أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حرص مملكة البحرين على تطوير وتعزيز البعد الآسيوي في علاقاتها الخارجية، والعمل على بناء علاقات متينة وتحالفات استراتيجية قائمة على رؤى وطموحات مشتركة تجمع بين شعوب المنطقة من أجل مزيدٍ من الأمن والاستقرار الدوليين، والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق تطلعات الشعوب.
جاء ذلك لدى استقبال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير أمس الأربعاء (28 مايو/ أيار 2014) رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وذلك بمناسبة زيارته الرسمية لمملكة البحرين.
وقد جرت له مراسم استقبال رسمية لدى وصوله قصر الصخير، حيث توجه جلالة الملك وضيف البلاد الى منصة الشرف، وعزف السلام الوطني لجمهورية طاجيكستان والسلام الملكي البحريني.
بعد ذلك عقدت جلسة المباحثات الرسمية الموسعة بين الجانبين البحريني برئاسة جلالة الملك والطاجيكستاني برئاسة الرئيس إمام علي رحمان بحضور رئيس الوزراء.
وخلال جلسة المباحثات التي حضرها وفدا البلدين جرى استعراض العلاقات الثنائية الطيبة، وسبل توسيع آفاق التعاون المشترك على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إضافة الى بحث عدد من القضايا والتطورات الاقليمية والدولية.
وقد رحب صاحب الجلالة العاهل برئيس جمهورية طاجيكستان وبزيارته مملكة البحرين، مؤكداً له حرص البحرين على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع بلاده في شتى الميادين والاستفادة من الامكانات والمقومات التي يتمتع بها البلدان بما ينعكس إيجاباً ونفعاً على شعبيهما.
وأعرب عن تطلعه إلى أن تسهم هذه الزيارة في إيجاد آفاق جديدة للتعاون وبناء جسور للتواصل الثقافي والسياحي إلى جانب تطوير وسائل التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.
بدوره أعرب الرئيس إمام علي رحمان عن سعادته بزيارة مملكة البحرين ولقائه جلالة الملك، كما عبر عن امتنانه وتقديره لجلالته لحفاوة الاستقبال الذي أحيط به ومرافقوه .
بعد ذلك عقد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك اجتماعا ثنائيا مع رئيس جمهورية طاجيكستان بحضور رئيس الوزراء تم خلاله تأكيد أهمية مواصلة تعزيز آفاق التعاون في جميع المجالات وإمكانية الاستفادة من خبرات وإمكانيات البلدين في دعم المشاريع والبرامج المشتركة التي من شأنها أن تعود بالفائدة على البلدين.
وبحضور عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس طاجيكستان، جرى أمس، مراسم التوقيع على (8) اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بما في ذلك مذكرة تفاهم للتشاور الثنائي بين وزارة خارجية مملكة البحرين ووزارة خارجية جمهورية طاجيكستان، وقع عليها من الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ومن الجانب الطاجيكي وزير خارجية جمهورية طاجيكستان سراج الدين أصلوف.
ولتعزيز التعاون في مجال الخدمات الجوية وتعزيز التجارة ورفاهية المستهلكين والنمو الاقتصادي، وتسهيل التوسع في اتاحة الفرص أمام الخدمات الجوية الدولية، تم التوقيع على اتفاقية للخدمات الجوية بين حكومة مملكة البحرين وحكومة جمهورية طاجيكستان وقع عليها من الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وعن الجانب الطاجيكي وزير خارجية جمهورية طاجيكستان سراج الدين أصلوف.
ورغبة منهما في خلق الظروف المشجعة للمزيد من التعاون في مجال الثقافة والفنون، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الثقافة والفن وقع عليها من الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وعن الجانب الطاجيكي وزير الثقافة بجمهورية طاجيكستان شمس الدين آرومبيكوف.
وحرصاً من مملكة البحرين وجمهورية طاجيكستان على تعزيز السياحة بين البلدين، فقد وقع الجانبان على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة، وقع عليها عن الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وعن الجانب الطاجيكي رئيس لجنة الشباب والرياضة والسياحة لدى حكومة جمهورية طاجيكستان والنائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية مليك شاه نعمتوف.
كما تم التوقيع على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين حكومتي البلدين، وقع عليها عن الجانب البحريني وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وعن الجانب الطاجيكي وزير المالية بجمهورية طاجيكستان عبدالسلام قربانوف.
ورغبة منهما في خلق الظروف المشجعة للمزيد من التعاون الاقتصادي المتبادل، وبوجه خاص في مجال الاستثمارات، وقع الجانبان اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، وقع عليها عن الجانب البحريني وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وعن الجانب الطاجيكي وقع عليها رئيس لجنة الدولة للاستثمار وإدارة أملاك الدولة بجمهورية طاجيكستان قادر قاسم.
كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين حكومة مملكة البحرين وحكومة جمهورية طاجيكستان، وقع عليها عن الجانب البحريني وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، وعن الجانب الطاجيكي وزير التنمية الاقتصادية والتجارة في جمهورية طاجيكستان شريف رحيمزاده.
كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصحة، وقع عليها عن الجانب البحريني وزير الصحة صادق الشهابي وعن الجانب الطاجيكي وزير الصحة بجمهورية طاجيكستان نصرة الله سليمزاده.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم للتأكيد على حرص حكومة البحرين على توثيق العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الصديقين في شتى المجالات.
بعد ذلك صافح رئيس جمهورية طاجيكستان الوزراء، بينما صافح جلالة العاهل الوفد المرافق للرئيس الطاجيكي.
ثم تفضل جلالة الملك بإلقاء كلمة سامية قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس ،،،
الحضور الكرام ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
يسعدنا اليوم أن نرحب بفخامتكم في مملكة البحرين، وأن نعرب لكم عن عميق اعتزازنا وفخرنا بما وصلت إليه علاقاتنا الثنائية التي تشهد تطوراً ونماءً على مختلف الأصعدة، ونجد في هذه الزيارة فرصةً لمزيد من التقارب والتعاون بين بلدينا الصديقين.
إن مملكة البحرين حريصة على تطوير وتعزيز البعد الآسيوي في علاقاتها الخارجية، والعمل على بناء علاقات متينة وتحالفات استراتيجية قائمة على رؤى وطموحات مشتركة تجمع بين شعوب المنطقة من أجل مزيدٍ من الأمن والاستقرار الدوليين، والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق تطلعات الشعوب.
كما لا يفوتنا أن ننوه بالحرص المشترك بيننا على تطوير العلاقات الثنائية وفتح مجالات أرحب من التعاون، فضلاً عن تعميق دورنا في إطار منظمة التعاون الإسلامي بما يدعم قدراتنا على تحقيق التنمية والرفاهية ويقوي أواصر الصداقة بين شعوبنا الإسلامية، ولتحقيق هذا الهدف العزيز علينا جميعاً، تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم تأكيداً على حرصنا الصادق في هذا الصدد.
هذا ويطيب لنا أن نقدم لفخامتكم وسام القلادة الخليفية، تقديراً لفخامتكم ولبلدكم الصديق، ولما تبذلونه من دعم للدفع بهذه العلاقات إلى مزيد من النماء والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد ذلك قام جلالة العاهل بتقليد فخامة الرئيس إمام علي رحمان وسام القلادة الخليفية، تقديراً لدوره في دعم مجالات التعاون المشترك بين البلدين.
بعد ذلك ألقى رئيس جمهورية طاجيكستان كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين،
الأعضاء المحترمين للوفدين الرسميين،
الأصدقاء الأعزاء،
إنه من دواعي الشرف والاعتزاز أن أقلَّد بوسام «القلادة الخليفية» من الدرجة الأولى في مملكة البحرين، وإننا نتلقاه كنوع من القرض الروحي الذي يدفعنا نحو مزيد من الجهود والمساعي البناءة من أجل تنمية وتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين.
وإن منحي أعلى وسام في مملكة البحرين ليس شرفاً لزعيم دولة وحكومة طاجيكستان فحسب، بل هو شرف عظيم يناله شعب طاجيكستان بأكمله.
وفي الوقت ذاته، قررت جمهورية طاجيكستان أن يتم تقليد ملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بأعلى وسام الدولة في طاجيكستان – وسام «إسماعيل ساماني» من الدرجة الأولى، وذلك تقديراً لجلالته لإسهاماته القيمة في سبيل تنمية علاقات الصداقة بين البلدين، وإعادة الأواصر التاريخية للعلاقات المتميزة بين الدولتين والتعزيز المستقبلي للتعاون بين طاجيكستان والبحرين.
والملك إسماعيل ساماني الذي كان ملكاً مبجلاً فاضلاً حكيماً وزعيماً للشعب الطاجيكي في القرن العاشر الميلادي ومؤسساً للدولة الطاجيكية الممتدة إلى ربوع ما وراء النهر وخراسان أدى دوراً عظيماً في تقرير المصير التاريخي للشعب الطاجيكي، فإنه من البديهي أن أقرب وأهم اصدقائنا من قادة الدول الأخرى يتم تكريمهم بهذا الوسام.
وليست في مبادرتنا هذه والرامية للتقدير والإجلال أدنى مجال للمبالغة، ذلك أن صاحب الجلالة الذي كنت أجريت معه لقاءً مستفيضاً لأول مرة على هامش القمة الاستثنائية لزعماء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمكة المكرمة العام 2005م، وضع جلالته من ذلك الحين أساساً متيناً لعلاقات الصداقة الجديدة والتعاون المتعدد الجوانب بين طاجيكستان والبحرين، وهذه العلاقات أصبحت تكتسب اليوم قاعدة قانونية معتمدة متمثلة في المعاهدات والاتفاقيات.
إن أبناء طاجيكستان يعرفون جلالة الملك كرجل دولة بارز وقائد سياسي حكيم مبدع. والإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تشهدها مملكة البحرين تحت قيادة ورعاية صاحب الجلالة ذاع صيتها خارج منطقة الخليج بفضل نتائجها الراقية، حيث إن خبراتها الفريدة أضحت موضوع أبحاث لكثير من الخبراء والباحثين في العالم، فضلاً عن ذلك، فإننا نشيد بموقف ورؤية صاحب الجلالة تجاه التسوية السلمية الإيجابية للقضايا الحيوية الساخنة داخل منطقة نشاط منظمة التعاون الإسلامي، أو على المستوى العالمي والذي يستند إلى أسس وثوابت راسخة.
وإني على ثقة بأن مملكة البحرين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، إذ تشق طريقها بخطى ثابتة نحو الرقي والازدهار وتحقيق السعادة الإنسانية، فإنها ستولي العناية الخاصة أيضاً بتطوير التعاون المثمر المتعدد الجوانب بين البلدان الإسلامية وبين دول مناطقنا أيضاً.
وأتطلع إلى أننا من خلال المساعي المضنية المشتركة نستطيع أن نُنمي رأس المال التاريخي الفذ هذا والذي توارثناه عن أسلافنا وأن نثريه بالإنجازات الجديدة.
وبإذن الله تعالى هذه المراسم للتكريم الأخوي والودي ستخدم لتعزيز وتوسيع آفاق العلاقات المثمرة بيننا.
وختاماً أستغل الفرصة في هذه اللحظات الطيبة المليئة بالبهجة والفخامة، واسأل الله سبحانه وتعالى لجلالة الملك ومرافقيه طول العمر وموفور الصحة والسعادة والسداد والتوفيق. وشكراً.
ثم قام رئيس جمهورية طاجيكستان بتقليد جلالة الملك وسام الأمير اسماعيل الساماني من الدرجة الاولى تقديرا لجهود جلالته واهتمامه بتعزيز وتطوير علاقات التعاون والصداقة البحرينية الطاجيكستانية.
وقد أقام جلالة الملك مأدبة غداء تكريماً لرئيس جمهورية طاجيكستان والوفد المرافق، حضرها كبار المسئولين بالدولة.
العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ