أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن الإيمان الصحيح يدفع إلى العمل الصالح، والتفاني فيه، معتبراً أن ذلك «علامة على صلاح المرء في هذه الدنيا».
وفي خطبته أمس الجمعة (30 مايو/ أيار 2014)، قال القطان: «إذا كان إيمانك صحيحاً فلابد أن يدفعك إلى العمل الصالح، أما إذا كان الإيمان ادعاءً أو كان ضعيفاً هشاً، فإن الإنسان لا يجد رغبة في العمل الصالح، فالمداومة على العمل الصالح، والتفاني فيه، علامة على صلاح المرء في هذه الدنيا، فلا يختلف اثنان من الناس على تقدير العمل الصالح، وتقدير أهله خاصة، إذا كان هذا العمل متعلقاً بمصالح الناس».
وبيّن أن ثواب العمل الصالح وبركته يناله الإنسان في الدنيا وفي الآخرة، ففي الدنيا العمل الصالح، سبب مباشر في الحياة الطيبة، وهو سبب في الأمن والتمكين في الأرض، إلى غير ذلك من ثمار في هذه الحياة. أما في الآخرة ففضل الله أكبر وكرمه أوسع.
وأوضح أن «العمل الصالح من أفضل ما يتوسل به العبد إلى مولاه، ومن أفضل ما يقدم العبد بين يدي ربه عز وجل في قضاء حاجاته، فهو من أنواع التوسل الثلاثة المتفق عليها بين علماء الأمّة، وهي التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، والتوسل بدعاء الرجل الصالح، والتوسل بالأعمال الصالحة، فللأعمال الصالحة بركة عظيمة على العبد إن هو فعلها لوجه الله تعالى رغبة فيما عند الله مخلصاً فيها قدر الإمكان»، مشيراً إلى أن هذا ما سرده رسول الله (ص) في حديث أصحاب الغار الثلاثة الذين أطبقت عليهم صخرة وحبستهم داخل الغار، فاتفقوا على أن يذكر كل واحد منهم عملاً صالحاً عمله لوجه الله، لعل الله أن يفرج عنهم ما هم فيه، ففعلوا ففرج الله عنهم وخرجوا من الغار يمشون. وأضاف «فانظروا إلى بركة العمل الصالح، انظروا إلى عظمة أثر بعض الأعمال الصالحة التي قد يستهين بها بعض الناس، انظروا إلى سرعة استجابة الرحيم الرحمن لدعاء هؤلاء القوم المكروبين، وكيف سمع مناجاتهم من فوق سبع سماوات، وهم في داخل غار مظلم مغلق عليهم وأزال همهم»، متسائلاً: «لماذا لا نُنزل حاجاتنا بالله؟! ولماذا نلتجئ لغيره ولا نلتجئ إليه، إذا عز الناصر وقل الظهير وضاقت علينا الأرض بما رحبت؟! ولماذا نحقر العمل الصالح ونهمله ونزهد فيه؟!».
وأفاد بأن «للعمل الصالح أثراً كبيراً ولو كان هذا العمل صغيراً في ميزان البشر، فهل نعجز عن عمل مثل إماطة الأذى عن الطريق؟! أم هل نعجز عن بسمة صادقة نتبسمها في وجوه إخواننا؟!
وتابع «انظر ـ أيها المسلم ـ إلى سعة فضل الله سبحانه، فببسمة تطلقها في وجه الناس متسامحاً معهم تنال فضل الله ورضوانه، وكثير من الناس يتفانى في العمل الصالح ويداوم عليه إذا كان بينه وبين ربه، كالعبادات من صلاة وصوم وذكر وقراءة قرآن وغيرها، ولكنه لا يسعى بالقدر نفسه في العمل الصالح المتعلق بالناس رغم أنه مهمّ أيضاً، فعبادتك لك ولا يستفيد منها الناس بشيء في الغالب، أما معاملتك للناس فإنهم يتأثّرون بها إما نفعاً وإما ضرّاً، لهذا كانت الأعمال الصالحة التي توسّل بها أصحاب الغار الثلاثة كلّها متعلقة بالناس والإحسان إليهم، وهذا يدلنا على أن من العمل الصالح المتعلّق بالناس ومصالحهم ما هو أهم من العمل الصالح الذي بين الإنسان وربه، وهذا الفهم غائب عن كثير من المسلمين».
ودعا إلى أن «نجتهد في صالح الأعمال قبل انفراط سنين العمر واقتراب الآجال، وقبل أن نعض أصابع الندم إذا نزلت بنا المنايا ونحن في أسوأ حال».
وزاد القطان في حديثه عن العمل الصالح، قائلاً: «إن العمل الصالح، عُدة كل مؤمن، وسبيل كل مخلص، وذخيرة كل وجِل خائف من ربه عز وجل، وصلاح العمل: معناه أن يكون العمل خالصاً لله تعالى، وأن يكون موافقاً لما جاء به رسول الله (ص) والعمل الصالح: هو العمل الذي يرضاه الله سبحانه، ويحث عليه، ويرغب فيه رسوله عليه الصلاة والسلام، وهو في الوقت نفسه كل عمل يعود على المسلمين بالنفع والبركة، هذا هو العمل الصالح الذي يحبه الله ويرضاه».
وذكر أن «كثيراً ما يستهين بعض الناس هداهم الله بالعمل الصالح، ولا يعدونه أمراً مهمًّاً، بل يقول قائلهم: العبرة بما في القلب، أي: إن كان قلبي سليماً صافياً فأنا على خير، وما دمت مؤمناً بقلبي فهذا يكفي، ونسي هذا الغافل المسكين، أن العمل الصالح دليل الإيمان، وأن الله سبحانه وتعالى ما ذكر الإيمان في أغلب آيات القرآن الكريم، إلا ذكر معه العملَ الصالح، وفي هذا إشارة إلى أن الإيمانَ والعملَ الصالحَ متلازمان متّحدان لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فالله سبحانه يقرن في كثير من الآيات القرآنية بين الإيمان والعمل الصالح ليبين لنا سبحانه أن الإيمان يقتضي العملَ الصالح».
وفي سياق خطبته، تطرق القطان إلى الحديث عن شهر شعبان، وليلة النصف منه، وقال إن: «شهر شعبان من الأشهر القليلة التي يهتم بها المسلمون الآن، أما سلفنا الصالح فكانوا يهتمون به، بصومه، والإكثار من قراءة القرآن فيه، وغير ذلك من العبادات والطاعات المشروعة، ليحصل التأهب والاستعداد لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.
وحث عن أن يغتنم المسلم هذه الأيام والأوقات بالأعمال الصالح، وأن يضع في ميزان أعماله اليوم ما يسره أن يراه فيه غداً مخلصاً لله تبارك وتعالى، متأسياً فيها برسول الله (ص) الذي كان من هديه الإكثار من الصيام في هذا الشهر.
ووصف شهر شعبان بأنه «شهر عظيم، فيه يوم فيه مزية على كل أيام العام، وهو ليلة النصف من شعبان، ليلة النصف من شعبان صحّت فيها فضيلة، ولم تصح فيها فضائل أخر ذكرت في كتب السير، ونقلت في كتب الحديث وفي كتب الفقه، لكن الثابت والصحيح عن النبي (ص) فقط في ذلك كما ذكر المحققون أنه قال: (إِنَّ اللهَ يَطَّلِعُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِخَلْقِهِ جَمِيعاً إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ).
ولفت إلى أن الشرك والشحناء والبغضاء، التي قد ترد على القلوب، وقد تصل إلى الجوارح والأفعال والألسنة، يجب نبذها وتركها ومحذرتها والتوبة منها، حتى لا نكون محرومين من هذا الفضل، والأجر والثواب، فأيكم يحب أن يكون من المحرومين ولا يرضى لنفسه أن يكون من المرحومين؟ من رضي لنفسه الحرمان فهو شقي، ومن نبذ ذلك من نفسه راضياً مرضياً وهادياً مهدياً وقاضياً بعظيم الرجاء وبكثير الرغبة بما عند الله تعالى من الثواب، فله الرحمة وله الرضا.
العدد 4284 - الجمعة 30 مايو 2014م الموافق 01 شعبان 1435هـ
الايمان
الايمان الصحيح كلمة حق فى وجه الطغات هاده هو الايمان ادا كنت تتدعى الايمان من يوم ماهدمو المساجد ماقلت ولاكلمة استنكار على هدم المساجد اهنى الايمان المشتكى لله