مما لاشك فيه أن الكثير يريد الفرح لأهله ووطنه، والكثير الكثير يسعده أن ينعم المواطنون بعدالة اجتماعية حقيقية، فضلاً عما يطمح الكثير إليه، بأن يحظى بتوزيع عادل للثروة الوطنية التي تنعم بها البحرين... الكل يتمنى أن تتحقق تلك المزايا على أرض واقع بيتنا الكبير البحرين، لكن هل كل ما يتمناه المرء سيحققه.
نقول نعم... شريطة أن نعمل على الاستفادة مما منحنا إياه المشروع الإصلاحي لجلالة الملك... الكل يعلم أن مملكة البحرين ستشهد قريباً عرساً انتخابياً جديداً تتجدد فيه وتكتمل مسيرتها الديمقراطية التي أرسى دعائمها ذلك المشروع الجميل.
إن مجالسكم التي شهدت لها الأوساط بكل أبعادها لا تقل أهميتها بأي حال من الأحوال عن المؤسسات والمنظمات والجمعيات التي أثبتت غالبيتها تراجعاً في برامجها الانتخابية، محدثة غربة برلمانية جعلت تطلعات المواطنين في مهب الريح. فعليكم التفكير المبكر المدروس لتنظيم مسيرتكم الوطنية قبل أن يتدارككم الوقت. إن دوركم في الحراك السياسي لم يأت من فراغ، فالتاريخ يؤكد أن المجالس ومنذ نشأتها الأولى كانت ومازالت مصدراً من مصادر التنمية التوعوية لأية قضية كانت سياسية أو اجتماعية، والتأسيس المبكر لاختيارات برلمانية أفضل، إذ تتميز بقدرات على تفعيل الفكر البرلماني السليم والصحيح، وذلك نزولاً لخدمة متطلبات الإرادة الشعبية المتطلعة لإيجاد وتطوير التشريعات والقوانين المحققة لطموحات وآمال الإنسان، وهو أمر وطني خالص يسعى لتحقيق النجاح الدائم حفاظاً على كرامة وحق المواطن.
ومن أجل تحقيق نتائج إيجابية، لابد أن تقوموا بإعداد الكوادر الوطنية المتعلمة، والمثقفة، والقوية لبناء البلد، وأن يكون هذا المشروع من أولويات مشاريعكم لتنعم البحرين بالأمن والأمان.
ابحثوا أيها الأفاضل عن محبي الوطن الإيجابيين من شبابكم، إنهم حاضرون في مجالسكم، إن مسئولية الاختيارات وإعدادها مسئولية الجميع، وإننا واثقون من وعيكم الوطني، وأنكم أهل لهذا المشوار الذي تناديكم به البحرين. حفظ الله البحرين، ودمتم بعونه تعالى موفقين لخير البحرين.
سامي القوز
هذه الحرب الكونية الثانية صراع دولي مدمر. بدأت في سبتمبر/ أيلول 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر/ 1945 راح ضحيتها الملايين من البشر بين قتيل وجريح ومشرد وأسير، وتحولت المساكن ومصانع أوروبا إلى ركام. طبعاً ما إن تضع الحرب أوزارها، فإن الدول المشاركة تحتاج إلى لملمة جراحها وإلى برنامج مشاريع لإعادة إعمار وتشغيل الاقتصاد، بحكم أن الولايات المتحدة الأميركية صاحبة أقوى اقتصاد آنذاك، ولم تتضرر كثيراً جراء الحرب فكان عليها أن تتصرف بسرعة وأن تهتم بنهضة اقتصاد أوروبا المتضرر كثيراً كأهم عامل مؤثر على اقتصادها.
هذه الحرب التي استمرت أربع سنوات خلفت وراءها الملايين من سكان أوروبا لاجئين من دون مأوى، يهيمون في ميادين المعارك وسط الدمار وركام المباني والمصانع فتفشت الأمراض، وظهرت المجاعات ما تسبب في انتشارها بسرعة مذهلة في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
خشية من تفاقم الظروف الصعبة والأوضاع الاقتصادية المنهارة والتي هي بمثابة تدعيم لحركات الشيوعية التي وجدت في تلك الظروف المناخ الملائم لدعوتها، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكة مشروعها «البرنامج الأوروبي الإسعافي في العام 1948 الذي عرف بمشروع مارشالMarshall Plan» لمساعدة الدول الأوروبية الغربية المتضررة من جراء الحرب ولإعادة بناء اقتصادها.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ألقى الجنرال جورج مارشال رئيس أركان الجيش الأميركي ووزير الخارجية خطاباً في جامعة هارفارد الأميركية بتاريخ 4 يونيو/ حزيران 1947 أعلن فيه مشروعه لإعادة بناء ما دمرته الحرب، وتشير المصادر السياسية والاقتصادية والتاريخية إلى أن هدف مارشال يأتي في المقام الأول لإيقاف المد الثوري التحرري، وخاصة في فرنسا وإيطاليا، وأيضاً يهدف للسيطرة على رأس المال لدول أوروبا.
والأهم من هذا كله التصدي لمقاومة النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية ومنع انتشار الشيوعية، كما كان واضحاً من الخطط السوفياتية آنذاك التي هدفت إلى إعادة وإنعاش الاقتصاد الأوروبي في البلدان التي سيطرت عليها الشيوعية.
من هذا المنطلق جاءت فكرة النفط الخام السعودي ليصب في البحر المتوسط، وكانت شركة الزيت العربية الأميركية (أرامكو) أقوى الشركات الفاعلة، ففكرت بإنشاء خط أنابيب لنقل النفط الخام من حقول النفط في مدينة ابقيق السعودية إلى مدينة حيفا في فلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه بقيام إسرائيل العام 1948 توقف تنفيذ المشروع، وعندها أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله إما بإلغاء الخط كاملاً أو إيجاد مسار بديل له، وتحول مساره إلى ميناء صيدا في لبنان عبر الأردن وسورية، وما لبث أن انقطع العمل به وأصبح «خردة».
في 1962 كنت أعمل موظفاً في قسم الملاحة وناقلات الزيت لشركة يوسف بن أحمد كانو - المنامة، وسمعت المسئولين من عرب وأوروبيين يتكلمون عن أهمية هذا الخط اللوجستي المهم، ونود أن نشير اختصاراً الى أن العامل البحريني ساهم مساهمة فعالة في بناء شركات النفط السعودية وغيرها من المشاريع الطموحة للمملكة، ومنها شركة أرامكو وخط التابلاين، وكم كنت أسمع في الخمسينيات أن عدداً من العمال البحرينيين يسافرون عن طريق البحر (اللنش) من فرضة المنامة إلى ميناء الخبر والدمام بالمنطقة الشرقية، وكانوا يسمونها «اعريبية» ويجلبون رواتبهم (ريالات سعودية) لتعتاش عليها عوائلهم، وكم كانت الحياة جميلة وبسيطة يسودها الحب والعطف والوئام بين الجميع، كما استعانت المصارف السعودية والأجنبية العاملة بالمملكة بالخبرة المصرفية البحرينية، وكانت مكاتب كانو في الخبر والدمام ورأس تنورة تديرها يد بحرينية ونتمنى لو تعود تلك الأيام.
علوي محسن الخباز
فئة حُروفي «البربرية» عِند البعض تغيظهم حَد الغيبة الماقتة؛ فأفواههم المُسرطنة اعتادت التحاف قهقهات مغرورة متناسية الذي لا يعلو بَعد ذاته أحد!
وَلكن تظل نقاء أحرفي جامدة تفرِض قُوتها مَتى ما شاءت جبراً، غِواية الأحرف لا تخص ذاتاً واحدة في الخصوص ولا تكن لأحد غَرض، ورُبما تَهدف، أنها فَقط ترسم نقاط وتداوير ثُم لِتَتِم الكلمات؛ وتُلملم أفكار تَلمس واقعاً يمثل معادلة حياة نَعيشها، واقعاً بات لا يعجبني، مُغتنماً بِتتمة الشهوات، يقرصُه الغرور و َشده التَعالي يَعصر من فُتات المال لِيلبس الأنيق الذي لن يأتي بِمثله أحد... هَذا الواقع قد صلَّت على عقله أباليس جَهنم لَن تخمد نيرانه إلى أن يحين أمر الله... ولكن من مُنطلق فذكِر، تَحصنوا بالتوبة (فَجنائز الغَد، تَتنفس اليوم).
خديجة السَلمان
رمتني من أعلى سماءٍ صافيةٍ
فسقطتُ، تلوثتُ، ترعرعتُ...
بغابةٍ دكتاتورية
جرحت قلبي، مزّقت فؤادي، أحرقت معنى الإنسانية
سلبت مني أعز أناسي
طفلي تشوَّه، وأبي استشهد، وأخي مازال من الأسرى
قولي لي كيف لا أتجرأ؟!
وأنا امرأة خلقت في رحم مناضلةٍ
قولي لي كيف لا أتجرأ؟!
وأنا امرأة رضعت حرباً
عاشت مأساة أبدية
عهود علي عسل
العدد 4277 - الجمعة 23 مايو 2014م الموافق 24 رجب 1435هـ