شدد خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، في خطبته أمس الجمعة (30 مايو / أيار 2014)، على أن «الحوار ليس حرباً ولا محاكمة، ولا جدلاً عقيماً ولمجرد إحراج الآخر»، منوهاً إلى أن «الحوار المطلوب حوارٌ يمثل مقدمة قادرة على أن يصير بالوضع إلى الإصلاح وينقذ من الأزمة ويفضي إلى حل».
وفي حديثه عن «قيمة الحوار»، قال قاسم: «قيمة الحوار ليس في نفسه، وإنما قيمته في غيره، وفيما يؤدي من إصلاح وعدمه، ونتيجته الصغيرة تجعله صغيراً، ونتيجته المهمة تعطيه وصفها، ولذلك لا جدوى في حوار لا سلطة تملك التنفيذ فيه، ومادام يمكن عدم التزام تلك السلطة لنتائجه، ويبقى كل ما يفضي إليه أو قسماً منه حبراً على ورق».
وأضاف «ثمّ أنه لا قيمة لنتيجة حوارٍ وإن علت قيمتها في نفسها، وكانت بيد من يملكون وكانت بموافقة من يملكون تنفيذها ولكن بلا ملزمٍ واضح من دستورٍ ضامن، ولا جهةٍ قويةٍ ضامنة، ولا غنى ضمان الدستور. ولا حوار يتصف بالعدل والجدّية في طلب حلٍ متوازن، إذا دخلت فيه عدّة أطراف من رأي واحدٍ تابع لرأي السلطة وعدّت أطرافاً متعددة لكل واحدٍ منها حسابه الخاص في التوّصل إلى حل بينما يكون تمثيل المعارضة ومن ورائها غالبية الشعب طرفاً واحداً في اعتبار النتيجة. وليس حواراً ما كان للتلهية وتمضية الوقت، وليس بحوارٍ ما كان للإعلام وذر الرماد في العيون وإسكات المنظمات الحقوقية المطالبة بالإصلاح».
واعتبر أن «الحوار بنتيجة بعيدة عن سقف المطالب الشعبية والتي تفرضها ضرورة الإصلاح حوارٌ هازل لا جدّية فيه وهو للهزء لا للحل، والحوار لا يكون بلا سقفٍ زمني محدد، ولا جدول أعمال متفق عليه، أن يكون حوارٌ فليكن جاداً متوفراً على العدل في الاعتبار للأطراف ووزن المعارضة وعلى الشروط كافة التي تمكّن له أن يحقق نتيجة متوافقاً عليها وأن يؤدي إلى إصلاح حقيقي يمثل الحل».
وعرج قاسم للحديث عن «المحكمة العربية لحقوق الإنسان»، وقال: «أساساً نُحبّ وطننا، أساساً نكنّ كل الحبّ لوطننا، ونحب له كل خير ونتمنى له السبق في الحق والفضيلة، وأن يحتضن أي مؤسسة كريمة فيها خدمة الإنسانية وحقوق الإنسان ومناهضة الظلم، لكن اختيار البحرين مقراً للمحكمة العربية لحقوق الإنسان في الظروف التي تنتهك فيها السلطة حقوق مواطنيها، وتزج في السجون وتُعذّب وتصدر أحكاماً مشددة على المنادين بهذه الحقوق، ومن يخرج في مسيرة أو اعتصام انتصاراً لها، وتقتل الصبي واليافع والشاب ممن يرفع صوته بها كما حدث لآخر ضحية على طريق المطالبة بالحق، وهو السيدمحمود ابن السيد محسن الذي قتل بصورة عمدية على يد قوات الأمن يفتقد التفسير الإنساني ويصب في صالح انتهاك حقوق الإنسان. هذا الاختيار يفتقد التفسير الإنساني ويصب في صالح حقوق الإنسان».
وتساءل قاسم «لماذا هذا الاختيار؟ أهو شهادة زور ببراءة من انتهاك حقوق الإنسان وتلميع صورتها افتراءً على الحق وتطاولاً على الواقع، أهو إعلانٌ بعدم الجدية بمشروع هذه المحكمة من الأساس؟ وأنها للتغطية على انتهاك حقوق الإنسان الشائع في البلاد العربية؟ أهو ليس أكثر من دعاية لا يمكن أن تصمد أمام فضائح الواقع؟ أينسجم أن تختار مقبرة الحقوق مقرّاً لمشروعٍ مهمته المُدّعاة الدفاع عن الحقوق وإحياؤها؟».
ونبه إلى أنه «ليكن هذا المشروع جاداً فالبحرين أولى من أي بلد آخر لمعالجة الوضع الحقوقي المتدهور على يد السلطة فيها».
وفي سياق حديثه عن «يوم المبعث النبوي الشريف»، اعتبره قاسم أنه «كان يوماً لبعث الحياة لعالم الإنسان والأرض، وقبل بعثة الرسول (ص)، كانت حركة الإنسان محكومة من داخله وخارجه لحكومة الشرك والجاهلية والضلال واليهودية والمسيحية المحرفتين. وكانت أوضاعه في حياة الخارج محكومة لهوى الأرض وقيم المادة وطاغوتية الطاغوت، وببعثة المصطفى (ص) وتنزل القرآن الكريم، وما أعطته التربية القرآنية على يد المبعوث بالرحمة حدث انقلاب هائل على مستوى داخل الإنسان وخارجه وكل أوضاعه اتجه به إلى السماء بدل ما كان عليه من الانكباب على الأرض، وأعاد إليه عقله، وصحح تفكيره، وقوّم إرادته، وطهّر مشاعره، ورفع مستوى همّه وطموحه، ومدّ في رؤيته، وأنضج وعيه، وعالج نفسيته، واستقام بأوضاع حياته، قل عن ذلك الانقلاب العظيم أنه هدى الإنسان إلى سواء السبيل وأخرجه من الظلمات إلى النور».
وأضاف «بدأ ذلك من جزيرة العرب، وامتدت أنواره وتأثيراته الكريمة إلى أقاصي الدنيا وأبعد تخوم الأرض المأهولة بالإنسان، ومستحيلٌ على الأرض في ذلك اليوم وفي أي يومٍ آخر، وعلى كل أمة وكل جيل أن ينقذه من آثار الجاهلية المُضيّعة لحياته المحقرة له المنحطة بمستواه المفسدة لكل أوضاعه غير الإسلام والقرآن والقيادة الربانية الممثلة لرقي الإسلام والقرآن وهدايتهما ورحمتهما التي هي من رحمة الله الواسعة. والجاهلية رؤية كونية تقابل رؤية الإسلام، وفكرٌ يضاد فكره، ومنهجٌ يناقض منهجه، وشعورٌ على خلاف ما يعطيه من شعور، وسياسة على خلاف ما يريد من سياسة، وتربيةٌ منحرفةٌ عن تربيته. وليس أمام هذه الأمة وكل أهل الأرض من فرصة نجاة، وتحقيق عدلٍ واستقرار، وإيجاد أجواء المحبة والإخاء والاطمئنان والصيرورة على طريق الغاية التي تعطي الحياة الدنيا قيمتها الغالية إلا أن يشدّوا الرحال جادين مخلصين بالإسلام والقرآن والقيادة الربانية الممثلة لهما».
وتحت عنوان «الإسلام بقاءً واندثاراً»، تحدث قاسم عن أن «للإسلام في عقيدته وشريعته أصولٌ عقلية وروحية ونفسية في كيان الإنسان بما هو إنسان، بغض النظر عن مختلف تشعباته، وهي أصولٌ خلقية لا تقبل الاجتثاث، وحاجة الإنسان والحياة في تقوّمهما وصلاحهما لهذه الأصول لا تقبل الارتفاع، ولا يسدّها شيءٌ آخر، أما ظهور تأثيرها وفاعليتها العملية بهذه الدرجة أو تلك فيرتبط بتلوّن الظروف ومساعدة أو مضادة الأوضاع الخارجية التي تسود المجتمع الإنساني وتشارك في تكييف الإنسان والأخذ به في هذا الاتجاه أو الاتجاه المعاكس، فالإنسان في صناعته الفعلية خاضعٌ لتأثير فطرته والخارج معها، وتتنازعه هاتان القوتان عند المفارقة بينهما».
وتابع «قد تلتقي هاتان القوتان، قوة الخارج والفطرة، فتتناصران على التربية للإنسان التربية السلمية والصعود به إلى أعظم درجة ممكنة، وقد تختلف الخارج عن الداخل، وهنا تتنازع هاتان القوتان».
وذكر قاسم أن «الإسلام بما له من قوة أصيلة في كيان الإنسان لا يمكن أن يُغيّب تماماً على مستوى اشتغاله الفكري وكذلك الشعوري والعملي ومن مسرح الحياة، لكن أن يبقى الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجاً على وضوحه ونقاوته وأصالته على مستوى الإيمان والفاعلية العملية المطلوبة في حياة الناس وأن يأخذ مكانته اللائقة في قيادة الحياة خارجاً وفي مختلف الأبعاد، فإن ذلك يعتمد على أمرين: أن يصل عقول الناس في كل أجيالهم بصورته الحقيقية غير المنقوصة وبلا تزيّد ولا مغالاة ولا تحريف ولا تشويه، وأن تتولى قيادةٌ ربانية بحقّ قيادة الحياة كما يرى ويريد - أي الإسلام - ويحكم».
العدد 4284 - الجمعة 30 مايو 2014م الموافق 01 شعبان 1435هـ
مشكله
مشايخكم ...... عايشين في عز أهم وعيالهم وانتو عيالكم في السجون وضياع مستقبل الله يحفظ البحرين .
ابو حافظ
نعم ،، نحن في السجون ومنا شهداء ومصابين ومفصولين عن العمل غير المهجرين ،، ولكن أنتم ماذا ؟؟؟
أية الله الشيخ عيسى قاسم دام ظله الشريف
المشكله التي نواجهها هي أن أية الله الشيخ عيسى قاسم دام ظله الشريف يؤذن في خرابه فالترميم فيها لا فائدة منه وأفضل شيئ خلعها من الأساس وبنيانها من جد وجديد على طراز حديث يتواكب مع العصر ولكن هذا مستحيل بسبب أن الغني يأكل أموالا الضعيف الذي أصبحى ليس لديه غير الصراخ يعبر فيه عن حاجاته الأساسيه دون فائدة تذكر ممن يسمون أنفسهم حماة حقوق الأنسان.
sunnybahrain
السلام عليكم ،،الحوار الجاد والصادق ،،والمساواة في جميع امور وشئوون البلد من قبل كل المواطنيين ،،والانتخاب وحرية الرأي بدون قمع وقيود ،،حينها نقول ان البلد مستعده ل الحوار على الطاوله السحريه التي كثيرا ما نسمع بها ولا نراها وهي { طاولة الحوار } مسامحه للاطاله ووفقكم الله لما فيه مصلحه الوطن والمواطن ،،يا مسهل .
كلما
كلما تكلمو عن الاصلاح والحوار الجاد اتهمتون ولاية الفقيه هل قد يازاير 7 تكره ولد رسول الله المشتكى لله وقاتل الله الجهل
الله
الله يحفضك ياشيخنا عمرك مااتكلم بالعنصريه والطائفيه كلامك كله لمصلحت البلد والمواطنين لاكن وين الى يسمع ونفد شرع الله الشيطان اغواهم عن الحق لايرون الى الشر المشتكى لله
هل يوجد دولة في العالم تحاور إرهابيين
نعم للحوار مع أبناء الوطن الذين تهمهم مصلحة الوطن وعدم أنجراره وراء الدمار والضياع أما الارهابيين الذين يصنعون القنابل ويهاجمون بها رجال الامن الساهرين على أمن الوطن والابرياء فلا حوار معاهم الا بالقبضة الحديدية فهولاء أجنداتهم مكشوفة للجميع ولا يوجد دولة بالعالم وعلى رأسهم أمريكاء أم الديموقراطية تحاور الأرهابيين
بالتوفيق
ما يعجبني في المعارضه هو تماسكها القوي وأتحادها وصمودها .. وهذا فقط ما يحتاجه شعب البحرين .. رجال تطالب بالحقوق المغتصبه للشعب .. بارك الله فيكم .. سني أصيل
الحوار
الحوار مع من ؟ مع الذين يسيؤن الى سمعة البحرين فى الخارج مع المنظمات المشيوهة مدفوعة الاجر او مع الذين يريدون فرض و تنفيذ اجندات خارجية على شعب البحرين (ولاية الفقيه)
انت مسكين
عزيزي الحوار البناء لصالحك وصالحي وصالح كل أبناء الوطن والقيادة الحكيمة والمعارضة تعيان قيمة الحوار لأنه المخرج الوحيد لإصلاح ما أفسدته الإدارات السابقة
مع من الحوار
الحوارمع اهل البحرين الاصيلين سنه وشيعه وليس مع من هب ودب كلام جميل ياشيخ عيسي الله يعطيك طول العمرياغيورعلي وطنك
حفظ الله يا شيخ
حفظ الله ورعاك وطول عمرك وحماك وجعلك ذخرا لهذا الوطن الحبيب
ولد الرفاع
إصلاح موجود بس يفضي يخرب كل شي