في عددها الصادر أمس (الأحد)، نشرت «أخبار الخليج» للزميل عبدالله خليفة مقالاً عن الثقافة الميتة في البحرين، وليسمح لي الزميل العزيز بطرح عدة تساؤلات بشأن مقاله:
من هو المسئول الأول عن تنشيط الثقافة في أي بلاد تحتوي على وزارة للثقافة؟ ومن هو المسئول الأول عن إبراز الطاقات المحلية في هذه البلاد أو تلك، من خلال دعمها للمشاركة في الفعاليات الداخلية أو الخارجية، أو من خلال معاونتها لإصدار كتب حين تتحدث عن موت الكتاب وتقارنه بالمملكة العربية السعودية على سبيل المثال؟
وهل دخْل المبدع البحريني يتساوى ودخْل المبدع السعودي، حتى نتهمه بالقصور في نشر كتب أقل تكلفة لها تتجاوز راتبه الشهري، إن لم يكن ممن يبحثون عن وظيفة لم يجدوها حتى اليوم؟
في البحرين - التي بها وزارة للثقافة - هناك مهرجانات سنوية تصرف على الواحد منها مئات آلاف الدنانير بل ربما المليون إلا قليلاً، ولكن لو نظرنا بالمكبرة نفسها التي ذكرتَها في مقالك وطالبتَ بإمساكها للبحث عن المنتج البحريني، فلن نستطيع أن نجد للمشاركة البحرينية أي أثر في هذه الفعاليات إلا فيما يتعلق بالمبدع المحرقي كما حدث في مهرجان ربيع الثقافة الماضي مثلاً، في حين غاب بقية المبدعين البحرينيين عنه تماماً!
وإن تحدثنا عن المسرح الذي لا يعجبك باعتباره استنساخاً للتجارب العالمية لا يحاكي التنوير والنقد والفرح الذي تنشده، فاسمح لي أولاً بإخبارك أن المشتغلين بالمسرح اليوم هم من مختلف الأعمار ولم يكن من اللائق عليك - وأنت الأستاذ - أن تنعتهم بالمراهقين، ثم يبدو أنك لا تزور هذه المسرحيات ولا المهرجانات المسرحية ولهذا لا تعرف التنوع الذي يطرح خلالها والذي يناسب أذواقاً مختلفة من رواد المسرح الذين لم يهجروه كما فعلت، وما مقاعد الصالة الثقافية التي امتلأت خلال مهرجان أوال المسرحي هذا العام على سبيل المثال إلا دليل على كلامي، وبإمكانك العودة للصور للتأكد.
ثم أين المسرح الوطني الذي استبشر به المواطن منذ أن كان فكرة أطلقها جلالة الملك حتى تم إنشاؤه؟ أين هو اليوم من الأعمال البحرينية التي مازالت الصالة الثقافية هي مستواه كما تراها وزارة الثقافة، ومازالت خشبته محرمة على الطاقات البحرينية؟
بل أين القاعات المخصصة لتدريب المسرحيين غير قاعات المدارس الحكومية والأندية التي بالكاد يستطيع المسرحي مدّ رجليه بداخلها لو جلس أرضاً لضيقها؟
حين نتحدث عن موت الثقافة وانقراض إصدارات وأعمال الكتَّاب والمسرحيين والشعراء والروائيين يجب أن نشير إلى مواطن القصور عند جميع الجهات ولا نقصرها على المبدع البحريني الذي مازال يُطْلَب للمشاركة في الخارج ويُكَرّم في الدول الأخرى، بينما مازال موطنه يهمِّشه ولا يعترف به، لابد وأن نذكر أن الجهات الأساسية في تنشيط الثقافة كالوزارة وأسرة الأدباء والكتاب وبعض الأندية والمسارح هي أيضاً مقصّرة في دعم البحريني ليشقّ طريقه نحو الإبداع، وأنها كثيراً ما اقتصرت في دعمها على أسماء بعينها نراها ونسمع بها كل يوم في الصحف وهي تسافر على نفقة الدولة وتشارك في مهرجات تقيمها الدولة وتصدر لها الدولة كتبها وأعمالها، في حين يبدو غيرها مجرد عصامي يجب أن يعتمد على نفسه فنلومه حين لا يستطيع أن يكون بمستوى طموحنا.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4286 - الأحد 01 يونيو 2014م الموافق 03 شعبان 1435هـ
كلام في مكانه
مقال في الصميم وتعبير رائع عن اسباب موت الثقافه والتفرقه السائدة لتشجيع كبار السن والموالين واهمال الشباب والطاقات الابداعيه اما مداحي الوزيره فهى لاسباب تعرفينها انت ولمسح الجوخ ربما طمعاً في مكانه بجوارها ودون اسباب واضحه الله ليهم شبابنا وبناتنا في قمع ابداعاتهم ومن سبق اكل النبق في هذا الزمن الحزين رائعه ياسوسن وانا زميله لك في الكتابة وسوف اكلمك انشائلله
الصراخ في الهواء مفيد أحياناً
جميل هذا التعالق في توضيح أمر المثقف وما آل إليه حال الثقافة .. عبد الله خليفة كان يصرخ من التردي ملقي باللوم على المثقف خائفا من الإشارة لمستشارين و وزارة الثقافة ولم يسمي كيانا واحدا. ردك يا سوسن أيضا صراخ انفعالي ولم احبذ توجيه النقد لشخص كاتب المقال كالقول - انت لا تعرف لأنك هجرت المسرح- كان بالإمكان التوضيح بشكل أكثر هدوء و رصانة وبلا شخصنة.
اصلا هو من قال انه هجر المسرح
ونحن كمسرحيين كنا تاساءل كيف يكتب هذا ونحن لم نره في فعالياتنا
الاستاطة دهينم ردت على ماقاله عن نفسه ولم تشخص وكانت لغتعا راقية ورصينة ووصفته بالزميل العزيز بالرغم من انه كتب عنهم كلاما كثير في فترة السلامة الوطنية
كلامكِ منطقي والواقعي
شكرا لكِ يا سوسن دهنيم على الرد > عبدالله خليفة ( منطقي و الواقعي).
> عبدالله خليفة ما راح يتحميل كلامكِ لأن في كلمة الحق ...
> عبدالله خليفة ما يدري أن في البحرين في فقر بالجميع أشكاله.
المسؤولين كثر
اولهم المثقف وثانيهم الوزارة وثالثهم اسرة الادباء التي ضمت العامي والاجنبي والغث والسمين ومراكز وبيوت الشيخة مي اضافة الى الجمهور
الكاتب الميت
ومن أسباب موت الثقافة أن يتحدث عبدالله خليفة عن الثقافة والصحيفة التي يكتب فيها مخصصة لثقافة الولاء للشخوص والولاء للأموال والولاء للمنصب والجاه ، إذا اردت أن تعيد حياة الثقافة كما تقول فأبدأ بنفسك أولا!
!!!!!!!!
أستغرب ممن يسجون النصح للكاتب وللوزيرة وفي الواقع هم من يراد لهم النصح@@ أستاذة سوسن عرفنا من القصص الكثير وهي محرجة جداً
عفية يابنت دهنيم
تعبنا والعزيزة مريم الشروقي تمجد في الوزيرة متناسية الفساد الكبسر لذي تعيشه الوزارة بسببها . نحن بحاجة لصوت يرى ويسمع عن قرب معاناة المهمشين هناك ومعاناة المثقف البحريني
عين غداري
تسقي البعيد و نحن عطاشي. لا تعليق اكثر مما جاء في المقال.