء والوكلاء يرتعدون من النواب أيما ارتعاد، ويخافون من صمتهم قبل زئيرهم، ومن هدوئهم قبل هبوب عواصفهم، فأطاحت على مدى السنوات الأربع برؤوس الفساد واحداً تلو آخر دون رحمة أو شفقة، وسعت بكل قوتها مدفوعة بحسها الوطني العالي والراسخ لاستعادة العشرات من الكيلومترات من الأراضي التي تم التعدي عليها، ووقف الفساد الذي كان مستشرياً ومتغلغلاً في وزارات الدولة ومفاصلها قبل قدومهم الميمون إلى القضيبية.

يعز علينا أن يغادرنا نواب هذا الشعب، بعد كل ما قدموه في سبيل تحقيق الرفاهية لهذا الشعب، الذي أحسَّ بطفرة كبيرة في معيشته ومستواه الاقتصادي، فغدا أشقاؤنا في دول المجلس يحسدوننا على الرفاهية التي كنتم أحد أسبابها، ببركة نوابنا الذين كانوا يقدمون مصالح الشعب على مصالحهم واحتياجاته على احتياجاتهم، فللّه در هؤلاء النواب الذين كانوا لا يباتون ليلهم وهم يتابعون هموم الشعب وقضاياه، وكانوا لا يتهنون بمأكل أو مشرب وفي هذا الشعب من لا عهد له بالشبع.

يعز علينا أن نفارق هؤلاء الأشاوس، الذين لن ننسى كبحرينيين ولن ينسى التاريخ معنا، أنهم وقفوا، وهم صائمون في عز الصيف اللاهب العام الماضي، وقفوا أمام الله وشبعهم للدفاع عن كل البحرينيين، وعن أمنهم وأعراضهم ومعتقداتهم ومساجدهم، فكانوا بنياناً مرصوصاً، وقدموا شهادتهم التي سيجازيهم الله عليها بمثلها، وعند الله ميزان الأمور.

يعز علينا، كبحرينيين أن نودع نواب هذا الشعب وصوتهم في الحق، هؤلاء الرجال، وهنا أكرر، نعم الرجال، الذين كانوا دائماً عند كلمتهم دوماً، ولم يتنازلوا عنها قيد أنملة ولا مرة واحدة، فكانوا إذا وعدوا وفوا، وإذا تحدثوا صدقوا، وإذا ائتمنوا أخلصوا أداء أماناتهم.

كلنا سنتذكركم يا نوابنا، وقلوبنا تقطر أسى على فراقكم، ودعاؤنا الصادق لكم أن نطلب من الله أن يجازيكم على قدر نياتكم.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 3:20 ص

      محرقي

      وان شاء الله راح نصوت لهم في نوفمبر القادم موتوا بغيظكم

    • زائر 13 | 10:56 ص

      جتني الصيحة

      اسبح في بحر من الدموع .. وا فراقاه

    • زائر 12 | 7:59 ص

      سيجازيهم الله

      راحت رجال ترقع الدروازة....وجتنا رجال المطنزة والعازة

    • زائر 10 | 6:28 ص

      النواب

      النواب اشترو الدنيا وباعو اخرتهم من اجل الفلوس المشتكى لله

    • زائر 9 | 4:37 ص

      نواب الغفله

      الله خلق جنه و نار و النواب في موقع مسؤليه و تشريع و ليسوا اناس عاديون فكل سيحاسب على حسب موقعه في الدنيا

    • زائر 8 | 2:19 ص

      أبكيتنا يامدحوب - كإنما اّخرتهم قد حلت

      "يعز علينا أن نصحو بعد أيام، ونرى كراسيكم خالية منكم"
      يبدو أنهم ذاهيون إلى قبورهم ليلقون حسابهم و ما جنته أيدهم و لأفواههم و أقلامهم و قراراتهم بحق هذا الشعب الطيب
      إنتظرهم فإذا أقيمت إنتخابات فستراهم يسعون للترشح من جديد واعدين بإغطاء الشعب القمر في يد و الشمس بالأخرى غير اّبهين بما إقترفوه " قوله تعالى : ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون.
      كذلك إن لم تنجحهم السلطة في الإنتخابات فستخلق لهم مناصب أخرى كوزراء بحقائب أو ندونها

    • زائر 7 | 2:11 ص

      يعز عليهم مغادرة الكراسي وترك الوجاهة

      لا داعي لتوديعم فان لم تشارك المعارضة في الانتخابات فهم سيعودون مبتسمين مخرجي ألسنتهم رافعين شعارات النصر !

    • زائر 6 | 12:57 ص

      إلى النار وبئس المصير

      والذي نفس محمد بيده أن هذه الثلة من الناس فقدت رجولتها وفقدت عزتها وكرامتها وأصبحوا دليلين خانعين لايهزهم أية أشارة مباشرة أو غير مباشرة بأنهم جواري في قصر السلطان ، إنهم كالنعاج يسوقونهم سوقا إما لسوق البهائم أو للمسلخ. هيهات أن يكونوا من صنف الرجال أو البشر اصلا ، هم كالحجر أيضا لا يتحرك فيهم شيئ ، أيعقل أن الدينار فعل فعلته بهم؟ هل أصبحوا عبيدا للدرهم حتى باعوا شعبهم وكرامتهم ، أذهبوا غير مأسوف عليكم فوالله إن النار تنتظركم فردا فردا أنتم وأموالكم ، الخزي والعار لكم على بيعكم شعبكم بثمن بخس.

    • زائر 11 زائر 6 | 7:48 ص

      لا اله الا الله

      اعتقد في جزء مفقود

    • زائر 5 | 12:25 ص

      لا يستحقون وداعا بل رحيل.غير مأسوف عليه8

      فليذهبوا غير مأسوف على ذهابهم فقد عاثوا في الارض فسادا وشرعوا للفساد وآخرها تشريعهم لسلب المجلس صلاحيته والختام المر

    • زائر 4 | 12:05 ص

      مسخرة

      والله سو يتهم مسخرة يا أستاذ

    • زائر 2 | 10:43 م

      تمنيت ان تكوم اخر كلمة

      تمنيت ان تكوم اخر كلمة لك ايها الكاتب في هذا المقال حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 1 | 10:22 م

      راحت الرجال الذين وقفوا معنا وقت الشدائد

      ويعز علينا كبحرينين أن نودع هذه الجوقة من النواب الذين رفضوا كلام وزيرة الثقافة والتشكيك في رجولتهم وأحالوها للأستجواب وطرح الثقة ولكن بإشارة من أصغر صبع في اليد من مسئول ما رجعوا خانعين منكسي الرؤوس دليلي النفوس وكأن شيئا لم يكن ولم يطعن أحد في رجولتهم ، يعز علينا أن نودع هذه الشلة المارقة التي تساند الفساد والمفسدين حتى عندما انبرى أحدهم للتساؤل عن الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد قال رئيسهم إذا ابتليتم فاستتروا ، حقا سيفتقد الشعب البحريني هذه النوعية من الرجال الذين يلبون النداء وقت العازة.

اقرأ ايضاً