يغلب على المجتمع البحريني الذي يمتاز بوجود الوازع الديني لديه الاتجاه الدائم نحو الأماكن المقدسة والدينية، والتي تصل في مجمل سياحة البحرينيين إلى الخارج حسب ما تقوله بعض الحملات إلى ما يقارب 90 في المئة، وهو رقم يجعل الاهتمام بالسياحة الدينية الهم الأكبر لدى الحملات والمكاتب السياحية في البحرين، كونها تحصد حصة الأسد من السياحة إلى الخارج.
كربلاء وزيارة الأربعين
تعد زيارة الأربعين المناسبة الدينية الأكبر التي تستقطب ملايين الزوار من جميع دول العالم، ومنهم الزائرون البحرينيون على وجه خاص، فكما يقول محمد سلمان منصور من مكتب المجتبى «وصل عدد الزوار البحرينيين لأربعينية الإمام الحسين في كربلاء إلى ما يقارب ثلاثين ألفاً خلال العام الماضي وهو رقم متوقع له الازدياد في الأعوام المقبلة»، ويرى محمد سلمان أن السبب في التوافد الكبير لزيارة الأربعين «إن هذه الزيارة من الزيارات المؤكدة، وهو ما يجعلنا نرى هذا العدد الهائل من الزوار المتجهين إليها».
ورغم تفاوت المستوى المعيشي لدى هؤلاء الزوار بين مقتدر وضعيف، إلا أن الغاية تبرر الوسيلة، فكثير منهم يعتمد السفر البري بالسيارة أو الباص والتي عادة ما يصاحبها التعب والإرهاق الشديدين فكما يقول سيدماجد الموسوي من مكتب النصر للسفر السياحة «يصل عدد الزوار الذين نقوم بنقلهم بالباصات إلى كربلاء في زيارة الأربعين إلى 1000 زائر، فالعديد من هؤلاء لا يتحمل كلفة السفر بالطائرة لذا فإننا نقدم لهم خدمة السفر بالباص والتي تعد تكلفتها أقل بكثير من الطائرة، كما إننا طوال الرحلة نسعى للعناية بزوارنا وتقديم كل احتياجاتهم خلال الطريق».
زيارة الأماكن المقدسة لها وقع قوي على قلوب مرتاديها، فكثير منهم وإن توافرت له الفرصة لزيارة أماكن أخرى في العالم، إلا أنهم مازالوا يفضلون زيارة الأماكن المقدسة التي زاروها لعدة مرات عن الأماكن الأخرى فالحاجة صباح تحدثنا «من الصعب أن تجد في غير الأماكن المقدسة الاطمئنان الروحي والشعور بالطمأنينة النفسية التي عادة ما نشعر بها في الأماكن المقدسة، وعلى وجه الخصوص زيارة كربلاء المقدسة، كما أن الأجر الذي أرجوه من المكان المقدس ولن أجده في بلدان أخرى».
ولا تقتصر زيارة هذه المدينة المقدسة وغيرها من المدن المقدسة في العراق كالنجف الأشرف وسامراء على الأربعين فقط، فعدد كبير من الحملات البحرينية تُسيِّر رحلاتها إلى العراق طوال العام إلى كربلاء.
ارتفاع الأسعار
بطبيعة الأحوال كلما ازداد عدد الوافدين إلى وجهة ما في العالم كلما ارتفعت الأسعار، ويولي محمد سلمان السبب وراء ارتفاع أسعار الرحلات إلى كربلاء خلال الأربعين إلى «ارتفاع أسعار الفنادق، والتذاكر من قبل شركات الطيران في تلك الفترة».
ويقول سيدماجد الموسوي «ارتفاع أسعار التذاكر والفنادق لا يقتصر على زيارة الأربعين فقط، فشركات الطيران والفنادق تستغل أي إجازة حتى لو كانت لمدة يومين فقط من أجل رفع الأسعار».
إيران (مشهد)
تجمع إيران وهي الدولة الإسلامية التي تحمل على أرضها 70 مليون نسمة بمزاراتها الدينية ومناظرها الطبيعية الغاية الروحية والنفسية التي يسعى إليها الإنسان ما يجعلها وجهة مثيرة للسياح طوال العام.
وتعد مدينة مشهد الإيرانية الوجهة الدينية الأبرز للسياح طوال العام، وخصوصاً أنها لا تمثل زيارة دينية فقط، بل إنها وجهة سياحية يقضي خلالها الأفراد وقتاً ممتعاً بالقرب من الشلالات والطبيعة الإيرانية الخلابة، إضافة لحدائق الحيوانات والملاهي، والمطاعم التي تقدم الأكلات الإيرانية اللذيذة، كما إنها تمتاز بجوها المعتدل صيفاً والمثلج شتاءً وهو ما ينال استحسان العديد من الزائرين البحرينيين.
وبسبب طبيعة إيران الجبلية وبعد المناطق عن بعضها البعض فعادة ما يتم التنقل الداخلي بين المدن عن طريق الطيران.
يقول محمد سلمان من مكتب قافلة المجتبى «لا تنتهي مهمتنا مع الزائرين بحجز التذاكر ونقلهم إلى الفندق فقط، فنحن أيضاً نقوم برحلات داخلية إلى منطقة شانديز وطرقبة وشلالات أخلمند، والعديد من المزارات داخل مدينة مشهد، إضافة إلى رحلاتنا إلى مدينة قم المقدسة، وهو الذي يتم عادة عن طريق النقل الجوي لصعوبة التنقل البري بين المدن بسبب طبيعة إيران الجبلية وبعد المسافة بينها».
أما سيدماجد الموسوي فيحدثنا قائلاً «هناك من الزوار الذين يتجهون إلى مدن أخرى غير مشهد من أجل السياحة والترفيه كمنطقة الشمال التي تنحفظ فيها درجات الحرارة وتتساقط فيها الثلوج إلى جانب مدينة أصفهان التي تتمتع هي الأخرى بالطبيعة الخلابة والجو الجميل».
العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ