قال عضو مجلس بلدي المنطقة الشمالية عن الدائرة التاسعة، جاسم المهدي، إن «أزمة انتشار الحشرات والقوارض التي مصدرها التلوث الحاصل في بحيرة اللوزي المجاورة لمدينة حمد ودمستان وكرزكان مازالت مستمرة، وبلغ الأمر ظهور أفاعٍ صغيرة من هذه المنطقة».

وأضاف المهدي أن «وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني، وكذلك بلدية المنطقة الشمالية جهودها صفر في هذا الشأن، ولم تباشر أي أعمال تنظيف ورقابة على رغم الوعود الرسمية التي تقدمتها تصريحات وزير شئون البلديات خلال زيارة قام بها للبحيرة».

وأوضح العضو البلدي أن «وزارة الصحة أفصحت في لقاء مع الأهالي أنها تباشر عملية رش المبيدات الوقائية نحو البحيرة بصورة أسبوعية، وأن هناك مساعي لزيادة عدد الرشات إلى 3 أسبوعياً، إلا أن ذلك لن يجدي نفعاً بسبب كثرة الملوثات واستمرار ضخ مياه المجاري من الصهاريج فيه إلى جانب رمي المخلفات والقمامة من جانب بعض المخالفين».

وتابع المهدي: «بحيرة اللوزي تنذر بمشكلة حقيقية يغفل عنها المسئولون حالياً، وأتمنى ألا نصل إلى يوم تكون جهود وزارة الصحة وكذلك وزارة شئون البلديات غير مجدية في حال تفشي مرض ما أو بات صعباً السيطرة على القوارض والحشرات التي تنتشر من هذه المنطقة»، مستدركاً بأن «دخول فصل الصيف يزيد من حجم المشكلة حيث الرطوبة النسبية في الجو تكون صالحة لانتشار أسراب الحشرات وكذلك القوارض بل حتى الأفاعي كما نقل بعض الأهالي».

وبيّن العضو البلدي أن «موضوع بحيرة اللوزي ليس مختلفاً عن وادي البحير، إلا أن مضمون كلاهما يختلف، والتداعيات التي يخلفها الأول لن تكون بمنأى عن إلزام الجهات المعنية في اتخاذ إجراء عاجل وبكلفة عالية في حل تسبب في مشكلة»، مستدركاً بأن «بحيرة اللوزي رطبة ومليئة بالمياه ولا توجد بها قناة تصلها بالبحر كما خليج توبلي، ما يعني أنها تصبح بيئة موائمة لمختلف الحشرات والقوارض والفطريات والانبعاثات التي تتطور مع مرور كل عام وتخمرها في الموقع».

وتابع المهدي: «للأسف تعوّدنا أن تحدث المشكلة أولاً ثم يسعى الجميع لإيجاد الحلول، والتي أيضاً تكون حلولاً ترقيعية، بينما بالإمكان الآن تجاوز جزء كبير من المشكلة المحتملة في حال تبنت كل جهة مسئوليتها وقامت بواجبها من باب المصلحة العامة»، مضيفاً أن «كنت أتمنى أن يكون منزل أحد المسئولين في وزارة شئون البلديات أو شخصيات قيادية في البلاد تقطن في منازل قريبة من البحيرة، لأنه بذلك سيكون هناك أمل في أن يتحرك هذا الملف نحو الحل».

وأفاد العضو البلدي بأن «اللجنة الأهلية بقرية دمستان عقدت لقاءً في 24 أبريل/ نيسان 2014 مع مسئول من وزارة الصحة لتسليط الضوء على تضرر الأهالي من البعوض والحشرات الصادرة من بحيرة اللوزي، وقد حضر رئيس مجموعة مكافحة الملاريا ونواقل المرض بإدارة الصحة العامة محسن جاسم، وعضو الدائرة التاسعة جاسم المهدي، وكذلك مجموعة من الأهالي المتضررين من هذا الأمر. وقد تناول اللقاء أسباب زيادة انتشار هذه الحشرات في هذه الفترة حيث أوضح جاسم أن السبب في ذلك يرجع لأمرين، الأول ضخ مياه المجاري في البحيرة من قبل صهاريج نقل مياه الصرف الصحي، والثاني أن البحيرة أصبحت مكبّاً للنفايات والقمامة ما يؤدي إلى ظهور هذا الجيل من الحشرات».

وأشار مهدي إلى أن «تكرار هذه المخالفات من قبل المتسببين يؤدي إلى ضعف الرقابة والتفتيش من قبل بلدية المنطقة الشمالية في رصد هذه المخالفات المتكررة وعدم إيقاع الجزاء على المخالفين، داعياً الأهالي في الوقت ذاته إلى التعاون في رصد وتصوير الشاحنات المخالفة وأرقام السيارات وإرسالها إلى الجهات المختصة».

وذكر العضو البلدي أن «رئيس مجموعة مكافحة الملاريا ونواقل المرض بوزارة الصحة أوضح أن الإدارة تقوم برش البحيرة أسبوعياً بأنواع المبيدات لمكافحة هذه الحشرات، ووعد برفع الموضوع إلى المسئولين من أجل زيادة جرعات رش البحيرة لتصل إلى ثلاث مرات في الأسبوع، مبيناً أن الحل ليس جذرياً وإنما يتطلب تضافر الجهود من قبل جميع الجهات المعنية بالموضوع لتشكيل فريق عمل مكون من البلدية والصحة العامة ووزارة الأشغال بالإضافة إلى الدور التنسيقي الذي يمكن أن يلعبه المجلس البلدي في تشكيل هذا الفريق من أجل العمل على وضع حل حقيقي لهذه المشكلة».

وأشار المهدي إلى أن «وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي زار المنطقة في شهر يونيو/ حزيران 2013، واستعرض مخططاً لإقامة متنزه عائلي ومحمية طبيعية لهذه البحيرة، ولكن لم يرَ هذا المشروع النور حتى اليوم وتم إهمال هذا الموقع ما ساهم في إبراز هذه المشكلة».

وكان وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي قد صرح في 8 يونيو/ حزيران 2013 بأن الوزارة وبالتعاون مع المجلس البلدي لبلدية المنطقة الشمالية بصدد تنفيذ مشروع بيئي ترفيهي عائلي متكامل لبحيرة اللوزي. وأكد خلال زيارة ميدانية للمنطقة رافقه فيها وكيل الوزارة للزراعة والثروة البحرية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة ومدير عام بلدية المنطقة الشمالية يوسف الغتم وعضو المجلس البلدي لبلدية المنطقة الشمالية ممثل الدائرة وعضو اللجنة الأهلية للمنطقة جاسم المهدي، أن الوزارة وبناء على خطتها الإستراتيجية المنبثقة من برنامج عمل الحكومة حريصة على تنفيذ المتنزهات بالتعاون والتنسيق مع المجالس البلدية، وأن مشروع تطوير بحيرة اللوزي يتم ضمن معطيات هذه الخطة.

وبحسب وزير شئون البلديات، فإن المشروع يحظى باهتمام ومتابعة قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة باعتباره أحد المشروعات التي تسهم في الارتقاء بالبيئة وتعزيز التوازن البيولوجي وزيادة الرقعة الخضراء في البلاد.

ومقترح التطوير يتضمن المحافظة على البحيرة كمحمية طبيعية وتطوير المنطقة المجاورة لها كمتنزه عام مع إنشاء مسطحات خضراء واستراحات عائلية ومرافق بحيث يكون المشروع معلَماً بيئيا ترفيهياً عائلياً لخدمة أهالي المنطقة والمناطق المجاورة. على أن تراعي التصاميم الهندسية للمشروع ستراعي الاستفادة من الوضعية الطبيعية والجيولوجية للمشروع بحيث يكون الوضع القائم أساساً لعملية التطوير والاستفادة من النواحي الجمالية القائمة حالياً في تنفيذ المشروع كمشروع بيئي سياحي متميز في المنطقة.