ما هو خمول الغدة الدرقية؟

- خمول الغدة الدرقية أو انخفاض نشاط الغدة الدرقية، يعني أن جسمك لا يحصل على ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية. الغدة الدرقية هي غدة تقع في الجهة الأمامية من الرقبة أسفل تفاحة آدم. وهي التي تفرز مادة تسمى هرموناً، هذه المادة هي التي تتحكم في سرعة عمليات التفاعل داخل جسمك مثل معدل سرعة نبض قلبك، وقدرتك على العمل بنشاط وقوة، والنساء أكثر عرضة للإصابة بخمول الغدة الدرقية من الرجال، ولاسيما من تعدَّى منهن الخمسين سنة.

كما أن خمول الغدة الدرقية يمكن أن يسبب السمنة، آلام المفاصل، والعقم وأمراض القلب.

ما هي أسباب خمول الغدة الدرقية؟

- السبب الأكثر شيوعاً لخمول الغدة الدرقية هو مرض المناعة الذاتي الذي يدعى هاشيموتو. حيث من المعلوم في الوضع الطبيعي كيف تساعد الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي في حماية الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا وغيرها من المواد الخارجية. أما في حالة مرض هاشيموتو ، فإن الأجسام المضادة تهاجم الغدة الدرقية وتمنعها من إنتاج ما يكفي من الهرمون.

من الأسباب الأخرى المشتركة في خمول الغدة الدرقية:

- العلاج المستخدم للتحكم في مرض فرط نشاط الغدة الدرقية.

- العلاج الإشعاعي الذي يستخدم أحياناً في منطقة الرقبة.

- جراحة الغدة الدرقية كإزالة الغدة أو جزء منها.

- بعض الأدوية التي تؤثر على عمل الغدة.

- المرض الوراثي : نحو 1 من 3000 من الرضع يولدون مع قصور الغدة الدرقية أو عدم وجودها على الإطلاق. وهذا يبين أهمية أن يقوم الأطباء بفحص المواليد الجدد للتعرف والتشخيص المبكر لمشاكل الغدة الدرقية.

6- اضطراب الغدة النخامية: وهي غدة تقع داخل الدماغ، حيث تنتج الغدة النخامية هرموناً يسمى هرمون تحفيز الغدة الدرقية، والذي يتحكم في كمية إفراز الغدة الدرقية لهرمونها. ولذلك فإن اضطراب الغدة النخامية قد يؤثر على إنتاج الكمية المناسبة من هرمون تحفيز الغدة الدرقية.

- الحمل: بعض النساء يصبن بخمول الغدة الدرقية أثناء أو بعد الحمل بسبب قيام اجسامهن بافراز اجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية. وإذا لم يتم علاجها، فإن خمول الغدة الدرقية يمكن أن يعرض صحة كل من الأم والرضيع للخطر.

8 - نقص اليود: اليود هو معدن متوافر في الغذاء المتوازن ويوجد الآن مع معظم أنواع ملح الطعام يستخدمه الجسم لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية. إن نقص اليود في الجسم يعوق عن إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، ولهذا فإن كثيراً من الدول تقوم بإضافة اليود إلى ملح الطعام للتأكد من أن الجميع يحصل على ما يكفي منه.

يزداد احتمال الإصابة بخمول الغدة الدرقية في الحالات التالية:

- وجود أقارب مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية.

- إذا كنت قد تعالجت باليود المشع أو الأدوية المضادة للغدة الدرقية.

- إذا كنت قد تلقيت العلاج الإشعاعي في الرقبة أو أعلى الصدر.

- إذا كنت قد تلقيت جراحة في الغدة الدرقية.

هل توجد علاقة بين المصابين بداء السكري وخمول الغدة الدرقية؟

- نعم هناك علاقة ثنائية، حيث إن داء السكري يؤدي للاصابة بخمول الغدة الدرقية والعكس صحيح.

ما هي أعراض خمول الغدة الدرقية؟

- أعراض خمول الغدة الدرقية تظهر ببطء مع الزمن. ويمكن أن تكون مختلفة من حالة إلى أخرى. وتشمل الأعراض الأولية المعاناة من تعب طفيف وخمول مستمر. وبسبب بطء التمثيل الغذائي الخاص بالجسم، كما يمكن أن تظهر أعراض أخرى مثل:

- الرغبة في الجو الدافئ وزيادة الحساسية للبرد.

- الإمساك المزمن.

- جفاف الجلد والشعر.

- انتفاخ الوجه.

- خشونة في الصوت.

- ارتفاع الكوليسترول في الدم.

- زيادة الوزن غير المتوقعة.

- آلام في العضلات وتقلصات أو تصلبات.

- ألم وتورُّم أو تصلب في المفاصل.

- في المرأة تكون الحيضة أكثر غزارة من الحيضة الطبيعية.

- كثرة الاكتئاب وكثرة النسيان.

- بروز وتضخم الغدة الدرقية للعيان.

لكن المرحلة المتقدمة من المرض، وتدعى (ميكسيديما) أمر نادر الحدوث ولله الحمد، حيث فيها يمكن أن تهدد الحياة. وتشمل أعراضها انخفاضاً في ضغط الدم، وانخفاضاً في التنفس، وانخفاض درجة حرارة الجسم، وعدم الاستجابة وحتى الإغماء.

هل يمكن أن يصاب الأطفال بخمول الغدة الدرقية؟

- يمكن لأي شخص أن يصاب بها، بما في ذلك الأطفال الرضع والمراهقون.

إن الأطفال الذين يولدون من دون الغدة الدرقية أو مع غدة درقية لا تعمل بشكل سليم قد لا يظهر عليهم الكثير من الأعراض في المراحل الأولى. ولكن قد يكون لديهم صفار في الجلد أوصفار في العيون (اليرقان) وكذلك ربما اختناق متكرر، أو لسان كبير يصعب إخراجه.

ومع انتشار المرض، قد يكون هناك اضطرابات في التغذية قد تعوق نمو الطفل وتطوره بشكل طبيعي. كما يمكن أيضاً أن يصاب بالإمساك المزمن، وضعف في العضلات (رخاوة)، أو يكون الطفل كثير النعاس. وإذا لم يتم الشتخيص والعلاج، فإن خمول الغدة الدرقية في الأطفال الرضع يمكن أن يؤدي إلى التخلف العقلي والبدني لا سمح الله. ولذا فإنه من الضروري جداً أن يتم فحص خمول الغدة الدرقية في الأطفال حديثي الولادة قبل مغادرة المستشفى.

أما الأطفال والمراهقون الذين أصيبوا بخمول الغدة الدرقية فإنهم يعانون من أعراض الكبار نفسها، لكن من الممكن أيضاً أن يصابوا أيضاً بما يلي:

- خلل في الجسم.

- تأخر في نمو الأسنان.

- تأخر في سن البلوغ.

- تأخر في النمو العقلي.

كيف يمكن للطبيب معرفة أنني مصابة بخمول الغدة الدرقية؟

- إذا كان لديك أعراض نقص في الغدة الدرقية، فإن طبيبك سوف يقوم بعمل الاختبارات المعملية لقياس مستويات كل من هرمون الغدة الدرقية (T3,T4) وهرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH) في دمك.

ويوصي بعض الأطباء النساء كبيرات السن بفحص الغدة الدرقية أثناء الفحوص الروتينية السريرية. كما يوصي البعض بفحص النساء الحوامل والنساء اللاتي يفكرن أو يخططن لأن يحملن (لإنجاب الأطفال).

هل هناك أي مضاعفات للمرض يجب أن أعرف عنها؟

- إذا لم يتم علاج المرض، فإنه قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى مثل:

- تضخم الغدة (الدراق): إن القصور الدرقي يمكن أن يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، وخلق تورم في عنقك يسمى (الدراق) حيث يمكن أن تؤثر على مظهرك كما يمكن أيضاً أن تجعل من الصعب عليك الابتلاع أو الأكل.

- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: وذلك لأن القصورالدرقي يتسبب في ارتفاع مستوى الكوليسترول «الضار».

- اختلال في الصحة النفسية مثل الاكتئاب وكثرة النسيان.

- المكسيديما: وهذه حالات نادرة، لكنها مهددة للحياة، حيث تتسم بحساسية شديدة للمصاب ضد البرودة، يليها النعاس وبطء شديد في الحركة والذي يؤدي إلى فقدان الوعي والغيبوبة.

- تشوهات وراثية: إذ إن الأطفال الذين يولدون لنساء لم يعالجن من خمول الغدة الدرقية قد يصابون بعيوب خلقية (تشوهات).

كيف يتم معالجة خمول الغدة الدرقية؟

- إن العلاج الأمثل لخمول الغدة الدرقية هو استخدام هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي (حبوب تعطى عن طريق الفم). وهذا الدواء سوف يعيد مستويات الهرمونات وعمليات التمثيل الغذائي (الأيض) إلى وضعها الطبيعي. كما أنه سيؤدي إلى خفض مستوى الكوليسترول مما يساعد في عكس اتجاه زيادة الوزن. إن هذا الأمر قد يستغرق بضعة محاولات للحصول على مستوى الجرعة المناسبة من هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي. وإذا كنت لا تأخذ ما يكفي منه، فمن الممكن أن تستمر أعراض خمول الغدة الدرقية. أما إذا كنت تأخذ أكثر مما ينبغي، فقد تكون لديك أعراض مشابهة لتلك التي في مرض فرط الغدة الدرقية. وهذه يمكن لطبيبك أن يكتشفها عن طريق الفحص العام وفحص الدم.

ولأن بعض الأدوية وبعض المواد الغذائية تؤثرعلى قدرة الجسم على امتصاص هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي، فلذا ننصح بإعلام طبيبك إذا كنت ممن يتناولون كميات كبيرة من منتجات الصويا، أو كنت على حمية عالية الألياف، أو كنت تأخذ أدوية أخرى مثل مكملات الحديد أو دواء مثل كوليسترامين، أو هيدروكسيد الألمنيوم (يوجد في بعض مضادات الحموضة ونحوه).