العدد 4285 - السبت 31 مايو 2014م الموافق 02 شعبان 1435هـ

ممرّضة تحلق شعرها أمام أبنائها بعد إصابتها بسرطان الثدي

أكدت أن المرض ليس سبباً للموت والمريض يحتاج إلى دعم نفسي

رباب إدريس
رباب إدريس

حلقت شعرها بعد أن اكتشفت إصابتها بالمرض أمام أطفالها لتوصل لهم رسالة إنها مصابة بسرطان الثدي. لم يكن خياراً سهلاً، فالمرأة عندما تفقد شعرها تكون قد فقدت جزءاً من أنوثتها، إلا أنها تحدّت ثقافة المجتمع السائدة بأن المرض سبباً للموت، لتكون هي ناجية من المرض.

رباب حبيب إدريس (33 عاماً) اختارت العمل في قسم الأورام في مجمع السلمانية الطبي كممرضة لتساعد المرضى بعد تخرجها، إلا أن الله اختارها بأن تصاب بمرض السرطان لتكون شمعة أمل في القسم للمرضى، وخصوصاً بعد نجاتها من المرض في العام 2013.

تروي إدريس تفاصيل ذلك اليوم في حديث إلى «الوسط» لتعود بذلك إلى العام 2012 وهو عام اكتشافها للمرض، قائلة: «كنت أشعر بوجود كتلة في صدري وبحكم عملي في قسم الأورام كنت متأكدة أن هناك أمراً خاطئاً، راجعت إحدى الطبيبات في إحدى المستشفيات الخاصة، وبعد إجراء الأشعة التلفزيونية وأنا على السرير أبلغتني طبيبة الأشعة بإصابتي بورم خبيث في الصدر».

وأضافت قائلة: «تلقيت الخبر بمفردي، كان كالصاعقة فشريط حياتي مر أمامي، كانت معي صديقتي، وهي بدورها تلقت الخبر بعدي مباشرة، اتصلت إلى زوجي فور خروجي، اتجهت للمنزل وأفكاري مشتتة تفاجأت بأن عائلتي وعائلة زوجي كلها في المنزل، بدأت هنا في البكاء كنت أفكر في أبنائي، وماذا سيحدث لهم؟».

وتابعت: «لأنني ممرّضة فإن المعرفة تقتل أحياناً. بدأت أفكر في الفحوصات والعلاج، وماذا علي أن أفعل الآن، لم أتوقف عن البكاء ليلتها».

وواصلت قائلة: «كنت أحاول تهدئة نفسي لعلمي بأن هناك العديد من المرضى الناجين من المرض، إلا إن خوفي على أبنائي كان يمنعني من التوقف عن البكاء، ليلتها سلّمت أمري إلى الله فهو من رزقني أبنائي وسيتكفل بهم».

وأوضحت أن أفكاراً عديدة كانت تراودها، فكانت على وشك تقديم رسالة الماجستير بعد أسبوعين، وهو اليوم الذي يصادف عيد ميلادها أيضاً، مؤكدة أنها توصلت بعد ذلك إلى قناعة أن الأمر يتطلب القوة والرضا بقضاء الله وقدره.

وقالت: «بدأت بعد ذلك مرحلة العلاج وكانت بين ألمانيا وبين البحرين، وكان العلاج في الخارج يشكل عذاباً، وخصوصاً أنه يعني غيابي وغياب زوجي عن أبنائي الثلاثة، أصريت على أخذ العلاج الكيماوي لتصغير حجم الورم قبل إجراء العملية».

وأضافت قائلة: «كنت أحاول أن أشرك أبنائي في العلاج فأكبرهم يبلغ من العمر 11 عاماً، لذا كنت أشرح لهم معنى السرطان وكيف علاجه بلغتهم الصغيرة، ابني الأوسط عندما علم بأن شعري سيتساقط تفاجأ وتغيرت وجهة نظره، وأنه لن يحبني في حال تساقط شعري، فجلست أمامهم وحلقت شعري، كان شعوراً صعباً، إلا أنه كان أمراً محتوماً، بعد مرور مرحلة العلاج عاد شعري طبيعياً، وكل ما ذكرت الموقف تذكرت صعوبته في ذلك الوقت».

وتابعت: «كنت أحتاج إلى الدعم وكان المرضى هم مصدر الدعم في ذلك الوقت، فالعلاج صعب ويحتاج إلى صبر ودعم نفسي، لقد لقيت هذا الدعم من زوجي وأهلي، مما أدى إلى رفع معنوياتي».

وواصلت: «العلاج والدواء يجعل المريض عصبياً ومزاجياً ومتقلباً، كنت أشرح لمن هم حولي، وأتكلم عمّا أشعر به فالوضع متعب، ويحتاج إلى التعبير عمّا يجول في خاطرنا في ذلك الوقت».

وأشارت إدريس إلى أن رحلة العلاج توجد بها العديد من المضاعفات، من أهمها نقص المناعة، مبينة أنها في كل جلسة علاج كيماوي كانت تعتزل عن الناس، إلا أنها بعد ذلك رفضت العزلة فكانت تشارك من معها ألمها.

وذكرت إدريس أن رحلة العلاج انتهت في (27 يناير/ كانون الثاني 2013)، مؤكدة أن التشخيص المبكر يساعد على الشفاء، وهو ما ساعدها على الشفاء بفضل الله سبحانه وتعالى.

ولفتت إدريس إلى أن علاج المريض ممكن وليس مستحيلاً، رافضة ثقافة المجتمع السائدة في أن يكون المرض سبباً للموت، مؤكدة أهمية الدعم والمساندة من قِبل الأهل والأصدقاء، فالعديد من المرضى لا يحصلون على هذا الدعم، داعية المحيطين بمرضى السرطان إلى تفهّم المرض وأعراضه وعلاجه والمضاعفات التي قد تحدث.

ودعت إدريس المرضى إلى الرضا والصبر على القضاء والقدر، وعدم الاستسلام للمرض، إذ أن نصف العلاج نفسي، لذا لابد من عدم الالتزام بالصمت، لابد من التعبير عمّا يجول في خاطر المريض، موضحة أنها توصلت إلى قناعة بأن تجربتها ربما كانت لأجل إعطاء المرضى اليوم الأمل، فالعديد من المرضى يستغربون عندما يعلمون بأنها كانت مصابة بسرطان الثدي وشفيت من المرض.

العدد 4285 - السبت 31 مايو 2014م الموافق 02 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 48 | 4:40 ص

      جعفر محمد علي

      الهم فرج عنها وانلها الصحة و العافية وبارك لها في ولدها

    • زائر 47 | 3:42 ص

      الله يعطيش الصحة والعافية...

      هذه القصص مبعث على الأمل والتفاؤل بأن إرادة الإنسان يمكن أن تصنع المستحيل وبالتوكل على الله ينجو الإنسان ان شاء الله من الخطر... العامل النفسي جداً مؤثر

    • زائر 46 | 2:53 ص

      انتي ثمره

      ثمره طيبه لشجرتان طيبتان رحم الله والديك وأعانك الله على خدمة المرضى جهودك جباره والكل يشهد على ذالك رعاك الله وحفظك من كل سوء ومكروه

    • زائر 43 | 2:00 م

      معاناتي مع المرض

      الحمد لله الأول قبل الإنشاء والآخر قبل الابتداء بكيت وتذكرت كل مرحلة مرت بي وأنا أمر في هذا المرض وكم فقدت من أشياء عزيزة لا يعوضني الزمان عنها إلا الرضا بقضاء الله وقدره

    • زائر 41 | 11:23 ص

      لنهزم السرطان

      الف الحمدلله على سلامتك ،، نصف العلاج على المريض ومدى ايمانه بربه والتفكير الاجابي في الحياة عموما مفتاح لكل خير ،، ماشاء الله الاخت رباب قمه في الاندفاع والطموح وهي اخت مجده مرت بكل صعوبات المرض وهي في فترة نهايه رساله الماجستير ،، كم انت قوية ،، نحتاج لهذه الثقافه منك اختي رباب ،، ايجابيه قوه حيوية وعزيمة ،، امد الله في عمرك وتبلغين في اولادك ،، وتمنياتي لك بحياة هانئة بعيدة عن الامراض ..

    • زائر 40 | 10:15 ص

      ونعم بالله

      منه الداء ومنه الشفاء.....والصبر مفتاح الفرج.

    • زائر 39 | 10:14 ص

      الحمد لله

      الف الحمد لله على سلامتك يا الغالية فرحة كبيرة اليوم لمن قرأت الخبر عكس لمن سمعنا عن خبر اصابتك بالمرض كان كالصاعقة الف حمد وشكر لك يا رب ورحم الله والدتك

    • زائر 38 | 10:14 ص

      الحمد لله

      الحمد لله على سلامتش. الله يحفظش ويحميش

    • زائر 37 | 10:13 ص

      الحمد لله

      الف الحمد لله على سلامتك يا الغالية فرحة كبيرة اليوم لمن قرأت الخبر عكس لمن سمعنا عن خبر اصابتك بالمرض كان كالصاعقة الف حمد وشكر لك يا رب ورحم الله والدتك

    • زائر 36 | 10:13 ص

      الحمد لله

      الحمد لله على سلامتش. الله يحفظش ويحميش

    • زائر 35 | 8:37 ص

      الله يعطيش الصحه والعافيه

      انا شخصيا عانيت مع زوجتي المريضه بهذا المرض والحمد لله شفيت تماماً والفضل لله اولا ثم لها , لانها صمدت كالجبل في محنتها وكنا معها جميعا سافرنا لالمانيا وتركنا اولادنا لمدة شهر ونصف بين التفكير في الشفاء او عدمه وبعيدا عن اولادنا الثلاثة الذين اثروا علينا في غربتنا.

    • زائر 34 | 8:28 ص

      ربي يحفظك

      الله يحفظك يا أم يوسف ويخليك للأولاد ولأهلك.

    • زائر 32 | 6:54 ص

      الحمد لله على السلامه

      ويشافي جميع مرضى المسلمين

    • زائر 30 | 4:21 ص

      الحمد لله

      الحمد لله على السلامة ..اللهم صل على محمد وآل محمد

    • زائر 29 | 4:04 ص

      الصمود الحقيقي

      هذا هو الصمود الحقيقي، الله لا يثبّط من عزيمتش وإرادتش ... كل الأمنيات بالتوفيق

    • زائر 28 | 3:24 ص

      الله يبارك فيچ

      الله يلبسك ثوب الصحه واتمنى أن تكونين محاضرة وممثلة عالمية ومتابعة نفسية لمرضى السرطان على مستوى المحلي والعالمي وأن تكوني بوابة للتحدي والقوة في مواجهة صعاب هذا المرض

    • زائر 27 | 2:34 ص

      ملاك الرحمة

      تستاهلين السلامة.

    • زائر 26 | 2:32 ص

      بنت عليوي

      ماعليج شر أنشاء الله، أمي وأبي رحمهما الله توفيا من هذا المرض بفرق 3 سنوات عن بعض وعمي يعاني نفس المرض وخالتي عانت من سرطان الثدي وعندما ذهب للمستشفى للفحص بعد الولادة أبلغتني الطبيبة بضرورة عمل فحص للثدي كل 6 شهور لأن الأصابات في عائلتي درجة أولى، ومره شعرت بورم كبير مؤلم في الصدر وكان يكبر بسرعه وألمني رأسي من التفكير بس الحمد الله كان كيس دهني نتيجة التغذية الغير سليمة حيث أغلب الأطعمه اللتي أتناولها أطعمه ذهنية وتمت الجراحة بسلام والله الحافظ

    • زائر 25 | 2:21 ص

      الحمد لله على السلامة

      إراده من حديد

    • زائر 24 | 2:10 ص

      مثل رائع

      كم هو رائع ان يكون الانسان متعلما ومؤمنا وشجاعا ليتمكن من مواجهة التحديات

    • زائر 23 | 2:07 ص

      الحمدالله عليه سلامه

      ولكن عندي سؤال هل علاج في البحرين فاشل
      وسبب ذهابك الي المانيا

    • زائر 21 | 2:02 ص

      ان الله شافي المعافي

      ماعليج شر الله اشافيج واشافي جميع المرضى بحق محمد وال محمد

    • زائر 20 | 2:02 ص

      انها لبوة

      امرأة شجاعة سيرتها يجب ان تسجل لتعليم الأخريات. بارك الله بها و عائلتها

    • زائر 19 | 1:54 ص

      ربي شافي كل مريض

      الحمد لله على سلامتكِ وأبقاكِ لأولادكِ وزوجكِ .. ربي شافي كل مريض بجاه النبي وآله الأطهار

    • زائر 18 | 1:42 ص

      الله الشافي المعافي لعبده

      أشد إيدج على قوة الإيمان والإراده والصبر والتوكل على الله سبحانه ، فأنتي وما عانيتيه مثل ما عانت به أختي الكبيره وكل كلمه ذكرتيها حدثت لأختي مع أبنائها وعائلتنا ولكن الأختلاف بأن أختي لديها 3 أبناء متزوجين وبنت واحده في الصف الأول ، في البدايه خافت على البنت الصغيره من جور الزمان لو احتم تركها فالموت مصير كل البشر ، ولكن بتوكلها على الله فقد أجتازت مرحلة الخوف وبدأت في العلاج وباقي عليها الاستئصال ومن ثم الأشعاع ... وما خاب من توكل عليه ولله الحمد.

    • زائر 17 | 1:31 ص

      حمدا لله على السلامة

      نحمد الله على سلامتك والانسان من الممكن أن يعبر الصعاب بالارادة والايمان بالله والتوكل عليه .. نحتاج لقصص مفرحة هكذا

    • زائر 16 | 1:25 ص

      ولد المحرق

      الله يشافيك ويعافيك من كل شر

    • زائر 15 | 1:20 ص

      الله يشفيك يارب

      توكلي على الله وباذن الله سوف يشفيك ان شاءالله

    • زائر 13 | 1:16 ص

      #لنهزم _مرض_السرطان

      الحمد لله على تمام الصحة والعافية عزيزتنا رباب ...نهاية الصبر الجميل ..هو وقفة مع ابتسامتك الرائعة يانجمة الفريق ..
      حفظكم المولى ورعاكم
      تحياتي

    • زائر 12 | 1:10 ص

      الحمد لله ..

      قصص وعبر يجب ان يستفيد منها السليم والذي يتفاخر بجماله وذكائه .. فلا يمكن لأي شخص ان يصمد للحياة بعد ان يخبروه ان السرطان يسكن جسمك ..

    • زائر 11 | 1:08 ص

      عفوك يارب

      طبيا يظهر مرض اللي مايتسمى بعد تعرض على مدى طويل لملوثات إن كانت كيميائية / اشعاعية/ موجات لاسلكية/ كهرومغناطيسية الأجهزة الالكترونية الحديثة المسمى سمارت. العوارض المختلفة تظهر بشكل سريع ولكن كثيرا ما يتم تجاهل أو علاجها بطريقة غير صحيحة على أنها ارتفاع الحرارة أو صداع / التهاب البلاعيم ويبقى المتعرض تحت الملوثات دون دراية عن خطورتها ،
      هناك حملات توعوية في أميركا وكندا واستراليا لإبعاد الأجهزة اللاسلكية الذكية عن الأطفال والرضع وتقليل الاستخدام لدى الكبار

    • زائر 10 | 12:59 ص

      الحمدلله

      ربي يكتب لك الخير

    • زائر 14 زائر 10 | 1:17 ص

      عابر

      الحمد لله على شفائك من هذا المرض. من خلال نص المقابلة، اتضح أن المريضة قامت بالسفر للعلاج في ألمانيا، وهذا عامل مهم للشفاء بعد التوكل على الله. لو بقيتي على العلاج في البحرين فقط، لربما كانت النتائج مختلفة لا قدّر الله.

    • زائر 9 | 12:56 ص

      الحمد لله على السلامه

      الحمد لله على سلامتش حمدا كثيرا
      ربي يخلي ليش زوجش وأولادش وأهلش
      ويبلغش تشوفين أولادش معاريس
      اللهم شافي كل مريض بحق مريض كربلاء

    • زائر 8 | 12:48 ص

      نعيمي

      الحمدالله على السلامة ما تشوفين شر
      والشي الي سويتيه شي مو سهل
      نتمنى لكم كل التوفيق

    • زائر 7 | 12:44 ص

      الله كريم

      الله يمن عليك بنعمة الصحة والعافية ويخليك لاولادك :)

    • زائر 6 | 12:42 ص

      االحمدلله ع السلامه

      اللهم اشفي كل مريض يا رب العالمين ...

    • زائر 31 زائر 6 | 4:23 ص

      الحمد لله على السلامة

      الله يطيل في عمرك اختي المؤمنة وتربين أولادك
      في حنانك ورعايتك ، الله يشفافي المومنين والمؤمنات يا رب العالمين

    • زائر 4 | 12:17 ص

      الحمد لله على السلامة

      من توكل على الله فهو حسبه

    • زائر 3 | 12:15 ص

      الأمل بالله

      رزقك الله العافية اختي وأبقاك لأهلك وأبنائك بخير وسلامة
      قصة تعني الكثير وتعلم الكثير

    • زائر 2 | 12:02 ص

      رغد

      الحمد لله حمدا كثيرا.... بشوشة ومتوكلة على الله رزقك الله سعادة الدنيا والاخرة

    • زائر 1 | 10:27 م

      اولا وثانياا

      اولا الحمد لله على السلامه سستر والله يعطيش العافيه وربي يخليش لاودلاش وتبلغين فيهم وثانيا الاطباء ايضا بحاجة لتغيير ثقافتهم ونظرتهم للسرطان فهم من يشعرون المريض بضعف الامل ويبدأ اهمال علاجهم وينتظرون فقط لحضة وفاتهم

    • زائر 22 زائر 1 | 2:04 ص

      صحيح

      أعتقد أن الدروس المستفادة من قصة الأخت :
      1. التوكل على الله
      2. الدعم النفسي من المريض لنفسه
      3. الدعم النفسي من المحيطين بالمريض من أهل وأصدقاء
      4. أهمية الفحص المبكر
      5. وأخيرا درس لكل الأصحاء أن يقدروا الصحة التي هم فيها ويستمتعوا بحياتهم مع عوائلهم وأصدقائهم وألا يحزنوا على أشياء تافهة من ماديات زائلة.

اقرأ ايضاً