العدد 4285 - السبت 31 مايو 2014م الموافق 02 شعبان 1435هـ

بان كي مون: الأمم المتحدة لم تستغل بشكل كامل

يتمسك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقوة بفكرة الدبلوماسية الوقائية، على الرغم من الحروب الكبيرة والصغيرة التي لا تزال قائمة.

وفي الذكرى المئوية الأولى لاندلاع الحرب العالمية الأولى، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن التحديات التي تواجه حفظ السلام العالمي.لقد مرت مئة عام على بداية الحرب العالمية الأولى، تلك الحرب التي شهدت سفك دماء بطريقة شرسة لكنها كانت مصدر الإلهام الذي أدى إلى انبثاق أول منظمة مكرسة للحفاظ على السلام العالمي- عصبة الأمم. وفي حين فشلت تلك العصبة في منع الحرب العالمية الثانية، إلا إنها وضعت الأسس لإنشاء الأمم المتحدة بعد ذلك.ووجهت الألمانية للأمين العام للمنظمة الدولية عدة أسئلة في المقابلة التي تمت بالبريد الإلكتروني، حيث قالت، إن الحروب الكبيرة والصغيرة لا تزال مستمرة على الرغم من وجود آلية دبلوماسية لمنعها، فهل تمت ممارسة سلطة مجلس الأمن الدولي والأمين العامة للأمم المتحدة للتوسط من أجل إحلال السلام؟ ورد بان كي مون قائلا إن مصطلح "الدبلوماسية الوقائية" ذكر للمرة الأولى بواسطة الأمين العام الأسبق، داج همرشولد ... وتعتمد الإجراءات الوقائية الفعالة بشكل حاسم على إرادة أطراف النزاع.، فكلما فهمنا الدوافع والحسابات والحوافز وراء استخدام العنف كلما تمكنا على نحو أفضل من توجيه الطريقة التي نرد بها".
وتابع: "الدبلوماسية الوقائية قد لا تكون فعالة في جميع المواقف، فعدم اليقين والمخاطر والتحديات المتغيرة هي أمور طبيعية، ومع ذلك فلدي اعتقاد جازم بأن دبلوماسية وقائية افضل ليست خيارا - بل هي ضرورة".وأضاف : "اليوم، يتم إدارة الدبلوماسية الوقائية من قبل مجموعة أوسع من الجهات الفاعلة، من بينها منظمات إقليمية ومنظمات مجتمع مدني، وذلك باستخدام مجموعة مبتكرة واوسع و من الأدوات".وعن أفكاره المتعلقة بتسوية الصراعات ووضع حد لعمليات القتل بصفته أعلى مسؤول دبلوماسي تتضمن مهامه تعزيز الوساطة في مجال السلام، قال بان كي مون: "لدى الأمم المتحدة الآن سنوات من الممارسة في مجال حل المشكلات ومشاطرة الأعباء، فضلا عن الثقة المتراكمة على مر السنين. لقد كان البشر دائما، وسيكونون دوما، في حاجة إلى الثقة - الثقة في بعضهم البعض وفي قادتنا ومؤسسات الدولة بأنها تقوم بما هو صائب من خلال الجماهير التي تخدمها".
وأوضح "انه، مع ذلك، فالثقة ليست سهلة، فهي تعني الالتزام وتقوم على العلاقات. ويمكن تحقيق الثقة فقط عندما يقدم القادة القدوة".وتابع: "أهم مهمة.. اليوم هي الدفاع عن فكرة الإنسانية. وهذا هو أفضل تكريم يمكن أن نقدمه لملايين الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الحربين العالميتين".
وقال: "لقد رأيت انتكاسات وتقدم خلال فترة وجودي في منصب الأمين العام، لكنني رأيت شيئا آخر أيضا: قدرة الناس على إحداث الفرق، تحويل الالتزام إلى عمل، العمل معا لسن قوانين جديدة وحقوق جديدة وخلق فرص جديدة ومواقف جديدة من شأنها تحسين وضع الإنسان".وأضاف: "مثل هذه المكاسب تشير إلى أن المسار الطويل المدى للبشرية يمكن أن يسلك طريقا إيجابيا وبناء بدلا من طريق غارق في صراع ومعاناة دائمين".وردا على سؤال حول مرونة الأمم المتحدة وما إذا كانت تعلمت الدروس من إخفاقات الماضي أم أنها منظمة أكبر كثيرا من أن تفشل؟
وقال بان كي مون: "أنشئت الأمم المتحدة بهدف إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب. كل شيء رأيته كأمين عام يقنعني أنه لا يوجد بلد قادر على معالجة المشاكل الوطنية الخطيرة ما لم يكن منخرطا في المشاركة الدولية".وتابع: "تعمل الأمم المتحدة على جمع البلدان معا للقيام بما لا يمكن ان يقوم به بلد واحد" وأضاف: "توفر الأمم المتحدة شرعية لا مثيل لها من أجل مشاركة دولية مشتركة في النزاعات والكوارث الطبيعية والصحة العالمية والفقر ومساعدة اللاجئين والعديد من القضايا الأخرى نتيجة لعضويتها العالمية وعمليات صنع القرارات الشاملة والقدرة على تقديم الخدمات الأساسية الحيوية للسلام الدولي والأمن والاستقرار والازدهار".وأشار إلى أن "العالم يتطلع إلى الأمم المتحدة من أجل قيادة أخلاقية وسياسية. فميثاق الأمم المتحدة (يحظر) استخدام القوة في العلاقات الدولية و .. يقدم توجيهات واضحة بشأن كيفية تسوية النزاعات الدولية بالوسائل السلمية".
واوضح أن "التسوية السلمية للنزاعات تتطلب من الدول رفض التهديد بالقوة أو استعمالها. فعندما يفعلون ذلك، يمكن أن تزدهر سيادة القانون. وعندما يسود حكم القانون فإن المجتمعات- على المستويين المحلي والدولي - يمكنها أيضا أن تتقدم وتزدهر".واختتم قائلا: "على الرغم من القيمة الهائلة للأدوات المذكورة في الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، إلا أنها تظل غير مستغلة. التحدي الذي يواجهنا هو إظهار ما يمكنها (الأدوات) القيام به. عندما نستفيد الاستفادة القصوى من هذه الأدوات، سيكون بمقدورنا بناء عالم أكثر سلاما".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:15 ص

      stsfoonst

      ادعآئكم بالحق لا مثيل له امام كل العالم ولكن ما الذي وقع عندما تسلمتم مهام بعض الذين اطهدو في بلدانهم وغير بلدانهم مثل فلسطين وغيرها
      (هل اوصلتم الحقوق لأصحابها أم ما زلتم تراوغون كما يريد الظالم لباقي الامم والشعوب المطهدة)؟

اقرأ ايضاً