قتل 21 شخصا على الأقل بينهم أكثر من عشرة عسكريين وجرح 112 آخرون فجر اليوم الإثنين (2 يونيو/ حزيران 2014) في اشتباكات عنيفة بين مجموعات من الجيش والية لخليفة حفتر ومسلحين إسلاميين في بنغازي (شرق ليبيا) حيث يشن اللواء المتقاعد منذ منتصف أيار/مايو الماضي حملة ضد الجماعات الإسلامية.
وقالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي إن "المستشفى استقبل 11 قتيلا بينهم سبعة عسكريين و54 جريحا غادر منهم المستشفى 33 جريحا بعد أن تلقوا العلاج، بينما ال21 الآخرون حالاتهم تتفاوت بين المتوسطة والحرجة".
من جهته قال مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر أن "المركز تلقى تسع جثث بينهم ثلاثة مدنيين إضافة إلى 28 جريحا إصاباتهم متفاوتة الخطورة".
وأضاف أنه "من بين القتلى المدنيين سائق إسعاف وامرأة أصيبت بطلق مضاد للطيران في بيتها بمنطقة الكيش، ونجل مدير مركز بنغازي الطبي الدكتور فتحي الجهاني الذي قتل جراء إصابته بشظايا قذيفة صاروخية سقطت على منزله فجر الإثنين".
ومع تاكيده صحة الحصيلة السابقة، قال وكيل وزارة الصحة في مناطق شرق ليبيا إن "مستشفى الأبيار (70 كلم جنوب شرق بنغازي) تلقى جثة لأحد ضباط الجيش إضافة إلى 18 جريحا، فيما استقبل مستشفى المرج (100 كلم شرق) 12 جريحا حالاتهم متفاوتة الخطورة".
واندلعت اشتباكات فجر الاثنين في محيط أحد معسكرات الجيش في مدينة بنغازي لكنها تحولت عقب ذلك إلى قتال شوارع في محيط كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير الإسلامية.
لكن الاشتباكات توقفت مساء، وعاد المتقاتلون إلى ثكناتهم ليسود هدوء حذر ينذر بتجدد الاشتباكات في أي لحظة، فيما لوحظت حركة نزوح للسكان من الأماكن التي كانت أكثر سخونة في الاشتباكات نظرا لوقوعها في محيط تبادل إطلاق النار، بحسب مراسل فرانس برس.
وفي وقت سابق الاثنين، قال العقيد طيار سعد الورفلي آمر قاعدة بنينا الجوية إن "اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش ومجموعات من كتائب الثوار السابقين من ذوي التوجه الإسلامي في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة قاريونس بجانب الجامعة وسط مدينة بنغازي".
وأوضح أن "قوات من كتيبة شهداء 17 فبراير وسرايا راف الله السحاتي إضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا هاجمت في الساعات الأولى من صباح الإثنين مقر الكتيبة 21 وحاصرت بداخله الجنود وقصفتهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ما خلف عددا من القتلى والجرحى".
وسمع دوي انفجارات بشكل متواصل وعنيف بينما شوهدت مروحيات ومقاتلات سلاح الجو الليبي تحلق في محيط الاشتباكات وفي مناطق متفرقة من مدينة بنغازي، بحسب مراسل فرانس برس.
وقال الورفلي إن "مقاتلات قاعدة بنينا وقاعدة طبرق الجوية نفذت ضربات قاسمة" ضد من وصفهم ب"الإرهابيين"، لافتا إلى أن "المعارك ستستمر حتى تطهير البلاد منهم".
وأكد "ضرورة ابتعاد المدنيين والسكان من المناطق الساخنة فور وقوع الاشتباكات لأن الرد على مصادر النيران سيكون عنيفا".
وبحسب شهود عيان فان بعض العائلات علقت في حي سيدي فرج في غرب المدينة، احد معاقل أنصار الشريعة.
ودعا محمد الحجازي المتحدث باسم قوات حفتر شبه العسكرية السكان إلى مغادرة مناطق القتال.
وليل الأحد الاثنين قصفت قوات تابعة لحفتر مزرعة الفريق الراحل أبو بكر يونس جابر قائد أركان قوات نظام معمر القذافي في منطقة الهواري ومزارع أخرى في منطقة سيدي فرج والقوارشة في ضواحي مدينة بنغازي قالت قوات حفتر أنها تستخدم "أوكارا للجماعات الإرهابية".
وكان ثوار سابقون قالوا إن مقاتلات في سلاح الجو التابع لقوات اللواء حفتر نفذت الأحد ثلاث غارات جوية على أهداف لكتائب الثوار في مدينة بنغازي لكن غارتين أخطأتا أهدافهما وأصابتا مواقع مدنية ما اسفر عن سقوط جريحين.
إلى ذلك قالت مصادر عسكرية إن "أرتالا عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني باتجاه مواقع الاشتباكات".
وتصنف الولايات المتحدة جماعة أنصار الشريعة بالإرهابية، ودعمتها في هجومها الأخير، وفق الورفلي كتيبة شهداء 17 فبراير الإسلامية بالإضافة إلى قوات درع ليبيا وسرايا راف الله السحاتي.
لكن كتيبة شهداء 17 فبراير نفت في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك أي تورط لها في معارك الاثنين.
ودعمت القاعدة الجوية ونخبة القوات الخاصة في بنغازي اللواء حفتر الذي أطلق الشهر الماضي حملة عسكرية ضد الإسلاميين المتهمين بشن أعمال عنف متكررة في بنغازي، أكبر مدن شرق البلاد.
أما السلطات الليبية فاعتبرت أن حفتر خارج عن القانون، وذلك رغم أن حملته حظيت بدعم العديد من الوحدات العسكرية على رأسها سلاح الجو والقوات الخاصة والصاعقة كما أيدها عدد كبير من الأهالي. وهو يؤكد انه يريد سحق "الإرهاب" في بنغازي.
وفي طرابلس، تعرض موكب رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي اللواء ركن عبد السلام جادالله العبيدي لإطلاق نار مساء الإثنين لم يسفر عن اصابات، بحسب ما أفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الاركان العقيد علي الشيخي وكالة فرانس برس.
ومنذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 بدعم من قوات حلف شمال الأطلسي، تشهد بنغازي هجمات شبه يومية تستهدف القوات الأمنية ويتهم الإسلاميون بالوقوف خلفها.
وأعمال العنف الأخيرة هي الأكثر دموية منذ إطلاق حفتر في 16 أيار/مايو "عملية الكرامة" لسحق "الإرهابيين" في شرق ليبيا كما قال.
وأسفرت المواجهات منذ ذلك الحين عن مقتل نحو مئة شخص على الأقل معظمهم عسكريون، فيما لم تعلن الجماعات المناهضة لحفتر أي حصيلة للضحايا.