العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ

تغليب المصالح على القيم

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل عشر سنوات، في 9 يونيو/ حزيران 2004، أطلقت مجموعة الدول الصناعية الكبرى (الدول الثماني، والتي عادت مؤخراً لتصبح الدول السبع) وثيقة «شراكة من أجل التقدم ومستقبل مشترك مع منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا»، ومنذ ذلك الحين أصبح مصطلح «الشرق الأوسط الكبير» متداولاً، ليشمل - بحسب الفهم الأميركي للمصطلح - الدول العربية وإيران وباكستان وأفغانستان.

عشر سنوات مضت على تلك المبادرة التي سعت لتطبيق مفهوم الإصلاح «من الأعلى إلى الأسفل»، من حكومات الدول الكبرى إلى حكومات دول المنطقة، وهو مفهوم أثبت فشله بامتياز. حينها كان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن يبحث عن أجندة جديدة لتوجيه سياسته الخارجية، وكان إيمانه بالحرية على نهج المحافظين الجدد آنذاك قد دفعه إلى استخدام الهيمنة الأميركية لفرض مسار جديد يعتمد من جانب على توقيع أكبر عدد من اتفاقات التجارة الحرة مع أكبر عدد من الدول، ومن جانب آخر يدفع باتجاه فتح العملية السياسية للتنفيس عن الاحتقانات التي تهدد الأمن والاستقرار.

أحد الأخطاء كان اعتقاد الإدارة الأميركية أنَّها الوحيدة القادرة على تحويل النهج السياسي، وأنَّه بعد القضاء على حركة طالبان في أفغانستان واحتلال العراق، فإنَّ الشعوب ستتقبل هذا النهج الأميركي، تماماً كما حدث في مناطق أخرى في العالم. غير أنَّ ما حدث هو العكس، إذ إنَّ المنطقة اتجهت نحو «الطلبنة» بدلاً من «الدمقرطة».

غير أنَّ احتجاجات وثورات الربيع العربي في 2011 فاجأت كلَّ العالم، وذلك لأنَّها كانت عفوية وانطلقت في الميادين من خلال طاقات شبابية أشعلت الأمل بتغيير يبدأ من المجتمعات ذاتها، ومن ثم يصل إلى قمة الهرم. لكن الأوضاع تقلبت، وتم قمع أو اختطاف الربيع العربي في عدة بلدان، بينما انتشرت حركات التطرف إلى مناطق عديدة. عشر سنوات مضت على طموحات متضاربة، والمنطقة مازالت لا تهنأ باستقرار، وأحد الأسباب في ذلك أنَّ من يدَّعي دعم الإصلاح السياسي، من دول كبرى مثل أميركا وبريطانيا وغيرهما، يربطه بضمان مصالحه الخاصة، ومن الطبيعي أن تُغلِّب هذه الدول مصالحها على القيم التي تتغنَّى بها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 4:07 ص

      شعارات زائفة

      في عرف امريكا والغرب .. حرية الراي والعقيدة وحقوق الانسان .. كلها شيكات قابلة للصرف بحسب البلد ان كان من الممانعين او الحلفاء ولا علاقة لهم بالشعوب

    • زائر 6 | 12:22 ص

      لم يعد للقيم وجود في التعامل بالشأن البحريني

      لا الدول التشدقة بالديمقراطية ولا من يدعي الاسلام ولا من يدعي الانسانية فكلهم سقطوا في الشأن البحريني قبالة شعب مسالم لم يطلب اكثر من الكرامة في بلده فاسقط اقنعة الكثير من الدول والبشر

    • زائر 5 | 11:28 م

      قيّم أين أنت ؟

      في كتاب ( المدنية سرابها ويقينها ) ل" جورج باستيد" يقول معرفا " الوحشية " والتي هي سبب كل تخلف !
      ( انها الفاعلية البشرية التي من شأنها استخدام الثقافة - لأي جماعة - في منحى نفي الضمائر ) ولكل سلطة آلياتها في تحقيق تخلف شعبها .
      و " المدنية " (هي التوجه الذي من شأنه أن يجعل الفاعلية البشرية تنحى في منحى زيادة تفهم الانسان لنفسه وللآخرين )
      دكتور منصور ما أوردته في مقالك هو من صلب ما قدمه " جورج باستيد " .. نفع الله بك ورحم الله والدك .

    • زائر 4 | 11:25 م

      الاعلام يصنع الثورات و الاعلام يفشلها

      لعبت الجزيرة والاعلام الغربي دور بارز تحريك و تآجيج الاضطرابات بقود الغضب الشعبي و انضم الاعلام الخليجي لهما في ليبيا و سوريا ليغيروا نظامهما و كان من البداية يعلمون ان ثورة شعبية على غرار تونس و مصر لن يكتب لها النجاح فاستدعوا قطهععان القاعدة لتحقيق الهدف . اما في البحرين و اليمن و القطيف فكان تغريد خارج السرب فاهملهما الاعلام العربي و الغربي ولكن صلابة اليمنيين فرضت التغيير ولو منقوص اة مشوه

    • زائر 3 | 10:52 م

      شايتان منجيتان للأنظمة

      1 : الإرتباط بالتاج البريطاني
      2 : والتعلق بالحليف الأمريكي.

    • زائر 2 | 10:37 م

      تأكد يا دكتور الاحتجاجات او ما يطلق عليه الربيع العربي ليست عفوية

      شعوب جميع الدول العربية عدا اثنتين او ثلاث ترغب في حياة يشعر فيه المواطن انه شريك وليس تابع في قرارات بلده و مساهم في صياغتها و يريدون للفساد في بلدانهم يحارب لا يحارب. في مصر و تونس الفساد ليس باكثر من بلاد لم يطالها الربيع لكن غالبية الشعب لفضهما و ترك الامور تسير دون تدخل غربي يفقدهم الهيمنة فاجروا تغيير عبر توظيف غضب الشعب لتبقى الدفة بيدهم اما الدولة المتمكنة حكوماتهم الموالية لهم فانهم احبطوا التحرك

    • زائر 1 | 10:03 م

      رسالة قوية للوزراء والوفود البريطانيين والأمريكان

      مقال يمثل رسالة قوية للوزراء والوفود البريطانيين والأمريكان الذين يزورون البحرين هذه الأيام ليس من أجل الضغط على النظام لتنفيذ توصيات بسيوني ومجلس حقوق الإنسان والإصلاح بل للدعم والمساندة وتلميع صورته بما يضمن استمرار المصالح. أرى من الغباء الاعتماد على رضا الحكومات وتجاهل غضب الشعوب في ضمان المصالح المستقبلية.

اقرأ ايضاً