بدأت بعيد منتصف ليل أمس الثلثاء عملية فرز الاصوات في الانتخابات الرئاسية السورية التي اجريت امس، ويتوقع الخميس اعلان نتائجها المحسومة سلفا لصالح الرئيس بشار الاسد.
وعلى وقع سقوط قذائف الهاون، اجريت الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام، ووصفتها واشنطن بانها "عار"، وانتقدتها المعارضة بوصفها "انتخابات الدم" التي تهدف الى اعطاء شرعية لرئيس قامت احتجاجات مطالبة بتنحيه منتصف آذار/مارس 2011، قبل ان تتحول نزاعا عسكريا حصد اكثر من 162 الف قتيل.
واعلن هشام الشعار، رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات، اغلاق صناديق الاقتراع "في تمام الساعة الثانية عشرة من ليل الثلاثاء (2100 تغ) (...) ومباشرة اللجان الانتخابية بفرز الاصوات"، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وكانت الصناديق فتحت الساعة السابعة صباح الثلاثاء. وفي حين كان من المقرر اغلاقها الساعة السابعة مساء، مددت مهلة الاقتراع حتى منتصف الليل نظرا الى "الاقبال الشديد"، بحسب اللجنة.
وافاد مصدر مقرب من النظام وكالة فرانس برس ليل الثلاثاء انه من المتوقع صدور نتائج التصويت غدا.
وقالت صحيفة "الوطن" السورية اليوم ان النتائج الرسمية "قد تعلن مساء الخميس من قبل رئيس مجلس الشعب حسب القانون الانتخابي".
وشكرت الرئاسة "جميع السوريين الذين شاركوا بكثافة في انتخاب مرشحهم (...) وينتظرون نتائج التصويت ليبدأوا مرحلة جديدة من تاريخ سوريا العزّة والكرامة والإباء"، وذلك في بيان على صفحتها على موقع "فيسبوك".
واعتبرت ان السوريين "يثبتون يوماً بعد يوم تمسكهم بثقافة الحياة والأمل والتحدّي في مواجهة ثقافة الموت والإرهاب والانغلاق".
وكانت الصورة في دمشق الثلاثاء شديدة التناقض بين مشاهد عدة: حركة سير خجولة في الشوارع، طوابير انتظار امام مراكز الاقتراع وحلقات الرقص والغناء تاييدا للاسد، اصوات سقوط قذائف متواصل لقذائف الهاون في شوارع العاصمة مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، وقصف مدفعي من القوات النظامية في محيطها، وتحليق كثيف للطيران الحربي في اجوائها.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الاربعاء انه سجل امس "سقوط اكثر من 130 قذيفة هاون في دمشق وعلى مناطق تحت سيطرة النظام في ريفها"، ما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى هم سيدة في ساحة السبع بحرات في دمشق، وسيدة في ضاحية الاسد (شمال العاصمة)، وشخص شخص في جرمانا (جنوب شرق).
في المقابل، واصل الطيران السوري والمدفعية الثلاثاء قصف مناطق سيطرة المعارضة في اجزاء واسعة من البلاد.
وأبرزت الصحف السورية الخميس الاتجاه المحسوم لبقاء الاسد في منصبه لولاية ثالثة من سبع سنوات.
وقالت "الوطن" ان "الملايين" خرجوا امس "متحدين الإرهاب وقذائفه وصواريخه وسياراته المفخخة وانتحارييه، ليثبتوا شرعية الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة تستمر حتى 2021"، مشيرة الى ان نسبة التصويت في بعض المحافظات "تجاوزت 70 بالمئة".
اضافت "كان واضحاً أمس الحجم الكبير للأصوات التي انتخبت المرشح بشار الأسد وبأنه يتجه للفوز بنسبة عالية في هذه الانتخابات".
ودعي الى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية، 15 مليون ناخب وزعوا على اكثر من تسعة الاف مركز اقتراع في مناطق سيطرة النظام، والتي يقيم فيها 60 بالمئة من السكان، بحسب خبراء.
وكان صحافيو ومصورو فرانس في دمشق وحمص (وسط) افادوا امس ان الناخبين توافدوا بكثافة، بينما بث التلفزيون السوري لقطات لمراكز الاقتراع من مناطق عدة بينها ريف دمشق والقنيطرة والسويداء (جنوب) ومدينتي ادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وطرطوس (غرب)، يؤكد فيها الناخبون ولاءهم للاسد وحماسهم للمشاركة في "العرس الوطني".
وبدا الاسد أشبه بالمرشح الأوحد، مع عقد السوريين حلقات الرقص خارج مراكز الاقتراع، وقيام بعضهم بجرح اصابعهم والبصم بالدم تأييدا له.
وادلى الاسد وقرينته أسماء بصوتيهما في مركز اقتراع في حي المالكي الراقي وسط دمشق، دون الادلاء باي تصريح. كما ادلى المرشحان الآخران حسان النوري وماهر حجار بصوتيهما في مركزين آخرين بدمشق.
نظريا، تعد الانتخابات "اول انتخابات تعددية" في البلاد منذ نحو نصف قرن، لكن قانونها منع عمليا اي معارض مقيم في الخارج من الترشح. وتقام الانتخابات باشراف النظام الذي تطالب المعارضة برحيله، ما جعلها أشبه بعملية "تجديد المبايعة" للاسد، وهو التعبير الذي يتبناه كثير من الناخبين.
وجددت المعارضة والدول الداعمة لها انتقاداتها الحادة للانتخابات.
ووصف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا في مقال نشر له الثلاثاء في صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، الانتخابات بانها "مزورة ونتيجتها محددة سلفا". ورأى ان الانتخابات ستوفر للاسد "واجهة شرعية"، وان الطريقة الوحيدة للوصول الى حل سياسي هي مد المعارضة بالسلاح لتغيير الميزان العسكري.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف ان "الانتخابات (...) هي عار. بشار الاسد لا يملك اليوم من المصداقية اكثر مما كان يملك بالامس"، مضيفة ان اجراء الانتخابات "انفصام كامل عن الواقع".
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان السوريين الذين يصوتون مخيرون "بين بشار وبشار"، مجددا اسفه لهذه "المهزلة المأسوية".
واكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسين ان دول الحلف "لن تعترف بنتائج هذا الانتخاب المزعوم".
وكانت المعارضة دعت الى عدم المشاركة في هذه الانتخابات، وطلبت من السكان "التزام منازلهم".
حفيد بن مهزع
منتصر يا اسد ولا تحتاج لفرز فتلك إفرازات التكفيرين قد كشفت الحقيقة علي ارض سوريا الطاهرة التي هي بحاجه لأسد يطهر البلاد من سوء العباد.