العدد 4283 - الخميس 29 مايو 2014م الموافق 30 رجب 1435هـ

جامع الشيخ زايد الكبير... تحفة معمارية تجذب السيَّاح العرب والأجانب

يقع في قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي، ويأسر قلب كل من يشاهده من مسافة بعيدة، ويأخذه نحوه، فالمساحة الخضراء المحيطة به، تبعث على السعادة والانشراح، وتصميمه الهندسي المبتكَر يجعل الفرد يعتقد بأنه قصر ملكي لا يدخله إلا أصحابه ومن يُسمح لهم بذلك.

ذلك هو مركز جامع الشيخ زايد الكبير، الذي يعتبر تحفة معمارية فائقة الجمال، وأصبحت أحد عوامل جذب السياح العرب والأجانب، من مختلف بقاع العالم، فأي سائح لدولة الإمارات العربية المتحدة، لا يُفوِّت مشاهدة هذا المركز الذي يحمل اسم مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

جامع الشيخ زايد الكبير أصبح إحدى الوجهات السياحية التي تختارها مكاتب السياحة داخل الإمارات، للسياح الأجانب فضلاً عن المدارس الحكومية والخاصة، التي تختار الجامع مكاناً تعرّف الطلبة عليه.

وبدأ العمل في الجامع أواخر التسعينيات من القرن العشرين، وذلك حين وضع له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حجر الأساس، وافتتح في العام 2007.

الزائر للجامع يراه من مسافة بعيدة، وتلفت أنظاره القباب الصغيرة والكبيرة التي تعتلي الجامع، وصُممت بطريقة هندسية جميلة، وبمجرد الاقتراب منه ينبهر من المستوى الجمالي الذي يظهر عليه.

حراس الأمن ينتشرون في زوايا مختلفة، ويمنعون دخول أية امرأة أجنبية غير محجبة، إذ يحرص القائمون على الجامع على أن تلبس كل امرأة أجنبية غير محجبة عباءة سوداء، احتراماً للجامع. والوصول إلى الصالة المخصصة للزوار يتطلب المشي في طريق على جانبيه مساحة مفتوحة، وبمجرد الوصول إلى الباب يزداد انبهار الزوار، إذ يصل ارتفاع الباب الزجاجي الرئيسي للجامع إلى 12 متراً وعرضه 7 أمتار ويزن 2.2 طن، وتضم الجدران الداخلية زخرفة من ذهب عيار 24 قيراطاَ، وزجاجاً وفسيفساء تتركز بكمية أكبر على الحائط الغربي، ويحيط الجامع 7874 متراً مربعاً من البحيرات الاصطناعية تضم بلاطاً داكن اللون، واستخدم في منطقة المحراب ذهب من عيار 24 قيراطاً وأوراق ذهبية وزجاج وفسيفساء، ويحتوي الجامع على 1096 عموداً في المنطقة الخارجية و96 عموداً في القاعة الرئيسية للصلاة التي تتضمن أكثر من 2.000 لوح رخام مصنوعة يدوياً، وغطيت بأحجار شبه كريمة تضم «لابيس لازولي» وعقيقاً أحمر وحجر أميثيست.

وعلى رغم الصورة التي يظهر عليها الجامع حالياً، إلا أن أعمال التوسعة والتطوير مازالت مستمرة، فهناك مرافق وصالات مازالت تحت الإنشاء.

رخام أبيض يوناني

ويمتاز جامع الشيخ زايد الكبير بلونه الأبيض الصافي، حيث استخدم فيه الرخام الأبيض اليوناني الأصل، الذي يغطي جميع واجهات الجدران والأعمدة من الخارج، كما حفرت عليه آيات قرآنية، وزخارف إسلامية، واعتمدت الزهور في زخرفة جدران وأعمدة الجامع، تولى هذه المرحلة مقاولون عالميون من تركيا، وقاموا بتنفيذها في الصين، حيث بدأوا بتلبيسه في العام 2004 وانتهى 2007.

وقد حرص في بناء الجامع على استخدام مواد طبيعية سواء من الرخام أو الخشب أو الألوان وغيرها الكثير، كما أن الزخارف التي حفرت على جدران الجامع وأعمدته مشغولة يدوياً، إضافة إلى أن كل ركن وكل تحفة معمارية أو فنية موجودة في الجامع قد صممت خصيصاً له وتفرد بكل ما يحمله من تصاميم ورسومات وزخارف وأفكار.

82 قبة بأحجام مختلفة

يضم جامع الشيخ زايد الكبير مجموعة مختلفة من القباب تصل إلى 82 قبة، تقع أكبرها في منتصف القاعة الرئيسية، وهي مكسوَّة من الخارج بالرخام الأبيض النقي ويأخذ (تاج القبة) شكل القلة المقلوبة، ويتخذ الجزء العلوي منها شكل الهلال المطلي بالذهب وفسيفساء الزجاج، وهناك نوافذ في الجهة السفلية من القبة تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى قاعة الصلاة.

صمم الجزء الداخلي للقبة على الطراز المغربي التقليدي الذي استخدم فيه الجبس المقوَّى بالزجاج (جي ار جي)، ويحيط بالقبة من الأسفل آيات من القرآن الكريم مطلية بالذهب كتبت باستخدام تقنية (جي أر جي).

القباب الأخرى موجودة في المداخل الخارجية وقاعات الدخول المختلفة، وهناك 14 قبة خضراء مصنوعة من الزجاج موجودة فوق الميضأتين الخاصتين بالنساء والرجال، وتعد القباب الخضراء عنصراً مهماً من عناصر تصميم الحدائق الإسلامية في الجوامع.

22 برجاً بـ «إضاءة قمرية»

صُمم نظام الإضاءة القمرية الفريد من نوعه، ليعكس المراحل القمرية المختلفة، ويتضح ذلك من خلال انعكاس الإضاءة التي تتخذ أشكال السحب ذات اللون الرمادي على الواجهة الخارجية من الجامع والقباب والممرات، حيث تختلف الإضاءة من يوم لآخر بحسب الحركة القمرية طوال الشهر، ففي بداية الشهر عندما يكون القمر هلالاً تكون الإضاءة خافتة، وتتغير الإضاءة تدريجياً لتصبح أكثر سطوعاً عندما يكون القمر بدراً، ويضم الجامع 22 برجاً للإضاءة تحتوي على عدد من أجهزة العرض الضوئية لتصل إلى هذا الشكل الإبداعي المميز.

5700 متر مربع مساحة سجادة الجامع

تضم قاعة الصلاة الرئيسية أكبر سجادة في العالم، وهي مصنوعة يدوياً، والتي صممت على الطراز الإسلامي (الميدالي)، وقد صنعت بواسطة الجيل الثالث من حرفيي السجاد، وصممها علي خالقي، كما شارك في صنع السجادة ما يقارب 1200 حرفي.

واستغرق العمل بها مدة سنتين، حيث استغرق التصميم 8 أشهر والحياكة 12 شهراً وبقية المدة تم خلالها نقل وحياكة القطع في الجامع حتى تجتمع في قطعة واحدة، وقد اتخذت السجادة في المرحلة النهائية مساحة 5700 متر مربع، حيث يبلغ الصوف 70 في المئة من وزن السجادة، ويشكل القطن 30 في المئة من وزنها.

7 ثريَّات وزنها 12 طنّاً

يضم الجامع سبع ثريات كريستالية متواجدة في القاعات والمداخل، وقد صنعت بواسطة شركة ألمانية (فوستيق)، وتحتوي القاعة الرئيسية على إحدى أكبر الثريات في العالم، حيث تزن ما يقارب 12 طنّاً وتتمركز في منتصف القاعة.

كما توجد في القاعة نفسها ثريتان بحجم أصغر ومن نفس التصميم تزن كلاهما ما يقارب 8 أطنان، وهناك أربع ثريات أخرى ذات اللون الأزرق موجودة في مداخل الجامع الأربعة تزن أكبرها ما يقارب 2 طن، وقد استخدم في صناعتها النحاس الأصفر والفولاذ المقاوم للصدأ ولوحات زجاجية رصعت بالكريستال السواروفسكي.

منبر الجامع بـ 11 درجة

يتواجد المنبر بالجانب الأيمن من محراب الجامع ويحتوي على 11 درجة بحيث تسمح للإمام بالوقوف بمكان بارز لإلقاء الخطبة لآلاف المصلين الذين يستقبلهم الجامع.

ويمتاز المنبر بنقوش من الورد وأشكال الصدف الذي صنع من خشب الأرز المعشق بالصدف وفسيفساء الزجاج والذهب الأبيض. ويحتوي على قبة صغيرة في أعلاه ويتخذ الشكل العلوي منها شكل الهلال.

العدد 4283 - الخميس 29 مايو 2014م الموافق 30 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:17 ص

      جميل جدا

      ماكان لله ينمو .. جعله الله في ميزان حسنات الشيخ زايد.
      جمالية الزخرفة للاسف ليست بمستوى الموجود في مشهد الامام الحسين في الصحن الخارجي .. ليتهم استعانو بالعراقيين بدلا عن الصينيين او الاتراك.

اقرأ ايضاً