العدد 4284 - الجمعة 30 مايو 2014م الموافق 01 شعبان 1435هـ

غيّر صورتك الذاتية لنفسك

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لم يكن «أورمن دينو» - وهو أحد أقوى المدربين في مجال التنمية البشرية - كما هو قبل أن يصادف الرسام الذي غيّر حياته؛ فقد كان دينو، كما يروي الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله في كتابه قوة الثقة بالنفس، رجلاً فقيراً يأكل من القمامة ويشحذ من الناس في الشوارع، إلى أن رآه أحد الرسامين فرسمه في لوحة جسدته قوياً وواثقاً بنفسه، ثم قال هذا الرسام له: هل تستطيع أن تتعرف على الشخص الموجود في هذه اللوحة؟ فقال دينو: لا، فطلب منه الرسام التركيز، وعاد وقال لا، ثم طلب منه التركيز أكثر، إلى أن قال: نعم هذا أنا، ولكن هل تراني بهذه القوة؟ فأجابه الرسام: نعم أراك قوياً، فقال أورمن دينو له: إذن سأكون كذلك طالما أنت رأيتني كذلك. وبالفعل جمع دينو بعض المعلومات ووضعها في كتاب أسماه: أفضل بائع في العالم (The Best sales man in the world). وبيع من هذا الكتاب 14 مليون نسخة، والسبب في هذا النجاح أنه غيَّر من طريقة رؤيته لنفسه!

من المهم أن نغيِّر طريقة رؤيتنا لأنفسنا بشكل إيجابي؛ كي تتحقق أحلامنا ونحصل على ما نتمناه. ومهما كان رأي الآخرين بنا فهو لن يكون حقيقياً كما هو الواقع؛ إذ لا يعرف أحدنا غيره بقدر ما يعرف نفسه، وكل ما نحتاج إليه هو جلسة صفاء مع النفس تجعلنا قادرين على اكتشاف مواضع القوة في شخصياتنا. فلا يولد إنسان إلا ومعه موهبة وقوة هو بحاجة لوضع يده عليها لتطويرها بعد اكتشافها. قد يستغرق الأمر الكثير من الوقت والجهد والتركيز، وقد تطول المدة وخصوصاً عند أولئك المحاطين بالأشخاص السلبيين الذين يدعو معظم علماء التنمية البشرية للابتعاد عنهم ما لم يغيروا من أنفسهم، ولكن الطريق واضحة: أول خطوة للنجاح هي معرفة مواطن القوة التي لا يخلو منها أي بشر.

كما من المهم أيضاً ألا نلوم أنفسنا عند التعثُّر، بل نستبدل اللوم بالتعلم من الأخطاء وإزالتها وعدم ارتكابها ثانية، مهما كانت كبيرة ومهما كانت الخسائر المترتبة عليها جمة وعظيمة؛ فالإعاقة التي تنتج من حادث بسبب خطأ بسيط كاستخدام الهاتف أثناء القيادة مثلاً، لم تكن عائقاً أمام بعض من عانوا منها، بل كانت صفعة لابد منها جعلتهم يدركون أن هناك ما هو أسوء من أن تعيش معوقاً، وهو أن تفقد حياتك! فكانت هذه الإعاقة دافعاً للتميز كما نشاهد كل يوم من قصص ناجحة حولنا كان للإصرار والمثابرة والإرادة القوية نصيب في إحالتها قصصاً ناجحة تجعلنا نقف أمامها بكثير من الاحترام والتعجب.

الإعاقة الحقيقية والضعف الحقيقي هو ألا نعرف قيمة أنفسنا، ولا نعرف حقيقة شخصياتنا القوية فنبقى أسرى لصور خاطئة رسمناها لأنفسنا إما بسبب سلبيتنا أو بسبب رؤية الآخرين الدونية لنا.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4284 - الجمعة 30 مايو 2014م الموافق 01 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:50 ص

      ابو وسام

      مقال رائع ،للأسف كثير من البشر لا يعرفوا قدراتهم الشخصية فقط انظر الى نفسك كما تحب ان ينظروا إليك ً،ستتغير حياتك

    • زائر 2 | 3:37 ص

      جميل ‏

      يا سلام يا استاذة على هذا الموضوع القيم والله بجد موضوع رائع ربنا يحفظك

    • زائر 1 | 11:56 م

      كم أنت رائعة

      شكرا أختي على هذا الموضوع الرائع

اقرأ ايضاً