اعتادت مريم حميد على السفر صيفاً في كل عام، فهذه عادة يصعب الامتناع عنها كما ترى، فتقول «يجبرنا رمضان على اختيار السفر الديني كبديل لازم، ففي العام الماضي توجهت مع عائلتي إلى إيران لقضاء الشهر هناك، وبالتأكيد يوجد اختلاف شديد بين قضاء الشهر الفضيل في الوطن أو في خارجه». مضيفة: «لقد كان في قضائنا رمضان هناك تجربة جميلة مليئة بالروحانية والخشوع... هذه السنة سنكررها لكن في تركيا حيث سنقضي النصف الأول من الشهر هناك إن شاء الله». مع اقتراب الصيف وبدء الإجازة يتأهب الجميع لقدوم موسم السفر، فتنشط عروض مكاتب السفريات ويبدأ المواطنون في البحث عن الوجهة الأفضل لهم.

لكن حين يأتي شهر رمضان ليحل ضيفاً مباركاً في موسم الصيف، هل ستختلف العروض ووجهات المسافرين أم سيبقى الأمر على ما هو عليه؟

شهر الغفران ولكن...

من جانبه، يخبرنا أبوإياد أن «لشهر رمضان فضائل عظيمة جعلته يتميز عن بقية الشهور، لذا فإن في قضائه بين الأهل والجيران لذة مباركة قد تنتفي بالسفر». يؤيده أخوه حسن الذي يرى بأن «السفر في رمضان ظاهرة اجتماعية مستحدثة ليس لها مبرر سوى حب (التفاخر )، فموسم الصيف طويل، لن يؤثر شهر واحد فيه!».

عروض خجولة

تشتد منافسة مكاتب السفريات والحملات صيفاً في اجتذاب أكبر عدد ممكن من المسافرين، وتقديم عروض مختلفة بأساليب براقة ومبتكرة، ولكن بفعل تزامن الصيف مع شهر رمضان وجد انخفاض ملحوظ في هذه العروض، يخبرنا السيد ماجد (مكتب النصر للسفريات) بهذا الخصوص «إن العروض في هذا الصيف موجهة إلى ما بعد رمضان، وخصوصاً أن الفترة التي تسبق الشهر الفضيل هي فترة قصيرة جداً تتوسط نهاية الامتحانات النهائية للمدارس. لذا فإن السفر فيها سيكون مختصراً على الرحلات القصيرة فقط للمناطق المجاورة.

أما في رمضان، فإن حركة السفر تتوقف بنسبة 50 في المئة، حيث لا يحبذ الكثير من الناس السفر خلاله، وبالنسبة للرحلات فيه أغلبها تكون في اتجاه مشهد. مضيفاً «وعلى رغم تأخرنا في وضع جدول الرحلات بسبب عروض الطيران، إلا أنه من المفترض أن تكون رحلاتنا هذا الصيف مميزة باتجاه العراق وإيران، صلالة والعمرة».

بدوره، يؤكد لنا صاحب أحد مكاتب السفر بأن التوجه نحو تلبية نداء الرب والاعتمار خلال الشهر المبارك هو أسمى غايات المسافرين، لدى فقد أعد برنامجاً مريحاً راقياً للتسيير رحلات المعتمرين براً وجواً، مضيفاً بأن عروضه مستمرة طوال أيام السنة في اتجاه مكة المكرمة والمدينة المنورة، الكويت ودبي، إضافة لأميركا وبعض دول أوروبا مثل لندن وإسبانيا بأسعار مناسبة للجميع. مع ملاحظة «انخفاض الطلب في رمضان على السفر بنسبة 60 في المئة تقريباً».

ويضيف «من حسن الحظ أن الموسم هذا العام ينقسم إلى ما قبل رمضان وهو يعني بالرحلات إلى الخليج وما بعد رمضان الذي يشمل كل مكان، ولا ننسى بأن هناك طلباً كبيراً لما بعد رمضان في اتجاه دول شرق آسيا وبانكوك أضاف لبعض الدول العربية كالأردن.