تحول المدرب الايطالي الهادئ كارلو أنشيلوتي إلى أسطورة تدريبية حية بعد أن نجح في الفوز 3 مرات ببطولة دوري أبطال أوروبا اثنتان مع ميلان الايطالي وواحدة مع ريال مدريد ليعادل بذلك رقم مدرب ليفربول الأسطوري بوب بيزلي الذي سبقه لهذا الإنجاز.
أنشيلوتي الذي قدم إلى مدريد كان يعرف تماما أن هدفه الرئيسي دوري الابطال والنجمة العاشرة وهو مدرب منذ كان في يوفنتوس وميلان الايطاليين خبير ببطولات الكؤوس وبدوري أبطال أوروبا خصوصا فتم جلبه لهذا الغرض.
هذا المدرب جاء خلفا لثلاثة مواسم من الفوضى لريال مدريد مع البرتغالي جوزيه مورينهو، فوضى بلا شك انعكست على شخصية الفريق واللاعبين وأدت إلى خسارتهم في اللحظات الحاسمة.
على أن مورينهو يحسب له إعادة بناء الريال، غير أنه لم يستطع قيادته للاستقرار.
أنشيلوتي حقق الهدوء المطلوب من خلال طباعه الشخصية الهادئة وقدرته دائما على المزج بين النجوم لخدمة الفريق.
ما نجح فيه انشيلوتي أيضا هو تحقيق التكامل بين لوبيز وكاسياس في الحراسة، وإعادة اكتشاف بيبي في خط الدفاع بعد أن حوله إلى صخرة دفاعية هادئة بعيدا عن التشنج الزائد، كما أنه قدم كارفخال كأحد أبرز الاكتشافات في مركز الظهير الأيمن، وزاوج بين أدوار كوينتراو الدفاعية ومارسيليو الهجومية على الجهة اليسرى في الوقت الذي تحول فيه راموس في عهده إلى منقذ للفريق.
في الوسط تحول مودريش إلى بيضة الميزان، في حين كان قرار أنشيلوتي الصعب بالإبقاء على دي ماريا والتضحية بأوزيل أحد أهم القرارات التي نجح من خلالها في اعادة توظيف دي ماريا وتحويله إلى أحد أهم نجوم الموسم.
كما نجح في ادخال غاريث بيل مع الفريق واعطائه الوقت والمساحة اللازمة للبروز والتألق، وضحى بهيغوين وصبر على كريم بنزيما بشكل غريب وأعطاه من الثقة ما لا يمكن أن يمنحه أي مدرب آخر.
أنشيلوتي بالفعل هو أسطورة تدريبية بإنجازاته وبنجاحه المنقطع النظير مع كل الأندية التي قادها، ومازال الطريق أمامه لتحطيم كل الأرقام القياسية.
هدوءه وذكاؤه الحاد ونظرته المستقبلية جلبت له الحظ السعيد أينما حل، فكان بالفعل المدرب المحظوظ بقدر ما يستحق.
وإذا كان أنشيلوتي أسطورة، فإن مدرب أتلتيكو الأرجنتني سيميوني هو المدرب الخارق بحق لأنه صنع شيئا من لا شيء تقريبا.
أتلتيكو الرخو حوله إلى أتلتيكو الحديدي الذي لا يقبل بالهزيمة بل يمتلك من الاصرار والقتال والعزيمة ما لا يمتلكه أي فريق آخر في العالم.
سيموني بلاعبين مغمورين أوقف احتكار برشلونة والريال لبطولة الدوري وهز أوروبا بأداء تكتيكي وقتالي لا يضاهى، ولولا قلة الحيلة بغياب البدلاء الأكفاء نتيجة شح الامكانات لكان بالفعل أفضل مما كان.
سيموني من وجهة نظري هو نجم هذا الموسم الأول، ففاق بتأثيره كل اللاعبين من نجوم العالم، وفاق بتكتيكه تيكي تاكا برشلونة وعنجهية مورينهو مع تشلسي.
سيموني الظاهرة الجديدة في عالم التدريب ننتظر أن نراه مدربا لعدد من النجوم في أتلتيكو أو في غيره لنكتشف بحق قدراته الذهبية.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4280 - الإثنين 26 مايو 2014م الموافق 27 رجب 1435هـ
مودريتش رمانة الميزان
ليست هناك ما يسمى بيضة الميزان !! بل رمانة الميزان
يا محمد ابن عباس
لولا وجود زيدان مساعد المدرب بل هو المدرب لما حصل الريال على الابطال ولو لم يظلم سيموني من الحكم في النهائي لضم اتلتكو الابطال الى الدوري