أرسل الاتحاد البحريني لكرة القدم خبراً للصحف المحلية نُشر يوم الأربعاء الماضي 21 مايو/أيار الجاري بشأن الدعوة لحضور المؤتمر الصحافي الخاص بالكشف عن روزنامة الموسم المقبل وعرض برنامج إعداد المنتخب الوطني للاستحقاقات القادمة ومناقشة المشاركات الخارجية للأندية المحلية والمنتخبات الوطنية، ومن ضمن ما جاء فيه «وكانت لجنة المسابقات في الاتحاد البحريني لكرة القدم قد فرغت من إنجاز الجدول قبل الانتهاء من منافسات الموسم الحالي، بعد أن نجحت في تنظيم مثالي للمسابقات المحلية التي لم يتبق على ختامها سوى جولتين من عمر دوري الدرجة الأولى».

والآن نأتي إلى تعريف كلمة (المثالية)، إذ اعتبرها الغالبية أنها درجة الكمال أو أقصاها في حسن الخِصال والأفعال، والبعض ربما يكتفي بأنها درجة الكمال.

لا نتحدث هنا من باب التصيد في الماء العكر أو البحث عن الأخطاء ولكننا أمام ما قيل على لسان الاتحاد في أن تنظيم المسابقات المحلية للموسم الحالي ينطبق عليه وصف (تنظيم مثالي)، فهل هذه الكلمة كانت مقصودة وبالتالي فإننا وصلنا لدرجة الكمال والكمال لله في تنظيم مسابقاتنا، أم أن هنالك خطأ غير مقصود ورد فيما ذكره الاتحاد وهذا يستوجب الاعتذار بالتأكيد وهو من شِيم الرجال!.

وثانياً كيف يُقيم الاتحاد نفسه في تنظيم مسابقاته ويُطلق عليها ما يشاء من كلمات المدح والثناء، أليس الآخرون من أندية وصحافة وإعلام هم من يجب أن يُقيموا عمل المسابقات كونهم المعنيين بهذا الأمر، مع عدم إغفال التقييم الذاتي بالتأكيد والذي لا يجب أن يكون مُخالفاً لما سيقوله الآخرون إلا في حدود نسبة بسيطة جداً، وإن حصل اختلاف كبير فحينها سيكون هنالك خلل إما في المقيمين الآخرين أو في من يُقيم نفسه.

أي مثالية يتحدث عنها الاتحاد ونحن نعيش في أوضاع كأنها قبل أكثر من 40 عاماً من ناحية التنظيم وتسيير المباريات، هل يُعقل بعد كل هذه السنوات تُقام مباريات دوري الدرجة الثانية في ملاعب شبه مفتوحة، بعدما كانت تُقام الموسم الماضي في ملعب بالنجيل الصناعي، وهل يُعقل أن تلعب الفرق مباريات دوري الدرجة الأولى وعددها 18 مباراة لكل فريق في فترة تصل إلى 8 أشهر، أي بمعدل مباراة واحدة كل 13 يوماً، علماً بأن بعضها ظل متوقفاً لفترات طويلة تُقارب الشهرين مثل فريق سترة ثم يأتي ليلعب مباراتين في أقل من أسبوع، وبعدها يعود للتوقف 20 يوماً ويلعب مباراة ويتوقف بعدها 22 يوماً، وهذا مثال فقط على فريق واحد!

وهل يُعقل أن تقام مبارياتنا بدون أي تصوير تلفزيوني خاص بالاتحاد نفسه من باب الأرشفة ونحن في القرن الحادي والعشرين وأيضاً لاستخدام هذا التسجيل في متابعة أي أحداث طارئة مثلما حصل في مباراة المنامة والحد، إذ ان لجنة الانضباط علقت أي عقوبة في تلك الأحداث لعدم وجود المصدر، أي بإمكان أي شخص أن يشتبك ويضرب ويفعل كذا وكذا من خلف ظهر الحكم في المباريات التي لا يوجد فيها أي تسجيل، وطبعاً لا عقوبة بعد ذلك لعدم وجود المصدر!

لو استمررت في الكتابة والحديث حتى المساء فلن يجف القلم ولن تكفي الصفحات لذلك، لأننا نتواجد في خضم المسابقات ونرى كل (البلاوي) دون إغفال الجهود المبذولة من أجل التحسين، ولكن أيها الأعزاء وبعد ما ذكرته من أمثلة، هل مسابقاتنا تُنظم بمثالية؟ أترك لكم الجواب.