خطت الصحافة الرياضية خطوات ناجحة كبيرة خلال السنوات الأخيرة بعد صدور الملاحق الرياضية في كل الصحف اليومية، وزاد من شعبيتها الصفحات الملونة الجميلة والمنافسة القوية بين المحررين الرياضيين في الحصول على السبق الصحفي والتغطية المتميزة، وهو ما جعل كل ملحق رياضي يتميز عن الآخر.
تلك الصورة الجميلة بدأت تتغير تدريجيا في الفترة الأخيرة، وتأخذ منعطفا آخر بعد أن سيطر خبر العلاقات العامة على الصفحات ومستحوذا على الجزء الأكبر من مساحتها. وزاد من الطين بلة -كما يقال- حينما فرض نفسه على الصفحة الرئيسية الأولى بحجة مقنعة أو بأخرى، على رغم أن خبر العلاقات العامة متى ما أراد أن يفرض له مكانة بارزة على صفحات الملحق يجب أن يكون مدفوع الأجر ويعامل معاملة الإعلان وهو الأمر المتعارف عليه في عالم الصحافة المقروءة.
هذه المعلومة التي أسوقها ليس من أجل تأليب صحافتنا الرياضية على أخبار العلاقات العامة التي أصبحت جزءا من عملنا وزاد عددها في الآونة الأخيرة بشكل كبير جدا، ولا من أجل التقليل من شأن عمل العلاقات العامة وأخبارها ولكن من اجل إيجاد مساحة اكبر للخبر الطازج المعد من قبل فريق العمل في الصحيفة، فهم الأحق بذلك لأن الصحافة عملهم الأساسي وصنعتهم التي يصولون ويجولون فيها ويقتاتون منها.
فالعمل الصحافي الرياضي في بلادنا قطع شوطا طويلا من العمل الاحترافي وأصبحت له مكانة جيدة، وخصوصا أن جل العاملين من الكوادر الرياضية الوطنية المتخصصة التي صقلت نفسها بجدها واجتهادها، وأصبح لقلمها مكانة عند القراء والمتتبعين، لذلك من الخطأ أن تسمح لنفسها بعد هذا العطاء الكبير أن تتراجع عن مكانتها وتفسح المجال لخبر العلاقات العامة الاستحواذ على جزء كبير من عملها حتى غدا خبر العلاقات وكأنه صادر من جهة حكومية نافذة، أو هو خبر متعلق بمصير الناس.
وأقول بنية حسنة إن هناك أكثر من طريقة لفرد خبر العلاقات العامة وإعطائه حقه، لكن ليس على حساب عمل الصحافي الرياضي ومهنته التي يحق له أن يتفاخر بها بمقارنته بباقي الملاحق الرياضية التي تصدر في دول أخرى تقوم على فبركة الخبر وتتعمد الإثارة وخلق أجواء تنافسية بعيدة عن الواقع، الهدف منها بالدرجة الأولى تحقيق المزيد من المكاسب لشخص الصحافي.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4278 - السبت 24 مايو 2014م الموافق 25 رجب 1435هـ