العدد 4277 - الجمعة 23 مايو 2014م الموافق 24 رجب 1435هـ

القطان: «الإسراء والمعراج» يضع في أعناق المسلمين أمانةَ القدس

قال إنه جاء بعد ابتلاءات ومحن ابتلي بها الرسول لتجديد عزيمته

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن حادثَ الإسراء والمعراج ليضَع في أعناق المسلمين في كلِّ الأرض أمانةَ القدس الشريف، والتفريطُ فيه تفريطٌ في دين الله، وسَيسأَل الله تعالى المسلمين عن هذه الأمانة إن فرَّطوا في حقِّها، أو تَقاعَسوا عن نصرَتها وإعادَتها، مشدداً على أن كلِّ مسلمٍ أن يعرفَ للأقصى المبارك قدرَه، وأن يرتبطَ به ارتباطَ حبٍّ وإيمان، مدافِعًا عن طهره، منافِحًا عن كرامَتِه، باذلاً الغاليَ والرخيص في سبيل نصره وعزِّه.

وبيّن أن معجزة الإسراء والمعراج جاءت بعد المحن والابتلاءات التي ابتلي بها الرسول (ص) لتجديد عزيمته، ولتدلل على أن هذا الذي يلاقيه من قومه، ليس سببه تخلي الله عنه، وإنما هي سنة الله مع أحبائه في كل عصر ومصر، وبينت للرسول أن المستقبل لدينه، وذلك بإقرار إمامته للأنبياء السابقين، وما تمثل له من رموز لهذا المعنى، وبيّنت له أن الأرض إذا ضاقت في وقت فإن السماء تفتح أبوابها لتستقبله، ولئن آذاه بعض أهل الأرض في وقت فإن أهل السماء يقفون له مستقبلين ومرحبين.

وفي خطبته أمس الجمعة (23 مايو/ أيار 2014)، رأى القطان أن الاقتران الزماني والمكاني بين إسرائه (ص) إلى بيت المقدس، والعروج به إلى السماوات السبع، لدلالة باهرة على ما لهذا البيت من مكانة وقدسية عند الله تعالى، وفيه دلالة واضحة أيضاً على العلاقة الوثيقة بين ما بعث به كل من عيسى بن مريم ومحمد بن عبدالله (عليهما الصلاة والسلام)، وعلى ما بين الأنبياء من رابطة الدين الواحد الذي بعثوا به، وفيه دلالة على واجب المسلمين في الحفاظ على هذه الأرض وحمايتها من مطامع أعداء الإسلام

وذكر أن في فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج، إشارة إلى الحكمة التي من أجلها شرعت الصلاة، فكأن الله يقول لعباده المؤمنين إذا كان معراج رسولكم بجسمه وروحه إلى السماء معجزة، فليكن لكم في كل يوم خمس مرات معراج تعرج فيه أرواحكم وقلوبكم إلي، ليكن لكم عروج روحي تحققون به الترفع عن أهوائكم وشهواتكم وتشهدون به من عظمتي وقدرتي ووحدانيتي ما يدفعكم إلى السيادة على الأرض، لا عن طريق الاستعباد والقهر والغلبة بل عن طريق الخير والسمو عن طريق الطهر والتسامي عن طريق الصلاة.

وأكد أن هذه الحادثة تبين مدى شجاعة النبي (ص) فقد واجه المشركين بأمر تنكره عقولهم ولا تدركه في أول الأمر تصوراتهم، ولم يمنعه من الجهر به الخوف من مواجهتهم وتلقي نكيرهم واستهزائهم، فضرب بذلك لأمته أروع الأمثلة في الجهر بالحق أمام الباطل، وإن تحزبوا ضد الحق وجندوا لحربه كل ما في وسعهم.

وأضاف «جاءت هذه الحادثة المهمة والخطيرة في آخر مقام النبي (ص) بمكة قبل الهجرة، قيل في هذا الشهر وهو شهر رجب، وقيل في غيره، ولم يثبت يوماً بعينه أو شرع عبادة لها، وإنما المشروع والمسنون تدبر هذه الحادثة والاعتبار والاتعاظ منها، وتأمل ما ورد من كتاب ربنا سبحانه، ومن سنة نبينا في هذا الحدث العظيم واستلهام العبر منه، لا سيما في تلك المعجزة العظيمة.

وأفاد بأن الإسراء هي رحلة أرضية في لمح البصر من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأما المعراج فهو رحلة سماوية من بيت المقدس إلى السماء السابعة إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سدرة المنتهى، حيث رأى الآيات العجيبة.

وأوضح أن رحلة الإسراء كانت اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم ويقينهم، وفرصة لمشاهدة النبي عجائب القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة، والتشريف بمناجاة الله في موطنٍ لم يصل إليه بشرٌ قطّ، إضافةً إلى كونها سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه، وتجديد عزمه على مواصلة دعوته والتصدّي لأذى قومه.

وأضاف أن الأيّام السابقة لتلك الرحلة شهدت العديد من الابتلاءات، كان منها موت زوجته خديجة بنت خويلد (رض)، والتي كانت خير عونٍ له في دعوته، ثم تلاها موت عمّه أبي طالب، ليفقد بذلك الحماية التي كان يتمتّع بها، حتى تجرّأت قريشٌ على إيذائه (ص) والنيل منه، ثم زادت المحنة بامتناع أهل الطائف عن الاستماع له، والقيام بسبّه وطرده، وإغراء السفهاء لرميه بالحجارة، ما اضطرّه للعودة إلى مكّة حزيناً كسير النفس.

وتابع «مع اشتداد المحن وتكاثر الأحزان، كان النبي (ص) في أمسّ الحاجة إلى ما يعيد له طمأنينته، ويقوّي من عزيمته، فكانت رحلة الإسراء والمعراج، حيث أُسري به إلى بيت المقدس، ثم عُرج به إلى السماوات العُلى، ثم عاد في اليوم نفسه.

واستعرض إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، خلال خطبته أمس، قصة الإسراء والمعراج، والمواقف والحوادث التي حصلت للرسول (ص)، وكيف جاء جبريل بالبراق، وهي دابّة عجيبة تضع حافرها عند منتهى بصرها، فركبه النبي وانطلقا معاً، إلى بيت المقدس، ومن ثم إلى السماوات السبع.

العدد 4277 - الجمعة 23 مايو 2014م الموافق 24 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:14 ص

      اسمح لي

      اسمح لي يا شيخ تعبت الامة الاسلامية من الخطابات الارتجالية ،،، يعني شوفواااا ليكم حل وليس عناوين انشائية ،،،

اقرأ ايضاً