ازدادت في الآونة الأخيرة، الأحاديث عن وجود صفقة محتملة بين قوى المعارضة والسلطة، وهي وإن لم تكن المرة الأولى التي يتم الحديث عن تسريبات شبيهة بها، غير أن اللافت هذه المرة حجم الكلام الذي يدور حولها، وكأن الأمور باتت محسومة أو مطبوخة وتنتظر فقط ساعة الصفر لإعلانها.
خلال السنوات الثلاث الماضية من عمر الأزمة السياسية في البلاد، سمعنا بجد عن مبادرات خليجية وعربية عدة طرحت لإنهاء الجدل المستعر في البلاد، فالحديث عن مبادرة كويتية وتونسية وعمانية كلها حسبما أعرف صحيحة، لكنها جميعها لم يكتب لها النجاح لأسباب تتعلق برفض هذه الجهة أو تحفظ الأخرى عليها.
من الطبيعي جداً، أن نسمع هذه الأيام عن وجود مبادرة جديدة، وربما سنسمع ربما غداً عن غيرها، لأننا نقترب من موعد الاستحقاق الانتخابي، الذي يفترض أن يتم في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، فهذه الأشهر الأربعة أو الخمسة المقبلة ستشهد مزيداً من الأحاديث عن مبادرات أو تسريبات تبشر بقرب الحل السياسي، فهذه الفترة، هي الموسم الأمثل لبث هذه الأخبار وإلقاء البالونات في الشارع، لقياس ردود الأفعال وتوقع المواقف، وإحداث الانقسامات وزعزعة ثقة الناس ببعضهم.
وما نفهمه من مواقف قوى المعارضة، التي نفت بشكل قاطع وجود صفقة أخيرة بينها وبين السلطة، أنها لا تريد أن تقسم شارعها بين مؤيد ومعارض لما يتم الحديث عنه عن تفاصيل التسويات التي ربما قد تعرض عليها بين فينة وأخرى، مادامت هذه التسويات لا تصل إلى مرحلة متقدمة من النجاح، وبالتالي فإن إحداث بلبلة حول مجرد أفكار أو أوراق تطرح ليس أمراً حكيماً، وهو أمر نقدره ونفهمه جيداً، وحسناً فعلت هذه المرة عندما أطلعت الناس على موقفها مما يثار.
قطعاً، شعب البحرين بمختلف طوائفه لا يرفض أن يكون هناك حوار أو حتى صفقة بين الجهات المختلفة، إذا ما أفضى هذا الحوار أو الصفقة إلى حفظ حقوق المواطنين جميعاً، وساهم في تحقيق العدالة والإنصاف للجميع على قاعدة المواطنة المتساوية، التي يحترم فيها حق البحرينيين جميعاً، دون ظلم أو حيف لأحد.
وفي نهاية المطاف، الكل يعلم أن البحرين صغيرة، ولا شيء يخفى، وما كان سراً بالأمس هو اليوم مكشوف، وما يُحاك اليوم سيكشف غداً، والأجدر بكل الأطراف أن تدرك أن البحرينيين على درجة من الوعي تمكّنهم من قراءة الأمور بشكل صحيح، واتخاذ الموقف المناسب إزاءها، وعلى الجميع أن يفهم أن البحرينيين جميعاً ينتظرون حلاً حقيقياً لمآسيهم ومشاكلهم وليس حلولاً ترقيعية.
نتمنى كبحرينيين، أن تفضي الأيام المقبلة، إلى حل شامل للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أعوام، وراح ضحيتها العشرات من أبناء البحرين، وقبع بسببها الآلاف في السجون، وترمّلت النساء وتيتمت الأبناء، وعُذّب من عذب، وأُبعد من ابعد، وسحبت جنسيات العشرات، كل ذلك يدفع شعب البحرين إلى المطالبة بحل واقعي وجاد، أما إلقاء بالونات الاختبار بين فينة وأخرى، فلن يقدم أو يؤخر شيئاً.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ
دعوات باطلة
دعوات باطلة لا ولن يصلحوا ما افسدوا لان في اي صلاح واصلاح خسارة لهم وليسوا على استعداد للتضحية باقل القليل وهو شعور لديهم بالدنب لان السارق ان اعطاك مما سرقه منك فهو اعتراف بسرقته
هو العرف القديم الحديث لا تغيير في موضوع الرعايا
تغيرات كلمة الرعايا شكليا الى مواطنين والحقيقة لازلنا رعايا مكرمات وأقول هو اللعب على عامل الزمن واستخدام القوة والسجن لسنوات طويلة والتهجير وقطع الأرزاق لكن مانجح في السابق والزمن الماضي لن ينجح حاليا وفي هذا الزمن الرديء فالعد التنازلي للتغيير بدء قد يطول قد يقصر لكن لن تنجح عقلية القرون الوسطى