كنوز حضارية متوارثة عبر العصور، رسخت معالم الامبراطورية العثمانية وجعلت من تركيا جوهرة من جواهر العالم. طبيعتها استثنائية جغرافيّاً ومناخيّاً، تشمل قلب آسيا وحدود صحاري مركز آسيا لتلامس سواحل البحر الأسود، باسطة مروجها وجبالها مرتفعة تصل إلى أوروبا. وتشكل تركيا تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً ينبض بالإرث الإنساني والتقاء حضارات الحوض المتوسط مع الحضارات الآسيوية، والتقاء المجتمع الإسلامي مع المجتمع الأوروبي. حيث لا يسأم الزائر لحظة من التجول في المدن والأسواق التركية، ولا تغيب عن مخيلته آثارها ومعالمها الثقافية.
وللأماكن التراثية والسياحية في تركيا حكايات مختلفة نسجتها الأيام منذ سنين طويلة، فهي مليئة بالقصور والجوامع والقلاع التاريخية التي يستحيل أن تغيب عن الخطط السياحية العائلية. بالإضافة إلى الحدائق المعروفة بروعتها الطبيعية، والمراكز التسويقية المتنوعة. والتي يجتذب إليها غالبية السياح بقوة في ثلاث مدن تركية مهمة، وهي (أنطاكيا، بودروم ، اسطنبول). ومن أشهر تلك الأماكن التراثية والسياحية هي التالية:
قصر طولما باهشته:
نيت واجهة قصر طولما باهشته في منتصف القرن التاسع عشر على يد السلطان عبدالمجيد الأول. وهو قصر جميل بكل تفاصيله. يعكس عراقة السلاطين العثمانيين، حيث كان مقر إقامة السلطان العثماني والمركز الإداري لحكم السلطنة العثمانية. ويعتبر هذا القصر من أهم وأجمل المتاحف والقصور في إسطنبول، ففي زخارفه استعملت أطنان من الذهب والفضة.
قصر طوب كابي: قصر الباب العالي أو توب كابي، كان مركزاً إدارياً للدولة العثمانية، واليوم هو متحف عريق يحتوي على كل ما يتعلق بالحضارة العثمانية بطريقة عرض رائعة، وفي غرف كثيرة. ولعل أهم هذه الغرف هي التي تحتوي على الأمانات المقدسة منها سيف الرسول (ص) وسيوف الخلفاء الراشدين.
جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق):
يقع في مدينة اسطنبول، وهو جامع مذهل في عمارته وأنواره بالليل، ويعد أحد أهم المساجد في تركيا والعالم الإسلامي. متحف أيا صوفيا: صرح فني ومعماري موجود في منطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد.
جامع السلطان أيوب (أبو أيوب الأنصاري):
جامع عثماني قديم موجود في منطقة أيوب في الجانب الأوروبي من مدينة اسطنبول، بالقرب من منطقة القرن الذهبي، وهو أول جامع بناه العثمانيون في اسطنبول بعد فتح القسطنطينية عام 1453م.
جامع السليمانية:
يعد من أكبر الجوامع في اسطنبول، حيث أمر ببنائه السلطان سليمان القانوني في عام 1557م. ويقع الجامع على هضبة مطلة على اسطنبول، ولهذا يمكن مشاهدته من مواقع عدة في مدينة اسطنبول.
قلعة الفتاة (جزر الأميرات):
هي عبارة عن سبع جزر تقع في بحر مرمرة بالقرب من الخط الساحلي لمدينة اسطنبول. ويعود سبب تسميتها لعهد الدولة البيزنطية حيث كانت هذه الجزر منفى للأمراء والأميرات. وأشهر هذه الجزر هي جزيرة (يبوك أطه) وأكبرها مساحة. ويتم الوصول إلى هذه الجزر بواسطة السفن المنتشرة على طول الساحل والتي تربطها باسطنبول طوال النهار. حيث يستغرق الوصول إليها نحو الساعة.
ولهذه الجزر حكاية غريبة رواها لـ «الوسط» صاحب أحد المكاتب السياحية في تركيا ياسر حداد، والذي قال: «هناك ملك من الملوك الذين حكموا اسطنبول له ابنته، وقد رأى في منامه ثعباناً يلدغها وتموت. ففكر في طريقة يحمي بها ابنته من ذلك، وقرر أن يبني لها جزيرة وسط البحر يسكنها فيها ويبعدها عن وصول الثعبان لها، فبنى لها هذه الجزيرة وأسكنها فيها ولما أصبحت في الثامنة عشر من عمرها، أهدي إلى الأميرة سلة عنب وقد تسلل بها ثعبان فلما فتحتها خرج منها الثعبان فلدغها وماتت». وللعرسان الجدد برنامج سياحي خاص في تركيا، لتكون أيام شهر العسل أياماً لا تنسى. فـ «تل العرائس» مكان لابد للعرسان زيارته، وهو أعلى قمة في اسطنبول تطل على وجهة رائعة من البوسفور. وهو عادة مليء بالعرسان الأتراك الذين يرتدون ملابس الزفاف ويزورون الأماكن التراثية والسياحية في تركيا.
وهناك نصائح لابد للسياح من الالتفات لها أثناء السياحة في تركيا، فلابد من الانتباه إلى الأشخاص الذين تقوم بالتعامل معهم. ومنهم سائقو التاكسي المحترفون في تبديل العملة عند الدفع إليهم، بالإضافة إلى ممارسة البعض مهنة النصب وسرقة الأموال والبطاقة البنكية وغيرها.
العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ