أثار وجود استراتيجية الثقافة العددية وتطبيقاتها ضمن نشرة المواد المطلوب دراستها للامتحانات النهائية لطلبة المرحلة الابتدائية والتي تم توزيعها على الطلبة مؤخراً استياء أولياء الأمور، وذلك بعد أن عممت وزارة التربية والتعليم في وقت سابق قراراً إدارياً على إدارات التعليم الابتدائي بشأن العودة لتدريس الكتب الوطنية للرياضيات (العبيكان) والاعتماد على الاستراتيجية كمساندة للتدريس ومن منطلق إثرائي يلجأ لها المعلم لحساب وإيجاد نواتج العمليات الأربع الأساسية.

واستنكروا ما وصفوه بتضارب قرارات الوزارة والتي بدأت باعتماد تنفيذ برنامج استراتيجية الثقافة العددية للمرحلة الابتدائية العام الدراسي المقبل 2013 - 2014 من دون تهيئة المعلمين وأولياء الأمور لها، واعتماد 15 في المئة من الدرجة النهائية للطلبة من الصف الثالث حتى السادس في الفصل الأول، على أن تحتسب 85 في المئة في الفصل الثاني بشكل تجميعي منذ مطلع العام الدراسي، ومن ثم مقابلة هذا التوجه بموجة من الاعتراض من الطلبة وأولياء أمورهم والمعلمين على حد السواء، والتي على إثرها قررت الوزارة استبعاد درجة الثقافة العددية من الشهادة الابتدائية، والاكتفاء بإرفاق استمارة توضح إتقان أو عدم إتقان الطالب لكفاياتها.

وفي سياق ذي صلة، تحدث عدد من أولياء الأمور لـ «الوسط»، مشيرين إلى أنهم تفاجأوا باستمرار تطبيق الاستراتيجية بعد أن قررت الوزارة في وقت سابق العودة للكتب الوطنية واعتماد المنهج القديم (العبيكان)، فيما ذكروا أن نشرة الدروس الداخلة في الامتحانات النهائية تبين إدراج تطبيقات الثقافة العددية.

وقالوا: «منذ تطبيق هذه الاستراتيجية تدنى مستوى أبنائنا في الرياضيات وباتوا مشتتين بين الكتب الوطنية وبين تطبيقات الاستراتيجية، ولاسيما مع تضارب قرارات الوزارة»، فيما أشاروا إلى أنهم طوال الفصل الدراسي وبعد صدور القرار الأخير بشأن اعتماد الاستراتيجية كإثرائية قام المعلمون بالعودة لتدريس الطلبة مادة الرياضيات بالطريقة العادية وعدم التطرق إلى تطبيقات وطرق الثقافة العددية.

وبينوا أن أبناءهم غير مستعدين لدخول الامتحانات ولاسيما باستخدام طرق الثقافة العددية والتي لم يتم التركيز عليها كجزء أساسي من المناهج طوال الفصل الدراسي الجاري، فيما أشاروا إلى أن الوقت غير كافٍ حالياً لاستدراك الأمر مع ضغط الامتحانات وكمية الدروس المطلوبة فيها.

وأضافوا أن كثيراً منهم لجأوا في وقت سابق منذ تطبيق الثقافة العددية للمدرسين الخصوصيين إلا أن النتيجة كانت واحدة وهي عدم قدرة الطلبة على استيعاب متطلباتها.

وفي الوقت الذي وصفوا فيه قرارات الوزارة بـ «المتضاربة»، طالبوها باستبعاد تطبيقاتها في الامتحانات النهائية، فيما حملوها مسئولية تدني درجاتهم فيها، معولين في ذلك على تلمس الوزارة لمدى تدني درجات الطلبة بسبب الثقافة العددية ما حذا بها إلى استبعادها من الشهادة في وقت سابق، على حد قولهم.

هذا وأملوا أن ينظر وزير التربية والتعليم بعين الاهتمام للمشكلة حفاظاً على تحصيل الطلبة الأكاديمي.

يذكر أن الثقافة العددية والتي سبق أن أطلقتها وزارة التربية والتعليم كاستراتيجية ترى الوزارة أنها تهدف لزيادة القدرة على استعمال الرياضيات لحل المشكلات في سياقات متنوعة وتعزيز الثقة والكفاءة في استعمال المعرفة الرياضية وما يتصل بها من مهارات وأنها تتمثل في القدرة، والميل إلى استعمال الرياضيات لحل المشكلات في سياقات حياتية متنوعة، وهي تنطوي على الثقة والكفاءة في استعمال المعرفة الرياضية وما يتصل بها من مهارات وفهم، حيث يمثل اكتسابها أمراً ضروريّاً يدفع الطلبة نحو النجاح في المدرسة، وإعدادهم لمواصلة دراستهم وتأهيلهم لعالم العمل.

وبينت الوزارة أن جزءاً من تنفيذ الاستراتيجية جاء بعد دراسة نتائج ومستويات الطلبة البحرينيين في الاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات (TIMSS) ووفقاً لمعايير الإنجاز التعليمية الدولية، ومقارنة بأداء أقرانهم من الدول المشاركة، إذ أثبتت الحاجة ضرورة تطوير مهارات الطلبة على حل المسائل الرياضية من جانب، واستخدام الرياضيات بصورة فاعلة كمهارة حياتية على الجانب الآخر.