دافع الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الثلثاء (3 يونيو/ حزيران 2014) بشدة عن صفقة التبادل المثيرة للجدل مع حركة طالبان من اجل الافراج عن الجندي الاميركي بو برغدال بعد خمس سنوات في الاسر.
ومنذ الاعلان عن الصفقة الجريئة السبت والجمهوريون يوجهون انتقادات حادة الى الادارة الديموقراطية التي يتهمونها بمخالف القانون وبتعريض حياة عسكريين ومدنيين اميركيين للخطر في مناطق نزاع في العالم.
كما كثرت الاسئلة حول ملابسات خطف برغدال في 30 حزيران/يونيو 2009 بالقرب من قاعدته في افغانستان اذ اتهمه بعض الجنود بالفرار وطالبوا بمعاقبته.
الا ان اوباما الذي يقوم بزيارة الى وارسو حاول اختصار اي جدل حول المسالة.
وصرح اوباما ان " الولايات المتحدة لديها قاعدة مقدسة هي عدم ترك اي مجند او مجندة. اذا كان هناك اميركي في الاسر فعلينا اعادته. نقطة. نقطة انتهى".
كما اضاف ان واشنطن كانت "قلقة ازاء الوضع الصحي لبرغدال" عندما كان اسيرا ولذلك كان عليها التحرك بشكل عاجل. وقال "لاحظنا فرصة واغتنمناها".
واعلن المركز الذي نقل اليه برغدال منذ صباح الاحد في المانيا ان صحة السرجنت افضل "وانها في تحسن مستمر".
واطلق سراح برغدال الجندي الاميركي الوحيد الذي كان لا يزال اسيرا لدى طالبان، السبت بعد خمس سنوات من الاسر ضمن صفقة تبادل مع خمسة من قياديي طالبان معتقلين في غوانتانامو. وتمت الصفقة بوساطة من قطر واستغرقت مفاوضات طويلة.
ويعترض النواب الجمهوريون في الكونغرس على عدم قيام الادراة بابلاغهم بالصفقة رسميا قبل 30 يوما كما ينص على ذلك الدستور.
وبرر الرئيس الاميركي ذلك بالقول "الاجراءات اختصرت لاننا كنا نريد ان نكون متأكدين من عدم تفويت هذه الفرصة".
وقال السناتور ساكسبي تشامبلس، زعيم الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ان مسؤولا "كبيرا" في البيت الابيض "اعتذر مساء الاثنين لانه لم يطلعنا" على الاتفاق.
ويعترض الجمهوريون ومنظمات اخرى على قيام الولايات المتحدة ب"التعامل مع ارهابيين"، كما انهم يخشون ان يؤدي ذلك الى تزايد مخاطر تعرض اميركيين مدنيين او عسكريين لعمليات خطف في مناطق خطيرة.
كما توقع بعض النواب الاميركيين ان يعود القياديون الخمسة الذين تمت مبادلتهم الى نشاطتهم السابق بمجرد عودتهم الى افغانستان.
الا ان اوباما اكد ان "الولايات المتحدة ستظل تراقبهم. لم اكن لاقوم بذلك لو كنت اعتقد انه مخالف للامن القومي للبلاد".
كما زاد الافراج عن برغدال من الجدل المحيط بملابسات اختفائه عندما كان في موقع متقدم في ولاية باكتيا بشرق افغانستان.
واكد رئيس الاركان الاميركي مارتن ديمبسي في بيان ان "الاسئلة المحيطة بتصرف هذا الجندي تحديدا منفصلة عن جهودنا لاستعادة اي جندي اميركي سجين لدى العدو"، مضيفا أن "قياديي جيشنا لن يغضوا الطرف في حال ارتكبت غلطة متعمدة"، مؤكدا ان برغدال بريء حتى تثبت ادانته.
وبيرغدال، عضو في وحدة "بلاك فوت" في اللواء الاول من فوج المشاة 501، وقد غادر قاعدته سيرا وترك خلفه بندقيته وخوذته، واخذ معه بوصلة، وفق بيثي، الذي اضاف "زملاؤه الجنود تحدثوا في وقت لاحق عن رغبته في السير من افغانستان الى الهند".
وتصل عقوبة الفرار من الجيش خلال الحرب الى الاعدام في الولايات المتحدة. ويقول الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ان برغدال عانى كفاية بعد اسره لخمس سنوات.