العدد 4278 - السبت 24 مايو 2014م الموافق 25 رجب 1435هـ

سولاج يدشِّن في سن الرابعة والتسعين متحفاً يحمل اسمه في روديز

يدشن بيار سولاج (94 عاماً) أحد أشهر الفنانين الفرنسيين المعاصرين في العالم يوم الجمعة (30 مايو/ أيار/ 2014)، في مسقط رأسه روديز (جنوب غرب) أول متحف يحمل اسمه وقد قدم له 250 من أعماله التجريدية التي يهيمن عليها اللون الأسود.

وسينتقل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى روديز للمناسبة؛ إذ إن تدشين متحف عام مصمم بالتعاون مع فنان لايزال على قيد الحياة أمر نادر.

وتؤكد إدارة المتحف أن سولاج طويل القامة (1,90 متر) الذي يرتدي الأسود دوما منذ شبابه "هو بلا شك أحد أكبر الاسماء في أوساط الفن التجريدي في فرنسا والخارج".

سولاج فنان بات اسمه يرتبط بالأرقام الكبيرة: نصف مليون زائر للمعرض الباريسي المكرس لأعماله في العام 2010، وأكثر من خمسة ملايين يورو لإحدى لوحاته السوداء العائدة إلى العام 1959 في مزاد العام الماضي في لندن.

والمتحف الذي يبعد عن باريس ساعة بالطائرة يعول من الآن على 150 ألف زائر في السنة وتنوي منطقة روديز الكبرى (58 ألف نسمة) الاستفادة من "نقطة الجذب" الجديدة هذه.

لكن الرسام قال: "الجانب الاقتصادي لا يهمني!".

وأضاف "أعرف ما قدمته لي المتاحف وكيف أن الفن يعطي معنى للحياة ليس فقط لحياتي بل لحياة الذين يشاهدونه".

ولا يبتعد الفنان كثيراً عن زوجته كوليت التي التقاها قبل 76 عاماً في معهد الفنون الجميلة في مونبولييه.

ويتمتع الرسام بكاريسما كبيرة وبذاكرة لا تخونه ويتكلم بأسلوب انيق.

ويقول إنه في العقود السبعة الأخيرة أقيمت "آلاف المعارض"لأعماله" في مئات المتاحف الكبيرة في العالم". وخلال ربيع هذه السنة فضّل أن يشرف بعناية كبيرة على تعليق لوحاته في روديز بدلاً من تلبية دعوة أميركيين ألحّوا عليه "لاستقلال طائرة خاصة" للتوجه إلى نيويورك في إطار معرض لأعماله "على جادة ماديسون الرائجة جداً".

بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة وفي سن السابعة والعشرين كان قد حقق شهرة في الخارج كفنان غير تصويري راديكالي. واعتباراً من العام 1979 عمل خصوصاً على تأثير "النور المعكوس على مساحة سوداء".

ويقام معرض مؤقت استثنائي يضم مختارات من لوحاته التجريدية في روديز بعنوان "أسْود آخر".

ويأسف أمين المتحف الجديد بونوا دوكرون "لأني لم أر يوماً سولاج يرسم" لوحاته الموضوعة أرضاً في محترفه في باريس وسيت (جنوب). إلا أن المتحف على ما يقول سيساهم في شرح عملية الإبداع.

ويقول دوكرون للزوار: "إنه فن تجريدي لن نفسره لكم، لكننا سنرافقكم لنقول لكم كيف يتم إبداع العمل".

ويعود سولاج أيضاً إلى روديز حيث ولد ليلة عيد الميلاد العام 1919. والده الذي توفي وهو في سن الخامسة كان صانع عربات خيل. أما والدته "التي بالكاد كانت تقرأ وتكتب" فكانت تدير متجراً لمستلزمات صيد السمك والطيور.

يقول الرسام إنه لايزال معجباً بكنيسة سانت فوا في كونك على بعد 42 كيلومتراً من روديز؛ حيث أدرك مراهقاً أنه سيمتهن الرسم. وتضم قاعة عالية السقف في المتحف التصاميم التحضيرية للزجاجيات التي تصورها لكونك. وقد استمرت هذه المغامرة سبع سنوات بين عامي 1987 و1994 للتوصل إلى نوع معين من الزجاج وإنجاز 104 زجاجيات تتناسق مع الكنيسة العائدة للقرن الحادي عشر.

وسيكتشف الزوار لوحات رسمها على ورق وهي رائجة جداً راهناً. وقد أنجز سولاج هذه الأعمال بين عامي 1946 و1948 مستخدماً صباغ الجوز الذي يعتمده الحرفيون.

أما مبنى المتحف فقد صمّمته شركة هندسة معمارية كاتالونية وهو يكاد يختفي وسط حديقة فوراي والمرتفع الصخري الذي بنيت عليه روديز. ويقول الفنان إن "هندسة المبنى مثالية وفولاذ الجدران يتماشى كلياً مع لون حجارة الكاتدرائية المجاورة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً