يقول مسؤولون من الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 200 ألف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية في الصومال بحلول نهاية العام الجاري ما لم تحصل المنظمة الدولية على مساعدات مالية عاجلة لدرء شبح المجاعة.
وأضاف المسؤولون إن الجوع وسوء التغذية يتفاقمان في الصومال لقلة الأمطار الموسمية في عامين متواليين ولتجدد الصراع في وقت تتوقف فيه مشاريع حيوية للإغاثة بسبب نقص التمويل.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنها لم تحصل إلا على 15 مليون دولار من 150 مليون دولار طالبت الدول المانحة بالتبرع بها لتمويل خدمات صحية حيوية لزهاء ثلاثة ملايين امرأة وطفل في الصومال.
وحذرت منظمات الإغاثة الدولية من أن نحو 50 ألف طفل صومالي تقل أعمارهم عن خمس سنوات باتوا "على شفا الموت" في الوقت الراهن.
اصطحبت هابيبيو يحيى حفيدها البالغ من العمر أربع سنوات إلى المستشفى للعلاج من سوء التغذية التي ظهرت أعراضها أيضا على حفيدين آخرين قُتل والداهما خلال القتال في قوريولي.
وفر ما يقدر بنحو 74 ألف صومالي من ديارهم مع استمرار حملة قوات الاتحاد الأفريقي لاستعادة السيطرة على المزيد من المناطق التي لا تزال تهيمن عليها حركة الشباب المتمردة.
وقالت هابيبيو يحيى "حفيدي مريض جدا وهو مصاب بسوء التغذية. لا أستطيع مساعدته وما من شيء عندي أقدمه له. نحن نازحون من قوريولي."
وتقدم منظمات الإغاثة في الصومال معظم الخدمات الصحية والأمصال ورواتب العاملين والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء وخصوصا في وسط وجنوب البلد.
وقال عبد الله عبد الرزاق في مستشفى بنادير "نستقبل ما يزيد على 50 طفلا مصابين بسوء التغذية الحاد كل يوم. معظم المرضى نازحون حديثا من مناطق لا يزال القتال مستمرا فيها.
ويعاني الصومال مُجددا من الجفاف وقلة التبرعات وأدى القتال في المناطق الريفية إلى تعطيل الزراعة ونزوح السكان وعرقل وصول المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم منظمة أوكسفام الخيرية في الصومال جينو تيوفيلو "العالم يخذل الصومال مُجددا. الوضع الآن يكاد يطابق ما حدث عام 2011 في الشهور السابقة للمجاعة الظروف في الصومال الآن مماثلة لظروف ذلك الوقت. الجفاف ونقص الطعام و50 ألف طفل على شفا الموت من سوء التغذية والتمويل من المجتمع الدولي لا يكفي لتلبية احتياجات الصومال الإنسانية وسوف تتفاقم الأزمة في الشهور الثلاثة المقبلة."
كانت الأمم المتخدة أعلنت في يوليو تموز 2011 وجود مجاعة في الصومال مات بسببها 260 ألف شخص معظمهم أطفال. وانتهت المجاعة في فبرير شباط 2012 بعد أن زاد سقوط الأمطار وزادت المساعدات الإنسانية.
وأضاف تيوفيلو "ثمة فجوة كبيرة في تمويل الاحتياجات الإنسانية حاليا في الصومال.. فجوة قدرها 60 مليون دولار منها 6.4 مليون دولار مطلوبة في الشهور الثلاثة المقبلة لبرامج علاج سوء التغذية على سبيل المثال. إذا توفر المال سيمكن تفادي كارثة أخرى."
وتبذل الحكومة الصومالية جهودا مكثفة لمحاولة بسط سلطتها على مختلف أنحاء البلد بعد أن ساهمت قوات الاتحاد الأفريقي مع القوات الصومالية في طرد حركة الشباب المتمردة من العاصمة مقديشو وكثير من المناطق الأخرى.