لنتخيل معاً أن نكون في يوم من الأيام لا قدّر الله أن نولد صغاراً إلى أن نصل لمرحلة الإدراك العقلي، ونكتشف حينها وبكل أسف أننا صغار بلا حنان أم ولارعاية أب، فلنأخذ بعقولنا إلى مشهد بسيط.
الولد: يدخل البيت وبكل شغف يكون في أحضان أمه وحنانها، وتسأله عما أعطي له في المدرسة من واجبات وامتحانات.
الأم: ماذا فعلت في امتحانك اليوم بني حبيبي؟
الولد: الحمد لله، بفضل دعواتكِ يا امي أخذت الدرجة الكاملة.
لكن... هذا المشهد البسيط من حياة كل طفل منا، لم ولن يعيشه «اللقيط» أبداً.
إنه من الصعب أن يعيش الطفل في كنف غريب ولا يكون في كنف والديه، هذه أصعب محنة من الممكن أن تكون في حياة هذا الطفل البريء، الذي لم يقترف أي ذنب في حياته، لكنه جاء لهذه الدنيا بسبب بسيط، وهي «غلطة، فهي أقرب مصطلح يمكن أن يناسب لما يكون عليه هذا الطفل.
واللقيط لغويّاً هو الرجل الساقط الرَّذل المهين؛ وكذا المرأَة. والجمع: لَقائِط.
وقيل: هو طفل يوجد ملقى على الطريق لا يعرف أبواه.
ونفهم من هذا المنطلق أن اللقيط هو، من تعريفه اللغوي، شخص منبوذ في المجتمع وبين أقرانه، فمن منا ينظر إلى طفل ويسمع عنه أنه مجهول الأب والأم، كل ما يدور في مخيلة المجتمع، أن اللقيط هو شخص ولد بطريقة غير شرعية.
وتولي البحرين اهتماماً كبيراً من حيث الرعاية بهذه الشريحة الموجودة في المجتمع والتي كانت دخيلة على المجتمع البحريني الذي كان مجتمعاً يعيش في حالة وسطية من التدين، والمجتمع المسلم المحافظ في عاداته وأعرافه وتقاليده، ولم تكن له مثل هذة القضية في حياتنا المجتمعية شاغلاً للعقول أو مسرحاً للتفكير فيها.
وتم فتح مركز «بيت بتلكو»، والذي كان مشتملاً في خدماته التي يقدمها إلى المجتمع ومن أهمها إيواء هذه الفئة من المجتمع. وهي مؤسسة اجتماعية تابعة إلى وزارة التنمية الاجتماعية لرعاية الأطفال مجهولي الوالدين والأيتام وأطفال الأسر المتصدعة حتى سن الخامسة عشرة.
ولله الحمد تسود البحرين ثقافة احتضان الأطفال مجهولي الهوية، يصل معدل الأطفال المحتضنين من اللقطاء الى ما يقارب 80 في المئة من نسبة من يتم احتضانهم من مجموع الأطفال الموجودين في الدار.
أسرة متصدعة... والنتيجة؟
كثيراً ما نسمع بهذا المصطلح... «الأسرة المتصدعة « ويعرف البعض أن معنى الأسرة المتصدعة هي الأسرة المتهالكة أركانها سواء كان الأب أو الأم، ومعنى هذا التهالك أن أحد الطرفين يعاني من عدة مشاكل، أخلاقيةً كانت أم نفسية أم صحية، لكن من هو المتضرر الأكبر؟
الجواب يتضح هنا إن قربنا الصورة أكثر لنجد طفلاً صغيراً كان ضحية الأسرة المتشتتة، ومن أهم المشاكل التي تتعرض لها هذه الحالات هي أنها تعاني من مشاكل نفسية بين الطرفين أو أن تكون الأم غير قادرة أو مؤهلة لتربية الأبناء.
وفي بعض الحالات أن يكون أفراد الأسرة يمارسون عادات لا يمكن لطفل رضيع البقاء في مثل هذه الأجواء: احتساء الشراب أو تعاطي المخدرات، وفي بعض الحالات يكون الوالدان في السجن بسبب قضية أخلاقية أو اجتماعية، أو أن يتعرض الطفل في هذه الأسرة الى اعتداء حنسي من أفراد هذه الأسرة، كل هذه الأسباب مدعاة إلى أن يخرج من هذه الأسرة طفل ويؤوى في مراكز الرعاية؛ لأن أبويه غير قادرين على تربيته والاهتمام به بالشكل المطلوب .
عندما يتعرض طفل من نعومة أظفاره لمثل هذة الحالات؛ ان يكون لقيطاً أو يعاني من مشاكل نفسية ويعيش كل حياته في دار أو مأوى، في الحقيقة هذه ليست سوى مأساة اجتماعية في ظل تعامل مجتمع واع ومثقف مع هذا الصنف من الناس بشكل غير مقبول إنسانيّاً وبمجرد التعامل مع الطفل بطريقة تشعره بأنه منبوذ في مجتمعه هي مأساة نفسية كبرى يصعب التعامل معها وإيجاد حل لها، إلا في ظل تثقيف المجمتع بضرورة المحاسبة في التعامل مع هذه الأصناف من الناس.
وكل هذا يأتي في إطار تشجيع المجتمع ودفع الأسر التي لا يمكنها إنجاب الأطفال إلى فتح مجال التفكير بتبني واحتضان طفل مجهول الهوية، وأن ينظروا إلها بنظرة أن الله يمن عليهم بهذا الملاك البريء وما قد يكسبونه من أجر في احتضانهم له وما يكسبهم من ثقة بصحة هذا العمل، أن يحتضنوا طفلاً، أي تولد لحياتهم حياة جديدة ويجبرون كسر هذا الطفل الذي لم يكن له ذنب اقترفه في يوم من الأيام سوى أنه كان ابناً لقيطاً.
فلنعش معهم، ولنتصور حالهم، ولندمجهم في الحياة في مجتماعتنا، ولننمي مواهبهم، هم ملائكة الله والنعمة التي منَّها الله على صنف من الناس الذين حرمهم من الإنجاب وفتح لهم الباب بهذه الفرصة.
طه الحلواجي
طالب إعلام - جامعة البحرين
رسالتي هذه موجهة تحديدا الى قسم اصدار التأشيرات لدى ادارة الهجرة والجوازات والجنسية، لقد دأبت سنويا على طرق باب الادارة نفسها بغرض استخراج تأشيرة دخول لزوج أختي (البحرينية الجنسية) الذي ينتمي إلى جنسية عربية، فكنت أعاني كثيرا من الذهاب والاياب مع الادارة نفسها الى حين تصدر أوامر الموافقة على تأشيرة دخوله مع اسرته إلى البحرين التي تمتد لشهر واحد فقط، وكان آخر طلب تقدمت به لهذه السنة كان بتاريخ 4 مايو/ أيار 2014 تحت أرقام مختلفة لتشمل الزوج واطفاله كالتالي (الطلب الاول 510477 اما الثاني 510483 والثالث الاخير 510492) ومازلت انتظر امضاء الموافقة على تأشيرة دخوله مع أطفاله الأربعة لكون الطلب ذاته دائما ما يواجه بسيل من العقبات والصعوبات من خلال اختلاق أكثر من حجة واهية تارة بأن المرأة لا تكفل من الأساس، وبعد اللتيا والتي ومحاولات الحصول على إذن لمقابلة المسئول الاعلى يأمر في نهاية المطاف بتسيير الطلب ظنا مني بأن موافقته كانت جديرة بالاهمية ومتعطل عليها انجاز المعاملة نفسها، غير ان الحال ظل نفسه قائما على مكانه، كي اكتشف بمحض الصدفة ما بعد ترك المعاملة اسبوعا والعودة بعد مضي تلك المدة، ولدى الموظف نفسه بأن الاجراءات التي قمت بها لم تكن شيئا مذكورا ولزم قبل ذلك استكمال بقية اجراءات الطلب المعطل والتي تخص اوراقا اخرى غير كاملة بل ناقصة وهذه هي نفسها الحجة التي ساقها لي الموظف ما بعد العودة لأجل المراجعة بالقول ان الطلب يحتاج إلى أمور اخرى، حتى قمت على وجه السرعة بتلبية الطلبات كافة المطلوب إجراؤها، ورجعت الى منزلي على امل ان أعود في المرة المقبلة والمعاملة تم انجازها وانهاؤها غير انني مازلت حتى كتابة هذه السطور انتظر انجازها بحجة قد ساقوها مجددا أن نسخة الجواز من المفترض ان تطبع معه بقية الأوراق الاضافية الأخرى وهكذا دواليك، وهو امر كان من المفترض أن يرشدوني اليه مع بقية الاجراءات والمتطلبات خلال تقديم الطلب للمرة الأولى قبل شهر تقريبا لكن التعطل كان دائما ما يصدر منهم ويعوق مسألة انجاز المعاملة في أسرع وقت... السؤال الذي يطرح ذاته لماذا تعمد الادارة الى نصب العقبات تلو العقبات ووضع التعقيدات التي تصدر من ثلة موظفين هي اجراءات يراد منها تعطيل مسار سير المعاملة وعدم انجازها في الوقت المناسب؟ أليس من الاجدر عليهم ارشادي بخطوة الأوراق الناقصة في المرة الأولى خلال تقديم الطلب قبل ان اتحمل عناء الذهاب والإياب وهكذا دواليك، والامر مراوح مكانه وقتذاك دون تغيير؟ مع العلم انني دأبت على تقديم هذا الطلب كل سنة وعلى مدار 5 سنوات ماضية، وكانوا دائما ما يطلقون لي سيلا من الحجج والذرائع بهدف تعطيل سير المعاملة بدلا من انجازها في أسرع وقت ممكن؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 4286 - الأحد 01 يونيو 2014م الموافق 03 شعبان 1435هـ