يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أهم الأمراض الشائعة المنتشرة في الوطن العربي، والذي يؤدي بدوره إلى مشاكل القلب وجلطات الدماغ والفشل الكلوي إذا لم يتم علاجه والتحكم به.

يُشخَّص ارتفاع ضغط الدم عن طريق أخذ أكثر من قراءة للضغط، ولا يتم تشخيص ضغط الدم بعد قراءة واحدة فقط، ولكن يجب أن تكون هناك عدة قراءات فوق المعدل الطبيعي، ويعتبر المريض مصاباً بارتفاع ضغط الدم إذا كان معدل القراءات الثلاث 140 / 90 أو أكثر.

يجب أن يقاس الضغط في غرفة هادئة، وعلى المريض تجنب التدخين مدة 30 دقيقة قبل موعد الفحص، والكافيين ساعة واحدة قبل العيادة؛ لأن كلاهما قد يؤديان إلى ارتفاع ضغط الدم.

وللعلم فإن هناك 25 % من الناس يعانون مما يسمى ارتفاع ضغط الدم نتيجة «المعطف الأبيض» (white coat)، حيث إن ضغط المريض يكون مرتفعاً في العيادة فقط، وفي هذا الحالات قد يلجأ الطبيب لوضع جهاز للمريض يقوم بقياس الضغط لمدة 24 ساعة.

يسمى ضغط الدم «القاتل الصامت»؛ لأن كثيراً من المرضى لا يشعرون به، وأعراضه مشابهة لعوارض عدة أخرى كالصداع وزغللة العين والخمول وصعوبة التنفس وآلام الصدر.

وتكمن مشكلة ارتفاع ضغط الدم أنه يؤثر سلباً على الشرايين، ويؤدي إلى تصلبها، ويزيد مجهود القلب ويؤدي إلى تضخمه؛ كون القلب يحاول ضخ الدم ضد ضغط مرتفع، إضافة إلى أن ارتفاع ضغط الدم من أهم أسباب جلطات ونزيف المخ، وهو السبب الرئيس الأول لهذه الحالات.

معظم المرضى لديهم ما يسمى ارتفاع ضغط الدم الأولي، وليس له سبب واضح، ولكن هناك عوامل خطورة تؤدي للإصابة به كالعوامل الوراثية وعوامل أخرى كالسمنة وزيادة تناول الأملاح.

من جهة أخرى، فإن 5 % من المرضى لديهم ارتفاع ضغط الدم الثانوي، أي أن هناك سبباً ثانوياً ومعروفاً لارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأسباب قصور ومشاكل الكلى، النوم الانسدادي، خلل الهرمونات وأسباب أخرى. وهناك مسببات أخرى ترفع ضغط الدم كتعاطي بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل ومضادات الالتهاب كالبروفين (NSAIDS) والكورتيزون ومضادات الاكتئاب، وعرق السوس، وبعض أنواع بخاخات الأنف.

طبعاً، البروفين لا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم من الاستعمال الأول، ولكن يتطلب ذلك أخذه لفترات زمنية طويلة، وذلك ينطبق على معظم الأدوية الأخرى. فيجب علينا أخذ هذه الأدوية فقط عند الضرورة واستعمال طرق بديلة، مثلاً استعمال طريقة أخرى لمنع الحمل غير الحبوب بحيث تكون أكثر أماناً.

يجب على المريض أنْ يعي أنّ ارتفاع ضغط الدم يؤثر على الأعضاء المهمة في حال عدم أخذ العلاج، وهي الدماغ، والقلب، والعين، والكلى.

وبالنسبة للعلاج، فهناك أولاً العلاج غير الدوائي، والذي يتضمن الإقلال من أكل الملح والدهون، وفقد الوزن الزائد، إضافة لممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين والكحول.

إذا كان الضغط في المرحلة الأولى، فهنا يبدأ الطبيب بالعلاج غير الدوائي كالرياضة وفقد الوزن الزائد، ومن ثم يتجه للعقاقير في حال عدم الاستجابة.

وأخيراً، أقول لكم إن الكثير من مرضى ضغط الدم لا يلتزم بأخذ العلاج بطريقة منتظمة، أو يترك العلاج ظناً منه أن عدم وجود أية أعراض تعني تشافيه، ومن هنا تبدأ المشاكل.

لذا؛ أنصح جميع مرضى الضغط بالالتزام بالعلاج ومراجعة الطبيب بانتظام وعدم إيقاف الأدوية إلا بأمر من الطبيب.