يُمسك بعربة تسوق مرتدياً اللباس البحريني (الثوب والغترة البيضاء)، ويجول بين الكتب ويقرأ عناوينها، ثم يختار ما يراه مناسباً ومفيداً له، وهو يبتسم والعرق يتصبب من جبينه، فعلى رغم أنه بلغ من العمر 64 عاماً، فإنه مازال حريصاً على القراءة واقتناء الكتب، إذ إنه - وبحسب ما قال لـ “الوسط” – يعشق القراءة منذ أن كان عمره 10 أعوام، وأمضى 54 عاماً يقرأ الكتب وينهل منها العلم والمعرفة.

ذلك هو سيدمصطفى الغريفي، أحد الزائرين لمعرض الكتب المستخدمة الثاني، الذي يقيمه مجلس بلدي المنطقة الشمالية وصحيفة “الوسط”، ويختتم فعالياته اليوم السبت (24 مايو/ أيار 2014)، في مجمع “كونتري مول”.

الغريفي حضر إلى المعرض في يوم افتتاحه واليوم التالي، مستغلاً فرصة توفر كتب قيمة في مختلف المجالات وبأسعار رمزية.

يقول: “جئت في اليوم الأول للمعرض واشتريت نحو 50 كتاباً، وحضرت في اليوم الثاني لأكمل شراء الكتب القيمة والمفيدة التي رأيتها في المعرض، وقد حرصت على شراء كتب تتحدث عن تاريخ البحرين، وعن السياسة، إلى جانب الكتب الدينية والأدبية، كما اقتنصت فرصة توفر أعداد من مجلة العربي التي أحرص على شرائها منذ أعوام، ولكن فاتني شراء بعض أعدادها، ووجدت بعض هذه الأعداد في المعرض”.

وبسؤاله متى بدأت القراءة أجاب: “عمري الآن 64 عاماً، وبدأت القراءة عندما كنت في العاشرة من العمر، إذ بدأت حينها بقراءة قصص الأطفال”، مشيراً إلى أن الجو العائلي هو الذي شجعه وساعده على القراءة، ومواصلة هذا المشوار طوال الأعوام الماضية من عمره.

وأضاف “مكتبتي تضم نحو ألف كتاب، ويشترك معي فيها ابني، فهو أيضاً يشتري كتباً ويضمها إلى المكتبة”. وعن رأيه في المعرض أفاد بأن “أسعار الكتب في المعرض مشجعة، ويضم كتباً متنوعة، ونرى الإقبال الكبير من مختلف شرائح المجتمع على شراء الكتب، وهذا لم أكن أتوقعه، فنحن كنا نعتقد أن الكتاب الورقي اندثر، ولكن بعد الإقبال الذي شاهدناه، تأكدنا أن الكتاب مازال محتفظاً بمكانته، رغم انتشار الكتب الإلكترونية”.

وأعرب عن شكره وتقديره لمجلس بلدي الشمالية وصحيفة “الوسط” ورئيس تحريرها منصور الجمري، على هذه الخطوة في إقامة معرض للكتب المستخدمة، مؤكداً أن ذلك يُسهم بشكل كبير في تثقيف المجتمع، ويحثه على القراءة وزيادة محصوله العلمي والثقافي.