امتنعت وزارة الصحة البحرينية عن التعليق على سؤال وجهته لها «الوسط» أمس الأحد (1 يونيو/ حزيران 2014 بشأن وجود اصابات بمرض شلل الأطفال في البحرين وذلك في ظل تسجيل جمهورية باكستان الإسلامية 67 إصابة بالمرض منذ مطلع العام 2014 حتى مايو/ أيار، في الوقت الذي اعتبرت فيه منظمة الصحة العالمية أن في العام 2014 سجلت باكستان أعلى معدل في الإصابة عالمياً.

ويستوطن شلل الأطفال في ثلاث دول باكستان وأفغانستان ونيجريا، بعد أن قضت 125 دولة على المرض وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأطلقت اﻹمارات العربية المتحدة مبادرة لتطعيم الأطفال الباكستانيين في عدد من المقاطعات في باكستان، إذ ذكرت صحف باكستانية أنه تم تخصيص مقطورات في ثلاث مطارات في بلوشستان، بما في ذلك مطار كويتا، ومطار زهوب وجوادار، وذلك لضمان تطعيم المسافرين الباكستانيين للقاح ضد شلل الأطفال.
وأوضحت الصحف أن وزير الصحة الباكستاني صرح خلال حفل افتتاحه بأنه «خلال 22 شهراً لم تسجل حالات شلل أطفال في منطقة بلوشستان، ونحن في صدد الإعلان عن أن هذه المقاطعة خالية من شلل الأطفال».
وأضاف «أنشئت في بلوشستان 47 نقطة عبور وذلك لضمان أن المغادرين والقادمين للمقاطعة قد حصلوا على تطعيم ضد شلل الأطفال».
وتابع أن «الجهود مستمرة لإشراك المجتمع المدني وجميع السياسيين والقبائل للعمل على إنجاح الحملة المضادة لشلل الأطفال».
وذكرت صحيفة أخرى في إسلام آباد أن شهادات التطعيم ضد شلل الأطفال ستصبح إلزامية للمسافرين القادمين من باكستان إلى بلدان أجنبية ابتداءً من 1 يونيو/ حزيران 2014، وذلك بعد أن أصدرت وزارة الصحة الباكستانية شهادات صحية إلى مليون مواطن، كما أن الضباط سيكون من المرخص لهم إصدار شهادات ضد شلل الأطفال، إضافة إلى أنه سيكون من الملزم حمل هذه الشهادات مع جوازات السفر.
وقد أطلق ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبادرة حملة الإمارات للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في إقليم خيبر بختونخوا والمناطق القبلية بإقليم فتح بجمهورية باكستان الإسلامية، في حين أشادت الصحف الباكستانية بهذه المبادرة، إذ إنها تسعى لحماية الأطفال الباكستانيين من الأوبئة والأمراض الخطرة التي تهدد صحتهم وسلامتهم وعافيتهم. وتستهدف الحملة إلى تطعيم 3 ملايين و644 ألف طفل باكستاني ضد مرض شلل الأطفال خلال فترة ثلاثة أشهر بدءاً من يونيو حتى سبتمبر/ أيلول 2014، وستنفذ الحملة مع قيادة الجيش الباكستاني ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الباكستانية ووزارات الصحة في حكومات الأقاليم، وبإشراف ومشاركة كوادر طبية متخصصة من تلك الجهات.
ومن المتوقع أن تغطي الحملة 24 منطقة، منها 11 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا و13 منطقة في إقليم فتح.
وتعتبر باكستان من الدول التي ينتشر فيها شلل الأطفال، إذ إنه بحسب منطقة الصحة العالمية ينتشر هذا المرض في أفغانستان، باكستان، ونيجريا، بعدما كانت تعاني منه أكثر من 125 بلداً في العام 1988، وذلك بعد أن أصدرت جمعية الصحة العالمية قراراً باستئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإن باكستان سجلت في العام 2011 أعلى عدد من حالات شلل الأطفال في عشر سنوات، إذ سجلت 198 حالة، في الوقت الذي سجلت في العام 2012 نخو 58 حالة، في العام 2013 بلغ عدد الحالات 93 حالة، ومنذ مطلع 2014 حتى مايو/ أيار 2014 سجلت 67 حالة.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أنه في العام 2014 سجلت باكستان أعلى معدل في الإصابة عالمياً، وذلك لكونه يصيب الأطفال الباكستانيين، في حين أن ثماني من كل عشر حالات مسجلة في باكستان تقع في إقليم القبائل؛ ثلثاها تقع في منطقة شمال وزيرستان.
وأطلقت البلدان الثلاث المنتشر فيها المرض خطط عمل وطنية ضد شلل الأطفال، ويشرف على كل منها رئيس الدولة، والوكالات المشاركة في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وقد أعدت خطة استراتيجية جديدة للقضاء على شلل الأطفال بالتشاور مع البلدان المتضررة من شلل الأطفال، والأطراف المعنية والجهات المانحة، وقدمت هذه الخطة في «قمة اللقاحات العالمية» في الإمارات العربية المتحدة.
يشار إلى أن هذا المرض يصيب الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، وقد انخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ العام 1988، بنسبة تفوق 99 في المئة، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 350 ألف حالة سُجّلت في ذلك العام إلى 223 حالة أبلغ عنها في العام 2012.
ويعاني المصاب بشلل الأطفال من عدة أعراض تتمثل في الحمى والتعب والصداع والتقيؤ وتصلب الرقبة والشعور بألم في الأطراف، كما أن حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض تصاب بشلل عضال، في حين أن ما يتراوح ما بين 5 و10 في المئة من المصابين بالشلل يلاقون حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
ويعتبر شلل الأطفال مرضاً فيروسياً شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام، إذ إن هذا الفيروس يدخل جسم الإنسان عبر الفم ويتكاثر في الأمعاء.
وأكدت المنظمة أنه لا يوجد علاج لشلل الأطفال، إلا أنه يمكن الوقاية منه من خلال اللقاح الشلل يعطى على دفعات متعددة يمكن أن يقي الطفل من المرض مدى الحياة.
وتواصل جمعية الصحة العالمية حملتها في مكافحة شلل الأطفال، إذ إنه في مايو 2012 أصدرت قراراً يعلن أن استكمال استئصال شلل الأطفال، إذ طلبت وضع استراتيجية شاملة للشوط الأخير من استئصال شلل الأطفال خلال العام 2018.