حاز السينمائي والقاص والشاعر العراقي حسن بلاسم، وهو من مواليد العام 1973، جائزة "الإندبندنت" عن أفضل عمل قصصي خيالي أجنبي في بريطانيا للعام 2014.
وبلاسم، هو أول منفِي عراقي، وأول عربي يفوز بجائزة كبرى في المملكة المتحدة، وذلك عن عمله "المسيح العراقي" (The Iraqi Christ) المكون من مجموعة 14 قصة القصيرة التي تصور بلاده (العراق) كـ "جحيم سوريالي"، وتتقصّى القصص أوضاع اللاجئين العراقيين. كما يعد بلاسم أول كاتب عربي يفوز بالجائزة منذ تأسيسها قبل 24 عاماً، والروائي العربي الوحيد الذي لم ينشر عمله بلغته الأصلية بسبب مخاوف الرقابة ونتائجها، يحوز جائزة "الإندبندنت"، التي تبلغ قيمتها 10 آلاف جنيه إسترليني، سيتقاسمها مع المترجم جوناثان رايت؛ بحسب شروط الجائزة.
وقال رئيس لجنة التحكيم والمحرر الأدبي المستقل بويد تونكين عن "المسيح العراقي": "هي عمل كلاسيكي لواحد من شهود عيان ما بعد الحرب". "إنه عمل جارف ولا ينسى".
وأضاف تونكين "المجموعة المكونة من 14 قصة قصيرة تعطي لمحة مروّعة لا تنسى. وتمزج قصص المجموعة بين الريبورتاج والمذكرات والخيال المعتم. إنها شواهد على العراق الحديث انتقالاً من الصحراء إلى الغابة. الغابة الحديثة التي نشهدها!
ولد بلاسِم في العاصمة العراقية (بغداد) واستمد رواياته وأعماله من حياته الخاصة. غادر مدينته في العام 1998 إلى السليمانية؛ إذ واصل هناك صناعة الأفلام التي كانت تنتقد بشكل حاسم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان ينجزها تحت اسم كردي مستعار. هرب الكاتب من العراق في العام 2000 تجنّباً للاضطهاد، وسافر باعتباره مهاجراً غير شرعي لمدة أربع سنوات حتى استقر أخيراً بفنلندا.
وتلقى بلاسِم إشادات عن عمله في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وقالت عنه صحيفة "الجارديان" البريطانية: "ربما يكون أفضل كاتب عربي على قيد الحياة في أعمال الخيال"، إلا أن إصداره (المسيح العراقي) لم يصدر بلغته الأصلية (العربية) حتى هذه اللحظة".
وأصدر بلاسم مجموعته القصصية "مجنون ساحة الحرية"، باللغة الإنجليزية عن دار كومابريس في انجلترا العام 2009، والتي تولى ترجمتها أيضاً جونثان رايت، وطبعت في نسختها العربية بعد ثلاث سنوات من كتابتها، لكنها مازالت محظورة في الأردن ودول عربية أخرى.
وقال بلاسم إنه ينوي نشر "المسيح العراقي" إلى العربية في نسخة إلكترونية تفادياً للجهود التي لم تنفك من قبل الرقابة المفروضة في عديد من الدول العربية".
وأضاف "أنا لا أريد أن يحدث لـ (المسيح العراقي): "مثلما حدث لـ (مجنون ساحة الحرية). سأقوم بنشرها وتصعيدها على شبكة الإنترنت مجاناً كي يكون متاحاً بسهولة وصول القارئ العربي إليها".
وأعرب بلاسِم عن أمله في أن يسهم فوزه بالجائزة في تمهيد الطريق للكتب العراقية الأخرى كي تُنشر في الغرب. إنه أمر رائع، وآمل أن يكون الأمر جيداً للأدب العراقي". وأضاف "سيفضي هذا إلى فتح لكتب أخرى كي تشق طريقها إلى الغرب".
وقال محرر مجموعته را بايج، في اللحظة التي رأى فيها قصة لبلاسم في العام 2008: "عرفت بأن كتابة كتلك هي على خلاف ما قرأته في أي وقت مضى".
وأضاف "لقد جعلني أدرك أنني لم أكن أعرف شيئاً عن الحرب في العراق، وأنها بديل عن عدد لا يحصى من الأعمدة والمقالات التي قرأتها، وكأنني لم أقرأ كلمة واحدة من كل ذلك".
وأوضح "في عمله كشف عن النفس وكيف يكون الهاجس المتعلق بحربنا الخاصة التي نواجهها في الصحافة".
وقال رئيس لجنة التحكيم والمحرر الأدبي المستقل بويد تونكين عن "المسيح العراقي"، هي "غالباً سوريالية في أسلوبها ولكنها متجذّرة دائماً في القلب لكسر الحقيقة". "إنها مزيج من التقريري والمذكرات والخيال العلمي. هي وصف هذا العصر عديم الرحمة، ونكتة حالكة السواد وتوق لرؤية حياة أفضل".
يُذكر، أن رواية حسن بلاسم "مجنون ساحة الحرية" المُترجمة من العربية إلى الإنجليزية، وصدرت عن دار كومابريس في إنجلترا العام 2009، قد رشحت لجائزة صحيفة الإندبندنت في العام 2010 وجائزة فرانك أوكونور العالمية العام 2010.
ولبلاسم عديد من الأفلام: "جذور"، وثائقي قصير، سيناريو وإخراج (فنلندا 2008)، "حياة بسرعة الضحك"، فيلم تجريبي قصير (10 دقائق) فكرة وإخراج، (فنلندا إنتاج 2007)، عرض في برنامج السينما الجديدة العام 2008، تقرير تلفزيوني (18 دقيقة)، عن الباحث الفنلندي ماركو يونتونين أثناء بحثه عن أوضاع لاجئ عراقي يعيش في فنلندا (كتابة وإخراج)، فنلندا 2007، "ميت في طبعات"، فيلم قصير (سيناريو وإخراج) فنلندا 2006، "جرح الكاميرا" (روائي طويل باللغة الكردية)، السليمانية 2000، "بياض الطين" (سيناريو وتمثيل) حاصل على جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان أكاديمية الفنون ـ بغداد 1997، "كابينتا" (سيناريو وتمثيل) بغداد 1997، "كاردينيا" (سيناريو وإخراج) 1996، حائز على جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان أكاديمية الفنون للفيلم الوثائقي الثاني، وجائزة أفضل إخراج في مهرجان دائرة السينما والمسرح.
كما صدر له: "طفل الشيعة المسموم" (مجموعة قصصية)، صدرت عن موقع القصة العراقية 2008، كتاب "جرح الكاميرا"، (كتابات عن السينما) ـ صدر عن موقع القصة العراقية 2007، كتاب "الغرق في الوجود" رسائل، بالاشتراك مع الأديب والمترجم العراقي عدنان المبارك، العام 2006، مجموعة من المقالات السينمائية في كتاب مشترك "حول السينما الشعرية"، إعداد وكتابة صلاح سرميني، صدر في سلسلة "كراسات السينما" بمناسبة الدورة الرابعة لـ "مُسابقة أفلامٍ من الإمارات" في أبوظبي العام 2006. شارك في كتاب "مدينة ـ قصص من الشرق الأوسط"، الذي صدر باللغة الإنكليزية عن دار كومابريس ـ 2008، بمساهمة كل من: نديم غورسيل الذي كتب "قصة إسطنبول"، وجمال الغيطاني كاتب "قصة الإسكندرية"، وفدوى القاسم صاحبة "قصة دبي"، وعلاء حليحل صاحب "قصة عكا".