من الصعب على حبيب أن يكتب عن حبيبه كلمةً في يوم مولده بعد رحيله من الدنيا، ولكن الأصعب أن يمرَّ هذا اليوم من غير أن يستطيع أن يتفوَّه بكلمة في ذكراه.
يصادف يوم غد ذكرى مولد الراحل حسين الأمير، الذي افتقده الوطن قبل ثلاثة أعوام تقريباً إثر سكتة قلبية أخذته عن محبيه فجأة ومن غير سابق إنذار أو تمهيد. الأمير الذي كان مثالاً لقوة الإرادة والإصرار والتحدي، كما كان مثالاً للشاب المهتم بتطوير ثقافته عبر القراءة حتى مع كفِّ بصره؛ فقد عاش كفيفاً منذ ولادته، ولكن تربية والدته له استطاعت أن تخلق بداخله مارداً قوياً يجيد تحويل كل ألم إلى أمل، فعلمته كيف يكون واثقاً من نفسه منذ نعومة أظفاره، وأرضعته الصبر والمحبة، حتى شبَّ على تفهُّم وضع إعاقته التي لم تكن يوماً عائقاً أمام نجاحاته المستمرة في كل المجالات.
ربما لم أعاصره في طفولته، ولم أرَه إلا مارّاً بسرعة كبيرة برفقة أخيه عصام في الجامعة، وربما لم أعرف له اسماً غير «الكفيف» قبل أن ألقاه صدفة في أسرة الأدباء والكتاب بعد تخرجه في الجامعة، ولكنني عرفته جيداً بعد زواجي منه، وسمعتُ منه طوال فترة زواجنا، ومن والدته ما يكفي لأن يجعلني أعرف تماماً ما يعانيه ذوو الإعاقة في مجتمعاتنا، وكيف يمكن لكل هذه المحبطات أن تكون جداراً كبيراً يمنعهم من التواصل مع غيرهم إن لم يربيهم أهلهم على الثقة بالنفس ويزرعوا بدواخلهم الإصرار والطموح والرغبة في تحدي كل عائق يصادفهم، وبهذا عرفتُ جيداً الجهد الكبير الذي بذله وبذلته والدته ليكون يوماً كما كان.
كان رحمه الله متعاوناً وذكياً جداً لدرجة أنه كان الحضن والملجأ لكثير ممن هم حوله عندما تعترضهم مشكلة ما، وكان قادراً على أن يجيب على كثير من الأسئلة فيما يخص التقنية والأمور الإلكترونية حتى اختارته شركة الناطق للتكنولوجيا وكيلاً لها في البحرين، إضافة إلى كونه معلم حاسوب في المعهد السعودي البحريني للمكفوفين بعد أن كان معلم لغة عربية، وكان خير سند وظهر لي كي أحقق كثيراً من أحلامي بعد أن ظن كثيرون أنه قد يكون عائقاً لا دافعاً.
مثل الأمير يترك أثراً موجعاً برحيله في قلوب كل من يعرفه، فكيف به في قلوب أهله وذويه؟
لقد كان خير أب لطفليه الصغيرين الذين مازالا يذكرانه ويذكران ما قدم لهما وما جمعهما من مواقف كانت عصية على النسيان لعمق جمالها وصدق مشاعرها، وكان زوجاً جعلني أحيا حياة شكّلت لي زاداً من المحبة والسعادة والأمل كفاني الانهيار بعد وفاته. وكان معلماً لنا جميعاً استطاع أن يبث فينا روح المقاومة والصدق والإصرار والمحبة بكل ما كان يقوم به من أعمال لوجه الله.
ولسنا الوحيدين الذين نفتقده، فالوطن أيضاً يفتقد شاباً كان مثالاً وقدوة لكثير من أقرانه؛ إذ استطاع رغم كف بصره أن ينهي دراسته الجامعية برغم كل الصعوبات التي واجهته فيها بسبب عدم تعاون الإدارة والهيكل الإكاديمي معه باعتباره من أوائل من درس في الجامعة من المكفوفين، كما استطاع أن يكون معلماً بارعاً، وموسيقياً ناجحاً شارك في الكثير من المهرجانات إلى أن وصل للجان التحكيم في مهرجانات الأنشودة الإسلامية، فكان خير محكّم للحن، مازال المشاركون في المهرجانات يتذكرونه ويفتقدون وجوده معهم، كما كان رحمه الله مثقفاً يشارك في الندوات والمنتديات الاجتماعية والثقافية والسياسية، حتى أنشأ مدونة إلكترونية ضمت مقالات في مختلف المجالات ومازالت تشير إلى عمق فكره وسلاسة أسلوبه الأدبي والصحافي.
في الذكرى الثالثة لمولده بعد رحيله لا نستطيع إلا أن نقول: رحمك الله يا أبا قيس بقدر ماكنت رائعاً ومبدعاً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4277 - الجمعة 23 مايو 2014م الموافق 24 رجب 1435هـ
اللع يرحمه ويغمد روحه الجنة فقد كان معي في جامعة البحرين مقرر أدب اندلسي وكان رجل محترم....
يا سلام
يا سلام على المقال الرائع الذى ان دل يدل عن الوفاء شكرآ اخت سوسن بجد كلمات جميلة لانها صادقة ومن القلب ربنا يحفظك
في جنان الخلد
لاشك يوما سيغدو أبنائه في طريق الابداع والروح ااجميلة فسمعة أبيهم بين الناس تكفي لان تكون أملا فعلا كان أنسانا رحمه الله
رحمكً الله
رحمك الله يا أبا قيس انا لم التقه يوما و لكن سمعت عنه الكثير الكثير عن قوه إرادته كما التقيت بأخيه عصام و هو من الأشخاص الذين تحدو صعوبات الاعاقه و مثال للشاب المجتهد و الذين يملكون الكثير ليقدموه تحياتي
رحمك الله
رحمك الله رحمة الأبرار يا أبا قيس و الله يحفظ أهل بيتك و ذريتك و يجعلهم خير خلف لخير سلف
فقد الأحبة غربة
للفقيد الرحمه والمغفرة ولك اختي الصبر واكمال المشوار الذي بدأتموه معا فلوعة الفراق مريرة أسأل الله أن يقويك ويمسح على قلبك
صبراً آل الامير ،
هو بينكم لم يرحل ، يشارككم حياتكم بروح خفية ، استشعروا وجوده وستجدوه ،،
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
الله يرحمه
انسان مكافح لايعرف الكلل والملل ، التقيته مره واحده به بالصدفه وقتها دار نقاش بيني وبينه في السياره ، من ضمن النقاش صعوبات الكفيف في مجتمعنا البحرين . الله يرحمك يا ابو قيس .
لن يموت
تحياتنا. مقال رائع بكل مواصفات القلب. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
رحمه الله
الله يرحمه ويسكنه مع الصديقين وال البيت الاطهار
رحل الأمير وترك الملكة !
ملكة الأمل تكمل مشوار الأمير
رحمك الله وتغمدك برحمته الواسعة
رحمك الله
تعرض للركل والضرب على البطن والمعدة الصدر الى درجة أصبح يتبول دما ..... تصوروا هذا الضرير وعلى رغم علمهم بأنه مكفوف البصر قاموا بربط عينيه وعذب ومنع من النوم وقد تناوبوا على تعذيبه معذبين من جنسيات مختلفة عراقي ويمني وبلوشي وبحريني تصوروا كل هؤلاء تفننوا في تعذيب هذا المجاهد المكفوف وبعد الافراج عنه بقي مريضا لفترة طويلة يتبول دما ويتقيأ دما
وكيف يموت من هو مثله يا سيدتي
ببساطة .
رحمك الله
الى جنات الخلد يا ابا قيس
الله يرحمه ويلهمك الصبر والسلوان
الله يمسح على قلبك بالصبر ويعوض خيراً في طفليك
حسين الامير ليس الا من أهل الجنه
تحبه إكبار وإجلال لهذا الانسان المبدع فأنا للأسف لم التقيه في حياته وإنما سمعت عنه ولا ازال من زميله لي في العمل فحدثتني عن ذكائه وإصراره وشخصيته فانبهرت بها فلم أكن اعرف انه من الممكن ان توجد شخصيه بهذه الروعة ولم نسمع عنها فسيرته تقارب سيره العظماء اللذين نقرا عنهم عبر التاريخ الف رحمه على روحه الطاهرة واسكنه فسيح جناته
.
رحمه الله وادخله فسيح جناته.
لا يرحل من انجب
من انجب طفلان كقيس ورند انت امهما لا يمكن ان يموت فلقد رإيت بعيني كيف تسعين لتربيتهما على المحافظة على ذكرى والدهما وتحاولين ان يكونان كما أراد ان يكونان حتى حينما تطلبين منا الدعاء لهما دائما تقولين ادعوا لي ان اربيهما كما يريد.
كان ابو قيس مثال للشاب وانت مثال للشابة فشكرا لكما
لا تقلقي عليه
لا تقلقي عليه فمثل الامير حسين يكون مثواه الجنة بجوار الصديقين والشهداء لما لقيه من ظلم في المعتقل
الله يرحمه
جميل ان نرى صور الوفاء تتجلى أمامنا ، ونرى نماذج حية بيننا تمثل معاني الاخلاص والوفاء والمحبة ، بارك الله فيك وأعانك على فراقه .
رحمه الله تعلمت منه الكثير وشكرا لك استاذة
لقد كان مثالا للروعة والعظمة
وها انت تكونين مثالا للوفاء بعد رحيله
اعانك الله على فراقك
نحن الاصدقاء مازلنا نعاني من فقده فكيف بك انت زوجته
الأمير مثالاً للطموح
لقد كان عنواناً للصبر وتحدي السعاب. رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع محمد وآله والهم ىحبيه وذويه الصبر والسلوان والأجر الجزيل
مثال الصبر والاجتهاد
رحمك الله ياحسين أخا وصديقا في الجامعة وما بعدها . حسين ليس كفيف البصر بل بصير الباصرة التي كفته وألهمته وحقفت أمانيه . ملازمتي له لا تنسى رغم بعد المسافة . رحمك رحمة الأبرار وجعل مثواك الجنة
رحمك الله أيها الأستاذ المخلص المجاهد المثابر
نعم .. لقد الأستاذ حسين في قمة الاخلاص والعطاء والتضحية فلم يعرف طريقا لليأس والضعف ، بل كان مثالا رااائعا في العطاء والمثابرة والاجتهاد.
لقد عاشرته عن قرب في ايام الجامعة وبعدها فلمست منه ذلك القلب الكبير المملوء بالحب والطهارة والصفاء وتلك الأخلاق الجميلة التي يعجز اللسان عن وصفها
صحيح أنه كان لا يرى بعينيه لأنه كان كفيفا ولكنه كان يرى بقلبه الطاهر النقي .
وأنا أعزيك أختي العزيزة في فقد هذا النبع الطيب الأصيل لأنه من الصعب أن نجد شخصا قد جمع تلك الصفات الراااائعة
إلى جنان الخلد
أخوك : علي
المبدعون يرحلون لبتركوا لنا رسالة شاهدة
الناس المبدعون يرحلون دون ميعاد ليتركوا لنا رسالة مفتوحة كيف كانت حياتهم مليئة بالصعوبات والمحبطات وفي كل محطاتها عبر ودروسٌ جميلٌ لا تستطيع أن ندرس تفاصيلها في أرقى الجامعات... لنتدبر
شكرا لك
الوفاء في المرأة صفة محمودة تجعلنا نشعر ان الأناس الطيبين لازالو موجودين..كمرأة في سن سنك أشعر بلوعة الفراق والحزن بين السطور وأقرأ كبرياء المرأة في الكلمات..رحيل من نحب يجعلنا نفهم أننا جميعا أمانات قد نلحق بمن مضو في أية لحظة ..لذلك يجب أن نراجع ذواتنا ونصلحها لنعيش السعادة في الدار الآخرة
يارب
الله يرحمه برحمته الواسعة الفاتحة
يرحمه الخالق
الف تحية له و لك. نتمني لكم الخير في الحياة و له الغفران و الثواب و الجنة.